حكاية – شجاعة حطاب، وثقها الباحث نزار الأسود ونشرها في سلسلة الحكايات الشامية.
شجاعة حطاب
دمشق – عمارة
الراوية: امرأة متوسطة العمر
يحكى أنه كان في قديم الزمان، ضبع كاسر، يقطع الطريق، ويعتدي على الناس. وظلت القرية على هذا المنوال مدة طويلة من الزمن، فوصل الخبر إلى الحاكم فوضع جائزة لمن يقتل هذا الضبع المفترس.
وذات مساء كان رجل عجوز عائداً إلى بيته، بعد أن احتطب من الجبل، وأتى بقوت عياله. وبينما كان يسير على ذلك الطريق الخطر، إذ بالضبع يقفز بكل قوته على الرجل العجوز ليضبعه. فما كان من الرجل العجوز إلا أن ضربه بفأسه ضربة أردته قتيلاً.. ثم تابع السير حتى وصل إلى منزله..
وفي الصباح خرج الناس، كالعادة إلى أعمالهم، فإذا بالضبع مضرج بالدماء.. فتسابقوا إلى الحاكم.. وكل منهم يدعي أنه القاتل، ليأخذ الجائزة. فما كان من الحاكم إلا أن جمعهم جميعاً في غرفة .. وأخذ يستدعيهم واحداً .. واحداً.. ليعرف من قاتل الضبع. فكان يقول لكل منهم: أأنت قاتل الضبع؟ فيقول للحاكم: نعم يا سيدي. فيطلب منه الحاكم أني يقترب منه لينظر إلى العلامة التي على رقبته فيقترب الرجل من الحاكم.. فإذا بالحاكم يصرخ به، فيخاف الرجل .. !! فيعرف أنه كاذب فيطره.
أما الرجل العجوز، فانفض على الحاكم، وأمسكه من رقبته إمساكاً، حتى كاد أن يقطع أنفاسه. فأسرع الحراس وخلصوا الحاكم من بيد يديه، وحاولوا البطش بالرجل العجوز .. إلا أن الحاكم قال لهم: لا .. هذا هو من قتل الضبع الكاسر، فأعطوه المكافأة المقررة ، وأكرموه.
انظر:
من الحكايات الشعبية الشامية – الشجرة والطفلة الصغيرة