وثائق سوريا
خطاب شكري القوتلي في احتفال عيد الجلاء عام 1957
كلمة شكري القوتلي في احتفال عيد الجلاء الذي أقيم في دمشق في السابع عشر من نيسان عام 1957
احتفلت سورية بذكرى “عيد الجلاء” في دمشق في السابع عشر من نيسان عام 1957 وألقى فيه شكري القوتلي رئيس الجمهورية خطاباً شرح فيه سياسة سورية واتجاهاتها.
ومما قاله:
(.. ونحن لذلك أيها الأخوان العرب لا نمالئ سياسة أجنبية، ولا نتحرك في ركاب أحلاف عسكرية، ولقد لزمنا حيادنا في حروب المعسكرات لأنه لا شأن لنا في حروبهم ودعواتهم ومصالحهم ..).
(.. ونحن لا نمالئ الشيوعية الدولية، وليس لها في أرضنا سبيل إلى التحكم في اتجاهاتنا ومناهجنا كما يزعمون .. واننا لنفاخر بسيادة حرة ليس مثلها سيادة وحرية في هذا الشرق).
(.. لقد قام بيننا وبين الاتحاد السوفيتي تعامل ودي صريح عندما تأكد لدينا أن ليس للاتحاد السوفيتي ما يطلبه منا أو يعرضه علينا سواء في الميدان السياسي أو الميدان العسكري، ولقد وقف الاتحاد السوفيتي إلى جانبنا وقفة صامدة خلال العدوان المحشود على مصر والجبهة العربية كلها، وكنا من قبل في ريبة من أمر الدول الكبرى كلها حينما تجمعها المشاورات والمناورات الدولية على مستوى عال، لتجري التسويات والحلول على حساب مصالحنا وسيادتنا.. وأنه ليسرنا بالحق أن نجد في كثير من دول الشرق والغرب أصدقاء تعرفنا إلى وجودهم على نار المحنة الضارية التي أوقدها المغامرون، وسنمضي في طريق صداقتنا في جميع الدول التي نلتقي معها في طريق النضال ضد الغاصبين وحلفاء الصهيونية الأثيمة، ولن ننثني عن طريقنا، ولن نتراجع عن أهدافنا طالما شددت علينا حصارها، وعزلتنا عن الحياة الدولية الكبرى، وأوردتنا موارد الهوان والتفرقة، وقد خرجت قضيتنا المقدسة إلى الملأ الإنساني الأكبر، ولقيت تعضيداً وتكبيراً لدى الضمائر الحرة في العالم ولدى الملايين من الشعوب في آسيا وافريقيا التي تجمعنا إليها روابط المصير المشترك في ساحات النضال الكبرى).
كما تمسك الرئيس القوتلي في خطابه على التمسك بالحياد الايجابي، حيث قال:
(.. على هذه القناعة الكبرى نبني وطننا حجراً حجراً ونعده لملاقاة أعباء المستقبل ..).
(.. وأن تك لبعض المتشائمين أو الواهمين صور ومفارقات من نزاع الحياة الديمقراطية في سبيل الأصلح أبداً .. فإننا لواثقون أن الأحزاب والهيئات والجماعات تقدر حق التقدير فروض السلامة الوطنية لاسيما في ظروف الشدة والخطر وثمة عدو غادر يتربص بنا الدوائر ويحسب مخدوعاً أنه يستطيع أن يتسرب إلى مواقع الوهن في صفوفنا، وفي صفوفنا ليس إلا العزيمة والمضاء والقوة، وفي شعبنا وقادته ورجاله إلا وحدة الحافز والشعور ووحدة القصد والهدف مهما تباينت الآراء واختلفت الاجتهادات).
انظر: