You dont have javascript enabled! Please enable it!
عاموثائق سوريا

حزب البعث – نشرة سرية وخاصة بالأعضاء فقط        


حزب البعث العربي الاشتراكي                         أمة عربية واحدة         ذات رسالة خالدة

        القيادة القومية

   أيها الرفاق

   لقد جاء في دستور الحزب ما يلي: حزب البعث العربي الاشتراكي حزب شامل تؤسس له فروع في سائر الأقطار العربية وهو لا يعالج السياسة القطرية إلا من وجهة نظر المصلحة العربية العليا. الدستور: المادة 1 من المبادئ الأساسية

  وجاء في النظام الداخلي للحزب أن وحدة الحزب الكاملة وحقيقته القومية الاشتراكية الانقلابية تعتبر أساساً لنظرية الحزب في التنظيم والعمل. النظام الداخلي: المقدمة- بند1.

   وجاء في النظام الداخلي للحزب أن القيادة القومية هي أعلى سلطة قيادية في الحزب تشرف على كافة شؤونه ذات الطابع والمستوى القومي ويخضع لها الحزب وكافة هيئاته ومنظماته وقياداته. النظام الداخلي: المادة 18 الفقرة 5 كما أن صلاحيات القيادة القومية وواجباتها تشمل قيادة المنظمات الناشئة قيادة قطرية، حتى تصبح منظمات قطرية تمارس قياداتها صلاحيات القيادة القطرية الكاملة وقيادة الفروع التي تفقد إمكانية قيادة نفسها قطرياً لأي سبب قيادة قطرية، حتى تزول الأسباب. الفقرتان 1، 2 من الصلاحيات التنظيمية للقيادة القومية مادة 8 فقرة 5، وجاء في البند الخامس من نفس الفقرة أن صلاحيات القيادة القومية وواجباتها تحقيق الوحدة القومية للحزب والفعالية له في عقيدته وتنظيمه ونضاله.

   من كل هذه النصوص نلاحظ أن الحزب ينطلق في تنظيمه من نظرة قومية تعتبر الوطن العربي وحدة حقيقية وتعتبر وحدة الحزب التنظيمية وحفظ هذه الوحدة التنظيمية لا تقل أهمية عن وحدته الفكرية والنضالية لأنها تجسد بشكل عملي إمكانية وحدة الأمة العربية في كيان سياسي واحد. وإن الخروج من هذه الوحدة التنظيمية لا يقل خطراً عن الخروج على وحدة الحزب الفكرية ومحاربته بقصد تدميره ويعتبر إساءة للحزب تنطبق عليها عقوبة الفصل. النظام الداخلي فصل العقوبات الحزبية الفقرة 5 بند1، 2، 3، 4.

   وإن حزبنا الذي خاض معارك نضالية عنيفة في أكثر من قطر عربي، والذي ناضل طويلاً حتى أصبحت له شخصيته القومية المتماسكة، استطاع كنتيجة للجهود التي بذلها أن يغدو بحق أكبر قوة شعبية منظمة في الوطن العربي، تتجاوز تنظيماتها الحدود الإقليمية وتعطي البرهان الحسي على إمكان

تحقق الوحدة العربية الشاملة، بتحقيق وحدة النضال الشعبي المنظم.

   إن حزبنا ذا الشخصية القومية المناضلة وصاحب التاريخ النضالي المشرف والوجود الفعلي المنظم، لقادر في كل وقت على سحق أعدائه وكشف مخططاتهم وإظهار حقيقتهم للشعب مهما برعوا في التستر وراء شعاراته.

   وإن الحزب ليحارب بعنف وإصرار كل محاولة لتمزيق هذه الحقيقة القومية لوجوده، فلا يسمح بأن يكون الشخص، أي شخص فوق الحزب ولا أن تسود المصلحة الخاصة أية مصلحة على مصلحة الحزب، وهو يعتبر الخروج على نظامه وتجاوز قيادته القومية من قبل أي عضو أو أية جماعة لا يقل عداء وخطورة عن التآمر السافر عليه والخروج العلني على دستوره.

   أيها الرفاق:

   لا بد لنا أن تكون هذه المقدمات واضحة في الأذهان ونحن نتصدى لكشف المحاولات التي يقوم بها بعض الانتهازيين من الحزبيين السابقين، الذين يريدون أن يفرضوا بطرق غير شرعية، وجودهم كقادة على رأس الحزب في سورية ليحولوه من منظمة قومية شعبية انقلابية هي أمل أمتنا في الوحدة والحرية والاشتراكية إلى مجموعة غوغائية من الأتباع والأزلام تصلح لكسب المناورات السياسية، وتنصيب حكام يسايرون الرجعية ويكرسون الروح الانفصالية فيشوهون بذلك حزب البعث باسم البعث ويزعزعون ثقة جماهير شعبنا بحزبها المناضل حزب البعث العربي الاشتراكي. مع أن النظام الداخلي للحزب واضح النص على أن الاشتراك في الحكم أو تحمل مسؤولية في أي قطر إنما يعود تقريره إلى القيادة القومية وحدها، ولا يمكن أن يتم من قبل بعض الأشخاص بالمناورة على الحزب وقيادته القومية دون أن يكون ذلك السعي مغرضاً ومنافياً لأهداف الحزب.

   أيها الرفاق:

   كان لابد من كل هذه المقدمة قبل أن نستعرض وقائع وملابسات الاجتماع الذي تم مؤخراً في سورية وأراد له بعضهم أن يكون “مؤتمراً حزبياً قطرياً” ليخدعوا الرفاق عن حقيقة نواياهم فهم يتسترون بشعار التنظيم الثوري للحزب في سورية ليمنعوا تشكيل الحزب بصورة صحيحة تجعله بحق جزءاً لا يتجزأ من الحزب القومي، وحاملاً لتاريخ الحزب ومسؤولياته ومساهماً في متابعة النضال لتحقيق أهداف أمتنا في والحرية والاشتراكية و الوحدة وهم لم يخرجوا عن طورهم ويتجاوزوا القيادة القومية ومقررات المؤتمر والنظام الداخلي للحزب ولم ينشطوا في حملة الدس والافتراء على الحزب وقياداته، سالكين أساليب الكذب والخداع، إلاّ لأنهم يعرفون أنفسهم حق المعرفة ويعلمون جدية القيادة القومية في تحمل مسؤولياتها ومباشرتها بتنظيم الحزب على أسس ثورية صحيحة وسليمة، تكفل للحزب وحدته القومية وتبعدهم عنه بوصفهم من الانتهازيين الذين لا يستحقون شرف الانتماء لحزب كحزبنا. يضع المصلحة الحزبية فوق المصلحة الشخصية والقرار الحزبي فوق الرأي الشخصي ويجعل العلاقات الحزبية علاقات موضوعية حزبية. (الفقرة 2 من مقدمة النظام الداخلي).

   ولا بد لنا لكي ندرك خطورة محاولتهم وطبيعة الروح المعادية للحزب التي انطلقوا منها، من أن نستعرض وقائع هذا (المؤتمر) من حيث الأصل والموضوع والشكل ونكون قادرين بالتالي على إعادة الرفاق المخلصين الذين يمكن أن ينجرفوا بتيار الانفصالية واللا حزبية إلى جادة الصواب وحتى نستطيع فضح المتآمرين على الحزب وأعداء وحدته القومية، والرامين إلى جعله ألعوبة بأيديهم نسجل الوقائع التالية:

   1 – من المعلوم أنه في حالة غياب التنظيم الحزبي في أي قطر من الأقطار تقوم القيادة القومية بمهمة الإشراف المباشر لقيادة ذلك القطر بواسطة قيادة مؤقتة تعينها القيادة القومية كما جرى في قطر الأردن بعد مؤتمر 1959 وكما جرى في قطر العراق بعد محاولة الاغتيال التي أدت إلى غياب جميع قيادات الحزب فيه، ففي الحالتين قامت القيادة القومية بمهمتها النظامية.

   وفي المؤتمر القومي الخامس الذي عقد مؤخراً في 1962 تقرر إعادة التنظيم الحزبي للقطر السوري وكُلفت القيادة القومية بمهمة الإشراف المباشر واختيار الشكل الملائم لهذه العودة. ولمّا كانت ظروف القطر السوري معقدة لطول غياب الحزب وردود الفعل العنيفة التي أصابت الكثيرين من الحزبيين السابقين بسبب الروح الفردية في العمل الحزبي وبسبب حل الحزب وانتكاسة الوحدة والمواقف المتناقضة التي ظهرت بعد الانفصال، هذه الأمور بمجموعها دعت القيادة القومية أن تتريث في تعيين قيادة مؤقتة وتبذل جهوداً مباشرة للاستفادة من كل الإمكانيات والمحاولات المتوفرة. وقد وجدت فيمن أسموا أنفسهم “لجنة تحضيرية” للاجتماع الذي دُعي “بالمؤتمر القطري” مجالاً حيوياً ونافعاً يساعد في بناء الحزب لو توفرت حسن النية لديهم فاتصلت بهم وحاولت إقناعهم بالانضواء تحت لواء الحزب ومساعدة القيادة القومية في مهمتها.

   2 – إن المشرفين على جمع المؤتمر استغلوا الرغبة الصادقة لقاعدة الحزب المتممة لعودة التنظيم عكازاً يتوكؤون عليه للوصول إلى أغراضهم.

   3 – سبق عقد هذا المؤتمر “حملة أكاذيب وافتراءات موجهة ضد المؤتمر القومي الذي عُقد مؤخراً وضد القيادة القومية التي انبثقت عنه وكُلفت بتنظيم الحزب في القطر السوري على أسس ثورية صحيحة، مثل إشاعة انسحاب وفد العراق من المؤتمر وإشاعة وجود مفاوضات بين الحزب وعبد الناصر وغير ذلك من الإشاعات التي لا تتفق مع الحقيقة والتي يعلم مروجوها كذبها، ولكن المصلحة الشخصية والطبيعة الانتهازية لا تتقيد بأي خلق حزبي فتبيح لأصحابها التزوير والكذب على رفاقهم بل على أعلى سلطة شرعية للحزب والممثلة لوحدته وهي: “المؤتمر القومي والقيادة القومية”.

   4 – اللجنة التحضيرية التي هيأت “للمؤتمر” كانت قد اتصلت بالقيادة القومية واتفقت معها على جدول أعمال محدد، وعندما حضر ممثل القيادة القومية إلى “المؤتمر” فوجئ من قِبَل اللجنة بوجود عناصر فيها لا يمكن للقيادة القومية أن تقر وجودها بالحزب أصلاً كما فوجئ بجدول أعمال يختلف تمام الاختلاف عن جدول الأعمال الذي سبق الاتفاق عليه مع القيادة القومية. فقد كان جدول الأعمال المتفق عليه ينص على ما يلي:

أ – توضع شروط يتفق عليها المؤتمرون حول تقييم الأشخاص الذين يدخلون التنظيم الحزبي والأشخاص الذين يمنع دخولهم كمستزلمين لأشخاص آخرين والعناصر التي ساهمت بإفساد التنظيم الحزبي السابق والعناصر التي تحوم الشكوك حول سلوكها الاجتماعي والسياسي والحزبي.

ب – يختار “المؤتمر” من بين أعضائه لجنة تتعاون مع القيادة القومية لاختيار مجلس قطري وهذا المجلس يختار من بين أعضائه قيادة مؤقتة للقطر السوري تحت إشراف القيادة القومية على أن يبقى المجلس قائماً حتى استكمال الانتخابات الحزبية.

ج – بعد إجراء الانتخابات وانتخاب القيادة القطرية لسورية على القيادة القومية أن تدعو لمؤتمر قومي لكي يتسنى لقطر سورية أن يُمثل فيه.

   ولكن جدول الأعمال الذي وضعته “اللجنة التحضيرية” من وراء القيادة القومية نص على ما يلي:

أ – إقرار نظام داخلي سوري.

ب – رسم سياسة قطرية وقومية، حتى ولو كانت مناقضة لسياسة الحزب القومية التي تنفذها القيادة القومية بناءً على مقررات المؤتمر القومي.

ج – التوقيع بالأسماء على إنشاء الحزب.

   وواضح أن مثل جدول الأعمال هذا يخرج بـ”المؤتمر” من كونه اجتماع حزبيين أعضاء في حزب البعث العربي الاشتراكي يُقرون مبادئه ونظامه الداخلي ويخضعون لقيادته القومية، إلى اجتماع له صفة تأسيسية لحزب جديد هو غير حزب البعث العربي الاشتراكي مهما اتخذ لنفسه من أسماء وشعارات.

   5 – وقد ظهرت في “المؤتمر” حقيقة الروح المعادية للحزب التي تحرك الموجهين فيه فادعى البعض “أن هذا المؤتمر هو أعلى سلطة وليس هناك من سلطة أعلى منه” وصرح البعض بأنه في حالة عدم اعتراف القيادة القومية بشرعية هذا المؤتمر فهناك نية عند البعض وخصوصاً من الداعين لهذا المؤتمر للاتصال بأقطار الحزب الأخرى للعمل على شق الحزب. فهم يريدون أن يُرهبوا الحزب وقيادته القومية ويفهموها بأنهم قادرون على التخريب في حال رفضها الاستجابة لضغطهم الانتهازي، غير الشرعي واللا حزبي. ولكن القيادة القومية تثق بأن حزبنا العظيم صاحب التاريخ النضالي المشرف والذي يعتبر وحدته القومية فكرياً وتنظيمياً من أهم المكتسبات القومية التي حققها ومن أهم الوسائل التي تزوده بطاقة ضخمة لمتابعة النضال في سبيل تحقيق أهداف شعبنا في الحرية والوحدة والاشتراكية.

   إن القيادة القومية تثق بأن حزبنا سيتجاوز هؤلاء المخربين وأنهم لن يلاقوا غير الازدراء والوعي لطبيعة محاولتهم من أي عضو منظم وتثق أنهم لن يلاقوا في القطر السوري نفسه إلاّ الرفض لطلبهم من قبل كل الرفاق المتمسكين بحزبهم والمصممين على النضال ضمن منظمة الحزب القومية.

   والقيادة القومية بدورها لا يعقل ولا يمكن أن تخضع لمثل هذا الضغط الانتهازي غير الشرعي اللا حزبي الذي يحاول ممارسته بعض الخائفين من مصيرهم المؤكد مصير المنبوذين من ساحة النضال القومي المشرف ومن صفوف الحزب المتراصة، وهي قادرة استناداً لوعي المنظمات الحزبية ومتانتها وإلى وقوف الأكثرية الساحقة من الرفاق في سورية إلى جانب الحزب ضد أعدائه على سحق هذه المحاولة ورد كيد خصوم الحزب إلى نحورهم.

   6 – لقد اتسم جو “المؤتمر” بالفوضى وكانت التكتلات والروح المعادية للحزب واضحة فيه لم تخف على أي شخص حضره.

   7 – لم يكن هناك أي نظام أو انضباط ولم تُعط للرفاق فرصة كشف المناورة بل سُلقت “القرارات” بجو إرهابي مشحون.

   8 – لقد سبق لبعض من طبخوا عملية “المؤتمر” أن عملوا “لفك الدمج” وإعادة الحزب العربي الاشتراكي، ولكنهم تراجعوا عندما أيقنوا بأنهم سينتهون بمجرد حجب الثقل المعنوي للحزب قومياً عنهم إلى حزب إقليمي ينحصر نشاطه في مناطق محددة من الإقليم السوري.

   9 – كما أنه سبق لبعضهم في عهد الوحدة وخلال المناقشات المطولة التي دارت آنئذٍ لإعادة تنظيم الحزب في سورية أن طرقوا موضوعات فكرية مناقضة لفكر الحزب، فأكرم الحوراني ينتقد المبدأ الأساسي الأول من دستور الحزب القائل: “إن العرب أمة واحدة لها حقها الطبيعي في أن تحيا دولة واحدة وأن تكون حرة في توجيه مقدراتها ولهذا فإن حزب البعث العربي الاشتراكي يعتبر الوطن العربي وحدة سياسية اقتصادية لا تتجزأ ولا يمكن لأي قطر من الأقطار العربية أن يستكمل شروط حياته منعزلاً عن الآخر”. يقول أكرم الحوراني بالحرف “العرب أمة واحدة صحيح على عيني وراسي ولكن هل من الضرورة أن يعيشوا في دولة واحدة؟” ويفلسف أزلام أكرم هذه النظرة الانفصالية بنظرة الوحدات الأربع فالوطن العربي برأيهم يتكون من كتل جغرافية طبيعية هي الهلال الخصيب والجزيرة العربية ووادي النيل وشمالي أفريقيا وعلى الحزب برأيه أن يقبل هذه الحقيقة ويعمل لإنشاء وحدات سياسية ضمن هذه الوحدات الجغرافية ثم ينشئ بين هذه الكيانات نوعاً من التعاون. وظهر في المقالات التي نُشرت مؤخراً لأكرم الحوراني ما يشير إلى مثل هذه الآراء الخطيرة ولكن رهافة الحس القومي لمجموع الحزبيين ولجماهير الشعب هي العائق دون الإفصاح عن ذلك.

   أيها الرفاق:

   إن وقائع “المؤتمر” ومعرفتنا بالأشخاص الذين طبخوا عمليته وأرادوا من ورائه أن يضعوا أنفسهم حاجزاً بين القيادة القومية وبين أعضاء الحزب السابقين في سورية وأن يخرجوا تنظيم الحزب في سورية على شاكلتهم تنظيماً سورياً انفصالياً يرفع الشعارات ليتاجر بها ويوصلهم إلى مقاعد الحكم وبالتالي يجعلهم قادرين على السير بالحزب كله نحو الانحراف الانتهازي الانفصالي. إن معرفتنا لوقائع هذا “المؤتمر” وللأشخاص الذين كانوا عاملين له وموجهين فيه لا تزيدنا إلاّ تصميماً على السير بتنظيم الحزب في القطر السوري على أساس ارتباط العضو بالحزب وحده وعلى أساس القبول بدستوره والخضوع لنظامه الداخلي. ولن يكون لمثل هذه المحاولات أي أثر على الرفاق المخلصين الصادقين مع أنفسهم ومع شعبهم والمؤمنين أن أهداف أمتنا في الوحدة والحرية والاشتراكية لا تكون سائرة في طريق التحقيق إلاّ على يد الجماهير الشعبية المنظمة بقيادة حزبها الموحد قومياً والناظر لنضاله وسياسته ومواقفه في كل قطر من زاوية المصلحة العربية العليا وحدها. وإن حزبنا بما له من تراث ومن قوة يستمدها من وحدة تفكيره وتخطيطه وتنظيمه تُكسِب أصغر حلقة ترتبط بقيادته القومية قوةً أمنع وأقدر على الثبات والصراع من قوة أي تنظيم إقليمي انفصالي وانتهازي لأن النصر أخيراً لقضية الشعب ولحزبه المناضل لتحقيق أهدافه في الحرية والاشتراكية والوحدة.

   إن القيادة القومية برغم كل ما تقدم جابهت هذه الأجواء والمواقف السلبية بروح إيجابية بناءة  مقدرة بذلك الظروف والتعقيدات التي جابهت وتجابه الحزب وأعضاءه وأرادت أن لا تتشدد باستعمال الحق آملة أن تصل إلى الحقيقة لتكشف العناصر ذات الدوافع الانتهازية وتعزلها وتفضحها فقبلت باستمرار اللقاءات مع الذين أسموا أنفسهم “القيادة القطرية المؤقتة” قصد إفهامهم أن عملهم هذا خروج على نظام الحزب وعلى وحدته وأنهم سائرون في طريق خطر لا يستفيد منه إلاّ أعداء الحزب من رجعيين وشيوعيين وعملاء الاستعمار، ومنذ اللقاء الأول أبلغتهم القيادة القومية بأنها لا تعترف بشرعية المؤتمر وعليه فإن لقاءاتها معهم هي في سبيل الاطلاع على الآراء المختلفة.

   وبدلاً من أن يقدر هؤلاء مصلحة الحزب ويلجأوا إلى الطريق النظامي الحزبي، فاجأوا الحزب عن طريق الصحف بخطوتهم التخريبية بانتحالهم صفة تمثيل الحزب.

   إن من طبيعة الأحزاب الثورية أن تلفظ أثناء مسيرتها النضالية الصاعدة، العناصر الانتهازية والمصلحية والمحترفة، المتساقطة على دروب النضال محاولة أن تختصر طريق النضال الثوري بسلوك المسالك السهلة للوصول إلى أهدافها الرخيصة. وإن تجربة حزبنا خلال حياته النضالية قد أبرزت محاولتي الريماوي والركابي في تخريب الحزب عندما وجدت في نظام عبد الناصر مرتكزاً لها ومشجعاً على محاربة الحزب باسم الحزب. وإن المحاولة الحالية ما هي إلاّ امتداد لتلك المحاولات التخريبية مهما اختلفت شعاراتها.

   إن وحدة الحزب يجب أن ترتكز إلى أسس سليمة تعتمد وحدة الفكر ووحدة التنظيم ووحدة الأسلوب والحزب يرفض تلك الدعوات إلى الوحدة المزيفة التي تعتمد سلوك التوفيق الانتهازي الذي كان هو العامل الأهم في تهديم الحزب في السابق.

   إن تطهير الحزب من جيوب الردة المتعفنة عنصر أساسي لتطوير الحزب وبناء وحدته على ترجمة ثورية لأهدافه في معاداة جدية دائمة لقوى الرجعية والشيوعية والعملاء وواجهاتهم الدينية والسياسية وفي معاناة دائمة لمشاكل الشعب الأساسية وتبنٍ صريح وجريء لأهدافه وآماله.

   أيها الرفاق:

   إن حزبنا هو أمل الشعب وجهازه الفكري والتنفيذي الأكبر، وشعبنا بدون الحزب طاقة ثورية خيِّرة، ولكنها متشعبة مبعثرة ضائعة، في خضم الانفعالات والاندفاعات اللا مجدية، ولقد جاء حزبنا ليفتح لهذه الطاقة الخيرة مجرى سليماً ويجمعها فيه ويدفعها إلى تحطيم العقبات وبناء المستقبل ومن هنا كانت مهمتنا أصعب مهمة لأننا يجب أن نتوجه إلى الملايين العربية كلها ونسير معها لتحقيق أهداف الأمة…

   فلتستمر هذه الطاقة في مجراها الثوري السليم.

   ولتتسع هذه الآفاق، ولنكن قادرين على التأكيد للشعب، بأننا كلما انفتح أمامنا أفق ملأناه وسرنا لنفتح أفقاً جديداً، وأننا كلما مضى بنا الزمن أصبحت أسلحتنا أقوى ووسائلنا أجدى وأصبح المستقبل أقرب.

   فلنسر في طريقنا وملايين العرب معنا.

   ولنناضل جميعاً بحزم وإصرار لبناء حزبنا على أسس ثورية نظامية متجاوزين الأخطاء والأساليب التي أدت إلى تنظيم الحزب، كي يكون بحق أهلاً لحمل أعباء النضال الاشتراكي التقدمي.

   لنناضل في سبيل سحق زمرة الردة والانحراف والانتهازية.

   ولترتفع راية حزبنا عالية خفاقة في سُوح النضال ضد الرجعية والإقطاع والعملاء والانتهازية. وفي سبيل تحقيق أهداف الجماهير في الوحدة والحرية والاشتراكية.

نشرة سرية وخاصة بالأعضاء فقط                            حزب البعث العربي الاشتراكي

       حزيران 1962                                                القيادة القومية


 



 أحداث التاريخ السوري بحسب السنوات


سورية 1900 سورية 1901 سورية 1902 سورية 1903 سورية 1904
سورية 1905 سورية 1906 سورية 1907 سورية 1908 سورية 1909
سورية 1910 سورية 1911 سورية 1912 سورية 1913 سورية 1914
سورية 1915 سورية 1916 سورية 1917 سورية 1918 سورية 1919
سورية 1920 سورية 1921 سورية 1922 سورية 1923 سورية 1924
سورية 1925 سورية 1926 سورية 1927 سورية 1928 سورية 1929
سورية 1930 سورية 1931 سورية 1932 سورية 1933 سورية 1934
سورية 1935 سورية 1936 سورية 1937 سورية 1938 سورية 1939
سورية 1940 سورية 1941 سورية 1942 سورية 1943 سورية 1944
سورية 1945 سورية 1946 سورية 1947 سورية 1948 سورية 1949
سورية 1950 سورية 1951 سورية 1952 سورية 1953 سورية 1954
سورية 1955 سورية 1956 سورية 1957 سورية 1958 سورية 1959
سورية 1960 سورية 1961 سورية 1962 سورية 1963 سورية 1964
سورية 1965 سورية 1966 سورية 1967 سورية 1968 سورية 1969
سورية 1970 سورية 1971 سورية 1972 سورية 1973 سورية 1974
سورية 1975 سورية 1976 سورية 1977 سورية 1978 سورية 1979
سورية 1980 سورية 1981 سورية 1982 سورية 1983 سورية 1984
سورية 1985 سورية 1986 سورية 1987 سورية 1988 سورية 1989
سورية 1990 سورية 1991 سورية 1992 سورية 1993 سورية 1994
سورية 1995 سورية 1996 سورية 1997 سورية 1998 سورية 1999
سورية2000

مروان حبش

وزير وعضو قيادة قطرية سابق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى