You dont have javascript enabled! Please enable it!
من الصحافة

صحيفة 1976- بعد صمود “52” يوماً سقط تل الزعتر

نشرت صحيفة الشعب الصادرة في عمان في العدد 174 الصادر في الثالث عشر من آب 1976م، خبراً موسعاً حول أحداث مخيم تل الزعتر.

عنوان الخبر: (بعد صمود “52” يوماً سقط تل الزعتر

اليمينيون خدعوا سكان المخيم قبل أن يشنوا هجومهم المكثف ال “71”

منع الصحفيين من دخول المخيم الذي تحول إلى مجرد أنقاض.. وحفر).

نص الخبر:

بعد اثنين وخمسين يوماً من المعارك التي تعد دون شك أشرس المعارك التي شهدتها لبنان منذ اندلاع الحرب الأهلية اللبنانية أصبح أمس مخيم تل الزعتر تحت سيطرة القوات اليمينية.

وأعلن راديو لبنان الذي يسيطر عليه اليمينيون سقوط آخر جيب من جيوب المقاومة الموجودة في المخيم وأكد – صوت فلسطين- من جانبه أن معارك بالسلاح الأبيض مازالت مستمرة بعد ظهر أمس في تل الزعتر وقال شاهد تمكن من دخول المخيم إلى بضعة أمتار أن المعارك توقفت في مستهل مساء أمس ويبدو أن الراديو الذي تسيطر عليه منظمة التحرير الفلسطينية قد أكد ضمنياً في تعليق له نبأ سقوط المخيم إذ قال -صوت فلسطين- أن الجرح الدامي لتل الزعتر قد آلمنا ولكنه لن يفت من عضدنا.

واستأنف الراديو تعليقه قائلاً أن تل الزعتر لم يسقط ولسوف يظل بالنسبة لنا رمز اصرارانا على مواصلة القتال دفاعاً عن الثورة وتحقيقاً للأهداف التي قاتل من أجلها المدافعون عن المخيم.

وقال الراديو أن سكان المخيم بدأوا بمغادرته وأن الدكتور حسن صبري الخولي مبعوث جامعة الدول العربية في لبنان واللواء محمد حسن غنيم قائد قوات الأمن العربية ومندوب لجنة الصليب الأحمر الدولي يشرفون على عملية إخلاء المخيم.

وقد اتسمت هذه العملية بوحشية لا سبيل إلى اغفالها فقد قتل نحو عشرين من الشبان معظمهم من الفلسطينيين بينما كانوا يغادرون المخيم معلنين استسلامهم.

وذكرت مصادر كتائبية أن سكان حي الدكوانة القريب من تل الزعتر الذين كانوا قد تركوا دورهم في بداية المعارك هم المسؤولون عن هذه المذبحة.

وذكر بعض شهود العيان أن نحو مائة من المقاتلين قد وقعوا في أسر الكتائبيين وأكد أمين الجميل أحد القادة العسكريين للحزب أن هؤلاء الأسرى سيعاملون وفقاً لبنود معاهدات جنيف ودعا اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى زيارتهم.

وتشير مصادر يسارية إلى أن القوات اليمينية المرابطة في مفرق طريق المتحف وهي نقطة المرور الوحيدة بين قطاعي بيروت تتعرض لسكان تل الزعتر الذين يحاولون اللجوء سيراً على الاقدام لقطاع المتحف.

وقد أعلن راديو صوت فلسطين ان القوات اليمينية قد أتت بفعل ينم على الغدر عندما فتحت نيران مدفعيتها وشنت هجوماً على كافة المخيم في محاولة منها لمنع إخلاء الأهالي المدنيين الموجودين في المخيم.

وتسعى اللجنة الدولية للصليب الأحمر جاهدة لتدبير أكبر عدد ممكن من سيارات النقل لنقل جموع النساء والرجال والأطفال من تل الزعتر إلى بيروت العربية فوراً.

وأضاف راديو صوت فلسطين يقول أن الدكتور الخولي أجرى اتصالات مكثفة من أجل اخلاء المدنيين في مخيم تل الزعتر الذي يعاني من 16 شهراً من الحصار وشهرين من المعارك والهجمات الوحشية.

وقال راديو الكتائب في تعليق له أن سقوط تل الزعتر يفتح الطريق أمام الحل السياسي للأزمة اللبنانية وأمام الحل السياسي للأزمة اللبنانية وأمام استئناف الحوار.

واستطرد الراديو قائلاً وإذا ظل الفلسطينيون على عنادهم فسنصل عندئذ إلى مفترق – فأما تستأنف المبادرة السورية بشكلها العسكري بضمانة عربية أو تتحول قوة الأمن العربية إلى قوة ضاربة تقوم بحسم الموقف – عسكرياً.

وتنهي السيطرة على مخيم تل الزعتر عملية تمشيط المناطق التي يسيطر عليها التحالف الفلسطيني – اليساري داخل القطاع اليميني.

وبعد سقوط مخيم ضبية الفلسطيني وهي الكارانتينة لم يبق غير حي النبعة ومخيم تل الزعتر وقد سقط حي النبعة بدون مقاومة كبيرة خلال الأسبوع الماضي وفر سكانه.

وقال ضباط القوات اليمينية أنه لم يبق في المخيم سوى عدد قليل من القناصة.

وقال الضباط اليمنيون أن رجالهم يقاتلون المسلحين القلائل الذين ظلوا في المخيم وقالوا أن معظم الذين كانوا في مخيم كان يؤوي حوالي 20000 شخص عندما بدأت المعركة استسلموا بإرادتهم.

وقال الضباط اليمنيون ان قواتهم هاجمت المخيم بكثافة عند الساعة السابعة صباحاً وانتهت العملية في ساعتين.

وتدفق بعد ذلك مئات من المدنيين من سكان المخيم عبر الخط الأخضر الفاصل بين القطاع الشرقي من بيروت والقطاع الغربي منها.

وكان بعضهم يبكي الا ان معظمهم كان يبدو مذهولاً لدى الوصول إلى القطاع الغربي من العاصمة بعد سبعة أسابيع من قصف متواصل وهجمات عنيفة.

وقال مراسل وكالة رويتر لقد شاهدت أسيراً يقاد معصب العينين إلى داخل مقر حزب الوطنيين الأحرار وكان قدماه لا تكاد تحملانه مما ترتب عليه مساعدته على تسلق السلالم.

وقال الرائد فؤاد مالك قائد مسلحي الحزب أن قرار شن هجوم على مخيم تل الزعتر اتخذ الليلة قبل الماضية.

وكانت قوات الحزب والفئات اليمينية الأخرى المشتركة في حصار المخيم قد بدأت يوم الثلاثاء الماضي قصفاً مركزاً على المنطقة التي كانت لا تزال في أيدي المدافعين عنها في المخيم.

وفي الوقت ذاته أخذ المسلحون اليمنيون المشاه يتحركون نحو المباني المهجورة في محيط المخيم.

ولم يسمح للصحفيين بدخول المخيم بعد سقوطه أمس وقال الضباط ان السبب في ذلك يعود إلى وجود بعض أعمال القنص المنعزلة وأن المخيم سيفتح أمام الصحفيين اليوم – الجمعة.

وقال ضابط يميني أنه كان هناك حوالي 6000 شخص في المخيم عند اقتحامه وتعرضت المناطق اليمينية المحيطة بالمخيم لقصف شديد من اليساريين خلال الليل وفي ساعات الصباح الأولى.

وسقط عدد من القذائف على طريق يربط المخيم بالخارج. وشوهدت ست جثث على قارعة الطريق ربما كانت لضحايا احدى القذائف.

وقال ناطق بلسان منظمة التحرير الفلسطينية أنه لا يزال هناك 50 مقاتلاً فلسطينياً صامدين في المخيم. وأضاف يقول أن الهجوم اليميني نجح لأن اليمنينيين خدعوا سكان المخيم بابلاغهم عن طريق مكبرات الصوت بأنه تم الوصول إلى اتفاق لاجلاء المدنيين عن المخيم.

واندلع رصاص قنص كثيف بين المسلحين اليمينيين واليساريين عندما أخذ عديدون من سكان المخيم يجتازون الخط الأخضر إلى القطاع الغربي من بيروت.

وقد واكب الهجوم الذي تعرض له مخيم تل الزعتر قصف عنيف بالمدفعية وسقط عدد كبير من القذائف طيلة نهار أمس على الأحياء الغربية والأحياء الشرقية واستمر بعد ظهر أمس تبادل التراشق بالمدفعية كبيرة العيار والصواريخ.

ومما يذكر أن اثنين من رجال حرس سفارة فرنسا في بيروت قد لقيا مصرعهما على اثر انفجار احدى القذائف وأصيب ثالث بجراح من جراء هذا الحادث.

كما أشارت الإذاعة اليسارية الى وقوع معارك بالسلاح الأبيض وإلى المقاومة الضارية التي يبديها آخر المدافعين عن تل الزعتر وذلك بعد أكثر من أربع ساعات على اعلان الإذاعة الموالية للرئيس فرنجية نبأ سقوط المخيم الفلسطيني.

وأذاع الراديو التقدمي ان آخر هجوم على المخيم قد وقع صباح أمس بعد تحضير بالمدفعية استغرق ساعتين وكان هذا الهجوم معززاً بنحو مائة مدرعة.

وأخيراً اذاع الراديو ان جان هوفلينجر ممثل الصليب الأحمر الدولي التقى بالدكتور الخولي مبعوث جامعة الدول العربية إلى لبنان كي يبحث معه الوسائل الكفيلة بأخلاء سكان تل الزعتر.

وأقامت مدفعية القوات اليسارية المرابطة في أحياء بيروت الغربية وجبل لبنان ابتداء من الساعة السابعة صباحاً إلى التاسعة صباحاً بالتوقيت المحلي بقصف المواقع اليمينية حول المخيم والأحياء الشرقية من العاصمة التي يسيطر عليها اليمينيون قصفاً عنيفاً بدون توقف.

وقد سقط مساء أمس الأول وابل من القذائف على الأحياء السكنية التي يسيطر عليها المتحاربون وامتدت حتى ميناء جونيه على بعد 15 كيلو متراً شمالي بيروت في قلب المنطقة اليمينية.

وذكر راديو الكتائب ان عدة قذائف سقطت على الحازمية الضاحية الكبرى جنوب شرقي بيروت بالقرب من بيت الرئيس المنتخب الياس سركيس ولكنها لم تسفر عن سقوط ضحايا..

وأعلن راديو بيروت الموالي للرئيس فرنجية أن ثلاثة عسكريين من قوات السلام العربية في لبنان قد أصيبوا بجراح أمس نتيجة لإطلاق القذائف على شارع فؤاد الأول في بيروت.

ولم يذكر الراديو جنسيات العسكريين المصابين.

وكان راديو اليساريين قد ذكر ان السيد ياسر عرفات رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية طلب من الأشخاص الذين مازالوا يقاومون في المخيم الا يستسلموا سوى لمندوبي الصليب الأحمر الدولي أو أن يقاوموا حتى آخر رجل.

وأضاف الراديو قائلاً ان اليمينيين رفضوا وجود ممثلي اللجنة الدولية للصليب الأحمر ومازالوا يصرون على الاستسلام غير المشروط لجميع سكان المخيم.

وذكر راديو اليساريين في الختام أن عرفات قد بعث أمس برسائل عاجلة إلى جميع المنظمات الدولية الإنسانية يناشدها فيها التدخل لوضع حد لهذه الأعمال الوحشية.

وفي باريس وجهت حركة المساعدة للعالم الثالث التعاون نداء أمس في باريس لتقديم الاغاثة دون تفرقه لكل الجماهير المدنية اللبنانية التي سحقها القصف وما تسبب من  نقص الرعاية الطبية والأدوية.

وقد وقع على هذا النداء البروفسور الفريد كاستلر الحائز على جائزة نوبل والبروفسور جان تريموليير الذي توفى مؤخراً والبروفسور بيير ديبراي كزيترين ومكسيم رويشون وجان لاكوتير).


اقرأ:

يوسف العاني: تل الزعتر ومؤتمر المسرح العربي بدمشق



 أحداث التاريخ السوري بحسب السنوات


سورية 1900 سورية 1901 سورية 1902 سورية 1903 سورية 1904
سورية 1905 سورية 1906 سورية 1907 سورية 1908 سورية 1909
سورية 1910 سورية 1911 سورية 1912 سورية 1913 سورية 1914
سورية 1915 سورية 1916 سورية 1917 سورية 1918 سورية 1919
سورية 1920 سورية 1921 سورية 1922 سورية 1923 سورية 1924
سورية 1925 سورية 1926 سورية 1927 سورية 1928 سورية 1929
سورية 1930 سورية 1931 سورية 1932 سورية 1933 سورية 1934
سورية 1935 سورية 1936 سورية 1937 سورية 1938 سورية 1939
سورية 1940 سورية 1941 سورية 1942 سورية 1943 سورية 1944
سورية 1945 سورية 1946 سورية 1947 سورية 1948 سورية 1949
سورية 1950 سورية 1951 سورية 1952 سورية 1953 سورية 1954
سورية 1955 سورية 1956 سورية 1957 سورية 1958 سورية 1959
سورية 1960 سورية 1961 سورية 1962 سورية 1963 سورية 1964
سورية 1965 سورية 1966 سورية 1967 سورية 1968 سورية 1969
سورية 1970 سورية 1971 سورية 1972 سورية 1973 سورية 1974
سورية 1975 سورية 1976 سورية 1977 سورية 1978 سورية 1979
سورية 1980 سورية 1981 سورية 1982 سورية 1983 سورية 1984
سورية 1985 سورية 1986 سورية 1987 سورية 1988 سورية 1989
سورية 1990 سورية 1991 سورية 1992 سورية 1993 سورية 1994
سورية 1995 سورية 1996 سورية 1997 سورية 1998 سورية 1999
سورية2000

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى