مقالات
نيقولاس فان دام :العسكريون في القيادات القطرية السورية
فان دام (نيقولاس)، الصراع على السلطة في سوريا- الطائفية والإقليمية والعشائرية السياسية 1961- 1995.
الفصل السادس – الشقاق الحزبي الطائفي والإقليمي في نخبة السياسيين السوريين: تحليل إحصائي
4- العسكريون في القيادات القطرية السورية
تقدم دراسة الخلفيات الإقليمية والطائفية لأعضاء القيادات القطرية السورية العسكريين بعد 8 آذار 1963 دليلاً أقوى على التمثيل المتزايد لأهل الريف والأقليات الدينية عن كل من الوزارات والقيادات القطرية السورية بأكملها في تلك الفترة.
ولقد شكر الضباط من منطقة اللاذقية أعلى نسبة تمثيل بين الأعضاء العسكريين وصلت إلى 49% ما وصلت هذه النسبة ذروتها 63.2% في عهد “صلاح جديد (1966- 1970). بالنظر إلى الأقليات الدينية. فإن تمثيل الضباط العلويين في الفترة بعد 8 آذار 1963 بالقيادات القطرية السورية كان على أشده، حيث وصل في المتوسط إلى 37.7 %يليه الدروز 9.4% ثم الإسماعيليون 9.4%.
ولقد تم تمثيل الضباط السنيين بنسبة 43.4% إلا أن ذلك، كما رأينا، لا يوضح مدى سلطتهم الحقيقية داخل القوات المسلحة. علاوة على ذلك، فإن معظم الضباط الذين نحن بصددهم بعكس زملائهم المنتمين للأقليات المتماسكة كانوا ينتمون إلى مناطق مختلفة. هكذا، أصبح من المستحيل تدعيم أو تقوية الولاءات الطائفية عن طريق الروابط الإقليمية المشتركة. ونتيجة لذلك، لم يكن باستطاعة هؤلاء الضباط تشكيل كتلة قوة على أساس إقليمي كتلك التي كونها الضباط من أبناء الأقليات التماسكة.
وليس هناك وجود للضباط المسيحيين بين الأعضاء العسكريين للقيادات القطرية السورية. رغم أنهم شغلوا في بعض الأحيان مناصب رفيعة للغاية في القوات المسلحة السورية. لقد كانت أهميتهم تكمن أساساً في المجال العسكري التقني. أما في المجال السياسي، فقد استطاعوا أن يلعبوا أدواراً هامة على المستوى الفردي وليس على المستوى الجماعي أبداً، إذ انتمى الضباط المسيحيون حالهم حال السنيون إلى مناطق مختلفة.
لقد قدمت الفصول السابقة وصفاً تفصيلياً لما انتهت إليه صراعات السلطة بين العسكريين البعثيين منذ 1963 من تصفية أبرز جماعات الضباط السنيين (1966)، والدروز (1966)، والحورانيين (1966-1968)، والإسماعيليين (1968-1969)، لينتهي الأمر بتفوق بعض جماعات الضباط العلويين. ويمكن تتبع هذه التصفيات من خلال بنية القيادات القطرية السورية.
وبعد 23 شباط 1966م تم إزاحة آخر ضابط سني من حلب (أي أمين الحافظ) وآخر الضباط الدروز (أي سليم حاطوم وحمد عبيد). ولم يعد للضباط الحورانيين تمثيل بالقيادة القطرية منذ تشرين الأول 1968. أو للضباط الإسماعيليين منذ آذار 1969. كما لم يبق بعد هذا التاريخ ضباط غير العلويين والسنيين أعضاء عسكريين، مع تمتع العلويين بالتفوق التام وتمثيلهم لكتل الجيش القوية، بينما لم يكن هذا هو الوضع بالنسبة للضباط السنيين. رغم تفوقهم العددي البسيط على الضباط العلويين بالقيادات القطرية.
ويمكن تفسير انتخاب رفعت الأسد عضواً بالقيادة القطرية السورية في نيسان عام 1975بأنه انعكاس لاعتماد الرئيس حافظ الأسد إلى حد كبير بعد 1970 على ضباط من عائلته الشخصية أو عشيرته أو أبناء المناطق المجاورة لقريته.
(1) للإطلاع على تفاصيل التوثيق وتوضيح بعض الأحداث أعلاه راجع:
فان دام (نيقولاس)، الصراع على السلطة في سوريا- الطائفية والإقليمية والعشائرية السياسية 1961- 1995، صـ 124- 126
اقرأ:
من كتاب الصراع على السلطة في سوريا – الفصل الأول .. المقدمة :
1- العوامل التي ساهمت في الولاءات الطائفية والإقليمية والعشائرية في سورية
2- الإقليمية في سوريا خلال فترة الاستقلال
3- الأقليات الدينية المتماسكة .. العلويون
4- الأقليات الدينية المتماسكة .. الدروز والإسماعيليون
الفصل الثاني: ظهور الإقليات في القوات المسلحة السورية وحزب البعث
1- التداخل الطائفي والإقليمي والعشائري والإجتماعي الإقتصادي
2- التمثيل القوي لأعضاء الأقليات في حزب البعث
3- الحواجز الإجتماعية التقليدية أمام التوسع الطبيعي لحزب البعث
4- الشقاق الحزبي الإنصرافي داخل جهاز حزب البعث المدني
5- انتخابات حزب البعث المحلية عام 1965
6- أعضاء الأقليات في القوات المسلحة السورية قبل عام 1963
7- الاحتكار البعثي للسلطة في سورية 1963
الفصل الثالث: الإستقطاب الطائفي في القوات المسلحة السورية بين السنيين والإقليات الدينية
1- التكتل الطائفي والإقليمي والعشائري في النخبة العسكرية البعثية
2- التمييز الطائفي ضد السنيين في القوات المسلحة السورية
3- فشل سياسة الطائفية العلنية كتكتيك.. إبعاد محمد عمران
4- الاستقطاب الطائفي في القوات المسلحة السورية عام 1965
5- الاستقطاب الطائفي في القوات المسلحة السورية عام 1966
6- التنظيم السري للقيادة القومية المخلوعة عام 1966
الفصل الرابع: تصفية الضباط الدروز ككل منفصلة داخل القوات المسلحة السورية
2- الاستقطاب الطائفي العلوي – الدرزي وإنقلاب سليم حاطوم
3- الدعاية الطائفية ضد العلويين
4- التصفيات اللاحقة لإنقلاب حاطوم الفاشل
5- تصفية الجماعات الحورانية البارزة
الفصل الخامس – الصراع على السلطة داخل الطائفة العلوية
1- التنافس بين حافظ الأسد وصلاح جديد
2- الصراع على السلطة داخل الطائفة العلوية قبل عام 1970
3- الصراع على السلطة داخل الطائفة العلوية بعد عام 1970
الفصل السادس – الشقاق الحزبي الطائفي والإقليمي في نخبة السياسيين السوريين: تحليل إحصائي
1- تحليل إحصائي لمؤسسات السلطة السياسية السورية 1961- 1995
2- ثورة تاريخية في النخبة السياسية السورية 1963
3- الوزارات السورية والقيادة القطرية