مقالات
خالد محمد جزماتي: الجيش العربي ومعركة ميسلون (2)
خالد محمد جزماتي – التاريخ السوري المعاصر
كان لقبول الملك فيصل وحكومته إنذار غورو نتائج سيئة على الخطة الدفاعية التي اعتمدها وزير الحربية يوسف العظمة والتي تضمنت انشاء سلسلة من الخطوط الدفاعية في التلال المحيطة بقرية مجدل عنجر، والتي انسحبت منها الوحدات العسكرية المرابطة بعد تلقيها أوامر الانسحاب ثم تنفيذ أوامر تسريح الجيش العربي تنفيذا لانذار غورو …
ولكن بعد عدة أيام من الصراع السياسي بين وزراء الحكومة والملك، قر ّ الرأي على الدفاع عن دمشق في ميسلون نتيجة لتعنت الجنرال غورو واعلانه عن نواياه بالزحف لاحتلال دمشق.
وفي صباح يوم 22 تموز قام الوزير يوسف العظمة بجمع قادته وأعطاهم أوامر شفهية شرح من خلالها خطته الدفاعية الهجومية التي تقضي بتنظيم خط دفاعي في وسط الجبهة على جانبي الطريق، مع افراز وحدات خلفية الى يمين ويسار الجبهة لحماية الجناحين من جهة وادي التكية (يمين الطريق) ودير العشاير (يسار الطريق)، وشدد العظمة على أن تنفيذ هذه الخطة يقضي بمنع العدو من اجتياز مرتفعات ” عقبة الطين ” .
وتقسيم القوات الى قلب ، وجناحين ، ومؤخرة :
القلب : كان يضم مركز قيادة الجبهة الذي تمركز فيه يوسف العظمة والأميرالاي محمد تحسين الفقير قائد الفرقة الأولى المكلفة بالدفاع، والقائد أحمد صدقي الكيلاني قائد المدفعية، وكان هذا المركز في أعلى مرتفع “عقبة الطين” ويشرف على الجبهة كلها.
بقايا لواء المشاة الأول بأمرة القائد حسن الهندي ويحوي بقايا فوجين من أفواجه الثلاثة ، وفوجا من المتطوعين المدنيين ..
أما الفوجان النظاميان، هما الفوج الأول يقوده الرئيس محي الدين بغدادي، وكان تمركزه على يمين طريق دمشق – بيروت، والفوج الثاني بأمرة الرئيس أبي الخير الجابي، وقد تمركز على يسار الطريق .
وكان كل من الفوجين يحوي ثلاث سرايا مشاة وسرية رشاشات .
أما فوج المتطوعين المدنيين فقد تم تعيين قائد له هو وكيل القائد (رائد) حسني توكلنا.
وكان يتبع قوات القلب أيضا سرية استحكام (مد اسلاك الهاتف وزرع الألغام) بأمرة الرئيس تحسين العنبري، وبطاريتا مدفعية من عيار 105 مم، و75 مم.
وقد كانت مهمة قوات القلب الرئيسية الدفاع عن موقع عقبة الطين وامتداده نحو التكية وامتصاص هجوم العدو والصمود أمامه مهما كانت التكلفة .
وأما المدفعية فقد كانت مهمتها اسكات مدفعية العدو والرماية على دبابات العدو ومشاته مع التدقيق على الاقتصاد ما أمكن بالقذائف …..أما سرية الاستحكام فقد قامت بمد شبكة هاتف ميدانية وزرعت بعض الألغام من صنع محلي على جانبي طريق دمشق بيروت لاعاقة تقدم العدو .
الجناح الأيمن : ضم فوجاً واحداً من اللواء الثاني بأمرة القائد توفيق العاقل.
بطارية مدفعية جبلية بأمرة الملازم خالد نصري، وفصيلة مدفعية عيار 65 مم بأمرة الملازم حمزة المدفعي، بالضافة الى سبعة رشاشات ” هوتشكيس ” ومفرزة من الحرس الملكي بأمرة الرئيس محمد علي العجلوني ….
وكانت مهمة هذه القوات التقدم من وادي بردى الى الزبداني ، حيث تنضم اليها مجموعة من المتطوعين المدنيين تعدادها 1600 متطوع يقودهم المجاهد ” ملحم قاسم ” وكانت المهمة بعد الانضمام هي التصدي لقوات الميسرة الفرنسية ، ثم الاغارة عليهم اذا سمحت ظروف المعركة ، ثم قطع الطريق عليها اذا أرادت الانسحاب .
الجناح الأيسر : كانت مهمة هذا الجناح التمركز جنوبيي الطريق العام بطرف قات القلب .وكانت قاته تتألف من : —سرية رشاشات بأمرة الرئيس هاشم الزين ، وتحوي ثلاث فصائل ، الأولى بقيادة الملازم عبد الله عطفة والثانية بقيادة الملازم أول صبحي العمري والثالثة بقيادة الملازم أول صلاح الدين عرب أوغلي .
سرية هجانة ( 300 هجان ) بأمرة الشيخ مرزوق التخيمي .
سرية خيالة ( 60 خيال ) بأمرة الرئيس عزت الساطي .
مجموعة من المتطوعين المدنيين بأمرة عدد من رجال الدين
كانت مهمة الجناح الأيسر منع قوات الميمنة الفرتسية من القيام بأي حركة التفاف لتطويق القوات الوطنية من جهة اليسار ، والاغارة على قوات العدو اذا سنحت الفرصة عن طريق دير العشاير .
المؤخرة : وكانت تتألف من مصالح الجيش المتمركزة بشكل متسلسل من خان ميسلون وحتى دمر …وأهم المراكز : مركز التموين والتسليح بقيادة القائد شريف الحجار ، ومركز الاسعاف الصحي الذي تموضع بجوار قرية الديماس بأمرة القائد الطبيب أحمد عبد القادر سري ، وأخيرا مركز التعيينات في دمر بأمرة القائم مقام محمد لطفي الرفاعي ……
وللبحث صلة لشرح المعركة وكيف سارت ؟
اقرأ:
خالد محمد جزماتي: الجيش العربي ومعركة ميسلون (1)
خالد محمد جزماتي: تأسيس الدولة العربية في دمشق 1918- 1920
الدكتور توفيق الشيشكلي .. زعيم حماة و رئيس الكتلة الوطنية
أحمد سامي السراج .. أعلام وشخصيات من حماة
المحامي رئيف الملقي .. أعلام وشخصيات من حماة