مقالات
محمّد قجّة: المؤرخ الدكتور نقولا زيادة.. في ذكرى رحيله
المؤرخ الدكتور نقولا زيادة ” في ذكرى رحيله
( 2006/7/27 _ 2020/7/27 )
1 – تمثل حياة المؤرخ الكبير نقولا زيادة بلاد الشام بكل نفاصيلها ، فهو من اسرة فلسطينية من مدينة الناصرة ، وكانت ولادته في دمشق 2 _ 12 _ 1907 لأن والده كان موظفا في مؤسسة الخط الحديدي الحجازي ، وعاد الى الناصرة فجنين فالقدس حيث تخرج من دار المعلمين ، وعمل في تدريس التاريخ .
وبين عامي 1935 و 1950 سافر الى لندن لتحضير البكالوريوس والماجستير والدكتوراه . ويعود الى لبنان ويحمل جنسيته ، ويعمل في الجامعات الأمريكية واللبنانية والقديس يوسف في بيروت ، وفي الجامعة الاردنية في عمان .
2 – ترك المؤرخ الكبير نقولا زيادة اكثر من عشرين كتابا في الدراسات التاريخية، اهمها :
– صور من التاريخ العربي
– العروبة في ميزان القومية
– الجغرافية والرحلات عند العرب
– الفكر اليوناني والثقافة العربية
– المسيحية والعرب … وهو اشهر كتبه ، وقد طبع عدة مرات . وقد طبعت كتبه في أواخر حياته تحت مسمى ” الاعمال الكاملة لنقولا زيادة ” ولي الشرف ان هذه الكنب موجودة عندي بإهداء كريم منه .
3 – ربطتني صداقة عميقة بالدكتور نقولا – رحمه الله – وتبادلنا الزيارات في البيت والمكتب ؛ وحضور المؤتمرات والمحاضرات غي عدة دول عشرات المرات . ودعوته للمشاركة في الندوات العلمية التي كنا ننظمها في حلب.
وأذكر بعض المواقف الطريفة لهذا المؤرخ العظيم الذي عاش قرنا كاملا بكل احداثه .
ا – في احدى محاضراته في جمعية العاديات خاطب الجمهور قائلا : لقد زرت حلب قبل ان يولد اي واحد.منكم ، كان ذلك عام 1926 . وانا افتخر بأني امثل كل بلاد الشام.
ب – كان يلقي محاضراته واقفا وهو الذي تجاوز التسعين ، ومن ذاكرة عجيبة ولغة عربية سليمة ، الى جانب إتقانه الانكليزية والفرنسية والألمانية.
ج – يوم ذكرى ميلاده وقت بلوغه التسعين عام 1997 اقامت له الحكومة اللبنانية حفل تكريم ، وقد دعاني لحضور ذلك الحفل ، والقيت كلمة فيه . وحينما حان تسليمه درع التكريم تقدم منه الرئيس رفيق الحريري ليعانقه ، فابتعد الدكتور نقولا بحركة مسرحية وقال له : يا دولة الرئيس ، لقد امضيت تسعين عاما من عمري وانا اصافح الرجال وأقبّل النساء ، ولن أغير عادتي .
4 – اقتبس هنا بعض أقوال الدكتور نقولا من كتابه ” المسيحية والعرب ” :
ا – ( ان الخلافات الكنسية تعكس الصراع بين الثقافة اليونانية والثقافة الآرامية ) ص 155
ب – ( العهدة العمرية وقت فتح القدس تمثل حالة حضارية متقدمة حافظ العرب عليها عبر تاربخهم ) ص 184
ج – (كانت فئات من سكان مصر وبلاد الشام قد وقفت الى جانب الفاتحين، واعتبروا ان مجيء هذا الجيش فيه خلاص لهم وتحرير من النير البيزنطي القاسي )ص 186
د – ( فأنا العربي المسيحي الارثوذكسي ؛ عربي في ثقافتي ، عربي في نظرتي إلى الامور ، اي انني اراها بمنظار عربي اداته اللغةالعربية. ومن هنا كنت أشعر ببعض الفرق بيني انا المسيحي العربي والمسيحي الأوربي ) ص 250
هـ – ( انا وجريس وطنوس وشنودة ورثة حضارة واحدة عربية اسلامية ، عملنا في وقت من الاوقات في بناء صرحها ، ونحن ابناء ارض نمت فيها هذه الحضارة . ونحن عرب بقدر ما هو كل من هو مقيم في ارض العرب عربي ) الغلاف الخلفي للكتاب .
5 – في الصورة المرفقة في ندوة الشهباء في حلب ، من اليمين :
المؤرخ الدكتور نقولا زيادة ، الدكتور عبد الرحمن الكواكبي ، الفقير اليه تعالى محمد قجة .
اقرأ:
محمّد قجّة: سكان حلب في نهاية القرن التاسع عشر
محمّد قجّة: الانحسار السكاني في حلب أواخر القرن التاسع عشر
محمّد قجّة: التركيب السكاني لمدينة حلب 1875- 1925
محمّد قجّة: عمر أبو ريشة … الغائب الحاضر
محمّد قجّة: في ذكرى الجلاء… الزعيم الوطني إبراهيم هنانو