مقالات
محمّد قجّة: الانحسار السكاني في حلب أواخر القرن التاسع عشر
من كتاب حلب في نصف قرن 1875-1925 (2)
التركيب السكاني لمدينة حلب
الانحسار السكاني أواخر القرن التاسع عشر
إذا نحن قفزنا مائة سنة أخرى حتى الثلث الأخير من القرن التاسع عشر، فسوف تعترينا الدهشة من النقصان الكبير الحاصل في سكان مدينة حلب.
ففي عام 1893 كان عدد سكان مدينة حلب بحدود مائة ألف نسمة فقط، يضاف إليهم عدة آلاف من الأجانب المقيمين، ومن الجنود العثمانيين في المدينة. وكان توزيع السكان على النحو التالي:
ذكور | إناث | ||
34605 | 36224 | مسلمون | 70829 |
10657 | 9868 | مسيحيون | 20525 |
3953 | 3872 | يهود | 7825 |
49215 | 49964 | مجموع السكان | 99179 |
والأمر الذي يثير التساؤل والدهشة : أين ذهب بقية السكان؟ وكيف تبخرت المدينة بهذه الصورة؟
ويمكن الإجابة جزئياً عن هذا السؤال على النحو التالي:
1- عرفت منذ أواخر القرن الثامن عشر وبدايات القرن التاسع عشر سلسلة من الطواعين الفتاكة، من أبرزها:
أ- طاعون سنة /1786/
ب- طاعون سنة /1802/
ت- طاعون سنة / 1807/
ث- طاعون سنة /1813/
وفي بعض هذه الطواعين كانت المدينة تشيع أكثر من ألف جنازة يومياً.
2- الانتفاضة الشعبية ضد الوالي “خورشيد باشا” العثماني، نتيجة المظالم والفساد وسوء الأحوال الاقتصادية. وقد تزعم الانتفاضة أحد وجهاء المدينة ويدعى “محمد بن حسن فجة(1)” ولكن السلطة العثمانية أخمدت الانتفاضة مما أدى إلى هرب الكثيرين من سكان المدينة خوفاً من بطش “خورشيد باشا” وكان ذلك عام 1820. وقد قتل زعيم الثورة “محمد قجة” وألفي رأسه من فوق القلعة إلى الخندق.
3- الزلزال المدمر الذي ضرب مدينة حلب عام 1822 ودامت الزلازل أربعين يوماً. هدمت أحياء بأكملها. وشملت الزلازل أنطاكية وكلس وما يجاورها. وتقدر الخسائر البشرية بأكثر من نصف سكان المدينة، والخسائر المادية أكثر من أن تحصى. وقد بقيت آثار الدمار أكثر من قرن حتى أعيد البناء مكانها. واستمرت الزلازل تعاود المدينة 1827- 1832.
(1) الجد الخامس للكاتب.
اقرأ:
محمّد قجّة: التركيب السكاني لمدينة حلب 1875- 1925
محمّد قجّة: عمر أبو ريشة … الغائب الحاضر
محمّد قجّة: في ذكرى الجلاء… الزعيم الوطني إبراهيم هنانو