ولد محمد كامل بن أحمد بن عبد الله آغا القصاب بحي العقيبة بدمشق عام 1873.
تعود أصول عائلته إلى حمص، واستوطنت دمشق قبل قرنين من ولادته .
توفي والده وهو في السابعة.
تعلم محمد كامل القصاب قراءة القرآن الكريم في الكتاتيب .
تلقى مبادئ العلوم العربية والفقهية عن شيوخ عصره، الشيخ عبد الحكيم الأفغاني، المحدث الشيخ بدر الدين الحسني، الشيخ أمين الأرناؤوط.
التحق في الأزهر عام 1897م، وحصل على الشهادة العالمية، وخلال ذلك تلقى علم التفسير على الشيخ محمد عبده، كما تلقى على الشيخ محمد بخيت مفتي مصر وعلى أمثالهما.
أسس مع عبد الغني العريسي وتوفيق البساط وعارف الشهابي وغيرهم من رجالات العرب (جمعية العربية الفتاة).
اشتغل القصاب بالتعليم في مدارس ابتدائية أهلية مدة يسيرة، ثم أسس (المدرسة العثمانية)، وهي مدرسة أهلية في حي البزورية عرفت باسمه (المدرسة الكاملية).
خلال الحرب العالمية الأولى، سافر إلى مصر واجتمع مع أقطاب حزب اللامركزية كالشيخ رشيد رضا ورفيق العظم، وكان هذا سبباً لاعتقاله ومحاكته، ثم أطلق سراحه، وبعدها غادر دمشق حيث حكم بالإعدام غيابياً.
نزل ضيفاً على الحسين بن علي الذي ولاه رئاسة مجلس المعارف مع إدارة مدرسة.
غادر الحجاز بعد أقل من عامين إلى مصر، وهناك شارك في تأسيس حزب الاتحاد السوري ..
بعد انسحاب الأتراك مع سورية،عاد القصاب إلى دمشق، وأسس فيها (اللجنة الوطنية العليا) للدفاع عن حقوق البلاد.
لما دخل الفرنسيون سورية حكموا عليه بالإعدام غيابياً أيضاً، بسبب تحريضه الناس وجمعهم للتوجه إلى ميسلون.
انتقل إلى حيفا وهناك أنشأ مدرسة بالاشتراك مع عز الدين القسام.
في سنة 1925 استدعاه الملك عبد العزيز آل سعود إلى مكة المكرمة وعهد إليه بمديرية معارف الحجاز، فأسس خلال سنة ونصف ثلاثين مدرسة في أنحاء مختلفة من الحجاز، وهناك أصيب بالزحار وأشرف على الهلاك، فسافر إلى فلسطين للتداوي، وشفي من مرضه بعد علاج طويل دام عشر سنوات.
وفي سنة 1937، عاد محمد كامل القصاب إلى دمشق بعد صدور العفو العام.
أسس جمعية العلماء
كان كامل القصاب إلى جانب أعماله هذه تاجراً أسس شركة تجارية في مصر تمارس تجارة (المواد الغذائية)، جريئاً في المضاربة بأمواله، وله عقارات في حيفا استولى عليها اليهود.
ترك من المؤلفات كتابين:
ـ ذكرى موقعة حطين (بالاشتراك).
ـ النقد والبيان في دفع أوهام خيزران (بالاشتراك).
أصاب كامل القصاب مرض في المثانة في أخريات حياته، فلزم داره مدة طويلة، ثم شفي، وما لبث أن ألم به عارض في دماغه لم يمهله سوى ثلاثين ساعة، وكان ذلك في عام 1954، وصادف يوم وفاته اضطرابات لعلع فيها الرصاص في سماء مدينة دمشق زمن الشيشكلي، فصلى عليه بضعة أفراد في بيته، وتسللوا بنعشه بين الأزقة، ودفنوه في قبر والده بمقبرة الباب الصغير بجوار الصحابي الجليل بلال الحبشي.
المراجع:
ـ (موسوعة الأعلام) خير الدين الزركلي ، دار العلم للملايين، بيروت، الطبعة الخامسة، 1980، الجزء السابع، ص(13).
ـ (تاريخ دمشق في القرن الرابع عشر الهجري) د. شكري فيصل وآخرون ، دمشق، الطبعة الأولى 1986، الجزء الثاني، ص(657ـ 667).
– سلطان (علي)، حكم فيصل بن الحسين، دار طلاس، صـ 425.