You dont have javascript enabled! Please enable it!
مقالات

مدينة ُحماة  في «الوثائق الهَاشميَّة – مذكَّرات عبد الله بن الحُسين» (2/2)

سليمان الصليعي الحراكي –  التاريخ السوري المعاصر

مدينة ُحماة  في «الوثائق الهَاشميَّة – مذكَّرات عبد الله بن الحُسين» (2/2)

القسم الثَّاني: مراسلاتُ الأعيانِ والأفاضل

 تفاعل أهلُ حماة مع نشوءِ الدَّولة الهاشميَّة التي قامت في الأردن والعراق، هذا التفاعل يبدو جليَّاً في المراسلات بالتهنئة على جلوس الملك عبد الله الأول بن الحسين العبدليُّ الحسني (ت 1951 هـ) على العرش وتأسيس المملكة الأردنية الهَاشميَّة، حيث أرسل جمعٌ من أعيان ووجهاء وأبناء حماة رسائل التهنئة بالدولة الهاشميَّة النَّاشئة، معبرين عن سعادتهم لظهورِ الدَّولة الوليدة التي استبشروا بها خيراً، في ظروف سياسيَّة حالكةِ الظُّلمة، خَيَّمت على العالم العربيِّ والإسلامي.

قد تأخذ هذه الرسائل طابعاً تَذكارياً يفوقُ أيَّ قيمةٍ تاريخيَّةٍ أُخرى، لكنَّها تعبر في الوقتِ نفسهِ تفاعل بعض أبناء حماة مع الأحداث السِّياسية التي كانت تعصِفُ بالمشرق العربي، واهتمامهم بها، وتأثرهم بمجرياتها .

والرسائل كما وردت في الجزء الثَّاني من «الوثائق الهاشميَّة – أوراق عبد الله بن الحسين» في فترة الاستقلال سنة (1365 هـ/ 1946 م) هي وفق التَّالي:

[1] رسالة السيِّدة الفاضلة نَسيبَة بنت أبي الهُدى بن حسن وادي الصيَّادي:

وهي ابنة السيِّد الشَّيخ أبو الهدى بن حسن وادي الصَّيادي (ت 1328 هـ/ 1909 م) شيخ مشايخِ الدَّولة العثمانية، ونقيب أشرافهَا، من مواليد خان شيخون سنة (1266 هـ).

أُمها هي السيدة نَائلة بنت محمَّد مرتضى الكيلاني نقيب السادة الأشراف بحماة. وهي أخت كلِّ من صَالح  (ت 1336 هـ) نقيب أشراف حماة ومحمد نجيب أبو البركات، ومحمد وصفي والسيد سيف الدين باشا الكيلاني الحموي (ت 1336 هـ) صِهر السيِّد أبو الهدى الصَّيادي، وزوج أختها السيِّدة بديعة بنت أبي الهدى الصَّيادي.

وأخوها هو حسن خالد باشا بن أبو الهدى الصيادي، رئيس وزراء الأردن الأَسبق لثلاث دورات.

أما زوجها فهو قُطبُ الدِّين بن محمَّد وصفي بن محمَّد مرتضى الكيلاني، وهو ابن خَالها، لكنها لم تُعْقِب منه لمرضٍ أصابها.

جاءت رسالة السيِّدة نسيبة بنت أبي الهدى الصَّيادي، تحت رقم [178-491]، وفق النصِّ التَّالي: (مولاي صاحبُ الجلالةِ مليكُ شرقيِّ الأردن المُعظَّم:

أقبل يديكمُ الكريمتينِ، مقدمةً لجلالتكم أسمى التَّهاني بإعلان مملتكم، واستقلال بلادكم العزيزة، راجيةً لها اضطراد العزِّ والسُّؤدد والمجد، في ظلِّ تاجكم السعيد، المُمَنَّع بالعدل والخير والإحسان، مُتمنين للعروبةِ والإسلام في ظلِّ رعايتكم، ويُمنِ سَعيكم، القوَّة والتَّضامن والاتحاد.

وقد كان من واجبي أن أبادرَ بشخصي لتقديمِ واجبِ التهنئة والاحترام، غيرَ أَنَّ المرضَ المُقعِدَ الَّذي لازمني منذ أعوامٍ حالَ بيني وبين أمنيتي الغالية؛ أدَامكمُ الله ذخراً للعربِ، وأملاً وفخراً ورُكناً للإسلام، وموئِلاً وسَنَداً سيِّدي المعظم.

نسيبة أبو الهُدى شقيقةُ حَسن بَاشا أَبو الهدى).

وكان الجوابُ عليها من رئيس الدِّيوان الهاشمي بوثيقة رقم [10-37]، بتاريخ (17 رجب 1365 هـ) الموافق (16 حزيران 1946 م) برقم [179-491]:

(حضرة السيِّدة نسيبة أبو الهدى المحترمة:

عرضتُ عَلى جلالَةِ مولاي المَلكِ المعظَّم كِتابكم الرَّقيق بمناسَبَةِ الحدثِ الجديد في البلادِ الأردنيَّة، وقد تفضَّل حفظه الله فأمرني بإبلاغِكُم شُكر جلالته، على التَّهاني اللَّطيفة والدَّعوات، والتَّمني لكم بالشِّفاء العاجل.  وتفضَّلوا بقبولِ فائقِ الإحترام.

رئيسُ الدِّيوان الهاشمي).

[2] رسالة السِّياسي السُّوري البارز حُسنِي بيك البَرَازِي (ت 1975 م) رئيس وزراء سوريا الأسبق:

 وهو حسني بيك بن سليمان آغَا بن محمَّد آغا البَاكير البرازي، ولدَ في حماة عام (1895 م)، زوجته هي السيدة بهيرة خانم بنت نورس أفندي الكيلاني، درسَ الحقوقَ في اسطنبول، عُيِّن بمنصبِ وزير الدَّاخلية في حكومة أحمد نامي عام (1926 م)، ثم عين وزيراً للمَعارف عام (1934 م)، ثم محافظاً للواء اسكندرون بتاريخ (1936 م)، ثم تسلَّم رئاسة الوزراء في حكومة تاج الدِّين الحسني، واحتفظ لنفسه بوزارة الداخلية، لكنَّه أجبر على الاستقالة، وعيِّن محافظاً لحلب عام (1943 م) وحتى (1949 م)، ثم انتخب نائباً عن مدينته حماة في الجمعيَّة التَأسيسيَّة بنفس العام، وعضو مؤتمر حمص الوطني عام (١٩٥٣ م).

بتاريخ (25/ 05/ 1946 م)، ذكر بين “الوثائق الهاشمية” وثيقة محفوظةٍ برقم [134-75]، وهي رسالةٌ وردت من حسني بيك البرازي، ونصُّها:

(حضرةُ صَاحبِ الجَلالةِ مَلكِ المَملكةِ الأُردنيَّة الهَاشميَّة الملكِ عبد الله المعظَّم:

أتشرَّفُ بأن أرفعَ إلى مقامِ جلالَتكم في هذا اليوم التَّاريخي أخلصَ تهانيَّ وإجلالي، وأبثكم شعوري نحو سُدَّتِكم العلِيَّة، والبيتِ الهاشميذِ الرفيعِ الذي نَدينُ له، وتَدينُ له العربُ والمسلمون بكلِّ مشاعرِ الإجلالِ وعِرفانِ الجَميلِ في نهضتِهم القوميَّة، والعملِ لإدراك أهدافهم الوطنيَّة، وكم كان يَسرُّني بعد أن بلغت دمشقَ في طريقي إلى عَمَّان، لَو وُفِّقتُ للقيامِ بأداءِ هذا الواجبِ، والتشرُّف بلقاءِ صاحبِ السموِّ الأميرِ عبد الإله المعظَّم .

رئيس الوزارة السُّورية الأسبق حسني البرازي).

فأجابه الملك عبد الله بن الحسين بتاريخ (27/ 06/ 1946 م) برسالة مؤرشفةٍ برقم [135-75] نصُّها: (حضرةُ صاحبِ الدَّولة حُسني بك البَرازي، رئيسُ الوزارة السُّورية الأسبق – حماة.

تلقيت برقيَّتكم بالتهنئة بكلِّ سرور، وتلوتُها بكلِّ تقدير، فأشكُركم على إخلاصِكُم وطيبِ دَعواتِكُم، وعِرفان دَولتِكُم بالجميل في نهضتنَا القوميَّة، والعملِ لإدراك أهدافها الوطنيَّة، وإنَّ عُذركُم في عدمِ القُدرةِ على الحضور إلى عمَّان وَاضح، وسأبلغُ صَاحبَ السموِّ الملكيِّ ولدنَا الأميرُ الوصيُّ تحيَّاتكم. عبد الله).

[3] رسالة السيِّد مختار أفندي خِيارة :

وهي مؤرخة في (25/ 03/ 1946 م)، برسالةٍ محفوظةٍ برقم [234-491]، نصها:

(أقبِّل أَيادي سيِّدي صَاحبَ الجلالةِ العَظيم، الملك عبد الله الأول – أعزَّهُ الله وحفظه، وأعزَّ جُندهُ ونَصرهُ، اللَّهم آمين.

من نِعَمِ سيِّدي شَرَّفني رِضاهُ، وجزاني الله خيراً من خيره، وحيثُ لم يُسعِدني الحَظُّ، في شرفِ رَفعِ شُكري وسُروري وإخلاصي شخصيَّاً، لهذا لي الشَّرف أن أرفعَ في يوم عيدِ التَّاج والاستقلال، لعظمةِ سيِّدي ومولاي صاحب الجَلالة المعظَّم، ما فُرضَ عليَّ من العهد والاخلاص.

[إنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحَاً مُبِيْنَا] للتاجِ الشَّريف، [أطِيعُوا الله وأَطِيْعُوا الرَّسُولَ وأُولِي الأَمِر] للأمَّة، [العُمرانُ والإزدهارُ والتَّوفيق] للوطن.

ضارعاً إليهِ جَلَّ وعلَا أَن يُنعمَ جَلالَةَ سيِّدي صَاحبَ الجلالَةِ المُعظَّم نِعمةً يعجزُ عنها شُكرهُ، ويُديمكُم ويحفظكُم عزَّاً للعربِ، وذخراً وركنَاً للإسلام.

ليعشْ سيِّدي ومولاي صاحبُ الجلالة عبد الله الأوَّل المعظَّم.

ليعشْ أسيادي الأمراء الكرام.

ليعشْ الأمرُ في آلهِ، ويحفظكم عزَّاً للعربِ والإسلام، وفخرهم مدَى الدَّوران، اللهم آمين

أحد المخلصين: مختار خيارة عن حماة – سوريا).

[4] رسالة الشَّيخ محمَّد بن عبد القادر الصَّليعي الحراكي (ت 1370 هـ/ 1950 م):

الشَّهير كفرعهِ بلقبِ “فتيَّة”، نشأ في حيِّ الباروديَّة مع أخيه عرابي، في كنفِ ورِعايةِ ابن عمِّ أبيه الأكبر الحاج محمَّد بن أحمد الصُّليعي الحراكي الشَّهير بلقبِ “أمَّانة”، وأحد وجهاء حي الباروديَّة.

كان عارفةٌ بالأنسابِ، مع فقرِ ذاتِ اليَدِ، لازمَ الشَّيخ محمَّد طربين والشَّيخ فارس الشُّقفة، والشَّيخ أسعد السَّبسبي، وغيرهم. وكان له دورٌ في تجديدِ الزَّاوية الحِراكية في حيِّ البَاروديَّة والشَّهيرة بزاوية “علي المقرِّع الحراكي”، وترميمها واستعادة أوقافها، بفضل الدَّعم الماديِّ والمعنوي، الذي قدَّمه أولادُ عَمِّه الحاج الوجيهِ سَليم بن محمَّد الصُّليعي الحراكي وأخيه الحاج رشيد بن محمَّد الصُّليعي الحراكي، والمشهورين فيها بلقب “أمانة”.

جاء في رسالة الشَّيخ محمَّد المؤرخة بتاريخ  (27/ 05/ 1946 م) ورقم [33-491] ما نصَّه:

(سيِّدي صاحب الجَّلالة المعظَّم:

لي شرفُ بأن ألثُمَ يدي صاحب الجَلالة، رافعاً لسدَّة مولاي العُليا أجملَ التَّهاني بتسنُّم وليِّ نعمتِي عرشَ مُقاطعة شرقيِّ الأردن الشَّقيقة، راجياً الهناءَ المرفوقَ والسُّؤدد والكرامةَ للأمَّة الشَّقيقة، تحتَ رعايةِ وعنايةِ صَاحبِ الجلالةِ ملكهم الحسيب النَّسيبِ سيدي ومولاي المعظَّم.

الخادم الأمين: الحاج محمَّد بن عبد القادر الحراكي).

وكان الردُّ على الرسالة بتاريخ (6 حزيران 1946 ) من رئيس الدِّيوان الهاشمي أحمد علوي السقَّاف (ت 1959 م) وفق النَصِّ:

(حضرة َالفاضل الحاج محمَّد عبد القادر الحراكي المحترم.

اطَّلع جلالة مولاي الملك على رسالتكم وأمرني أن أبلغكم شُكره على تهانيكم وتمنياتكم، واقبلوا فائق الإحترام.

رئيس الدِّيوان الهاشمي).

[5] رسالة الشاعر محمود أحمد النجار:

وهي رسالة مؤرخة بتاريخ (28/05/1946 م)، ومؤرشفة برقم [110-491]، جاء في نصُّها:

(أرفعُ لجلالتِكُم أسمى عباراتِ الولاءِ والتَّبريك:

قرَّت بِتَتْوِيجِ عَبدِ الله أَعْيُنُنَا والَحقُّ أَولَى بِأن يُعطَى لِصَاحِبِهِ
يا دَوْحَةَ الأَمِلِ العُليَاءِ دُمْتَ لَنَا رَمْزَاً وَحِصْنَاً مَنِيْعَاً عِنْدَ جَانِبِهِ
يَا نَجْلَ فَاطِمَةَ الزَّهْرَاءَ يَا مَلِكَاً عَيْنُ العِنَايَةِ تَرْعَاهُ وتَكْلَئُهُ
فَاخِر بِجَدِّكَ إِنَّ الحَقَّ سَاطِعَةٌ أَنْوَارُهُ مُحْكَمُ التَّنْزِيْلِ شَاهِدُهُ
إنِّي قَطَعْتُ عَلَى نَفْسِي العُهُودَ بِأَنْ أُلَازِمَ المَدْحَ وَعْدَاً لَا أُمَاطِلُهُ

الشَّاعر الحمويُّ محمود أحمد النجار، المحلَّة بين الحيرين رقم المسكن 93).

وكان الجواب من رئيس الدِّيوان الهاشمي بتاريخ (11 رجب 1365 هـ الموافق 10 حزيران 1946 م) المحفوظ تحت رقم [111-491]:

(حضرةُ السيِّد محمود أحمد النجار المحترم.

اطَّلع جلالة مولاي الملك المعظَّم على أبياتكمُ اللَّطيفة، فكانَ لها أجملُ الأثرِ عندَ جلالته، وتفضَّل حفظه الله فأمر بإبلاغِكم شُكرهُ وامتنانَه، وتفضَّلوا بقبولِ فائقِ الاحترام.

رئيس الديوان الهاشمي).

لقد كان أمل الأمَّة حينها أن يجدِّد العربُ نهضة أسلافهم من بني أمية والعبَّاس، وأن يقومَ صفوةُ نابهيهم بالمقام المرضيِّ وإمارة المؤمنين بعد زوال دولة بني عثمان، وتولي الأشراف مقاليد الأمور في الدَّولة الوليدة في حدود دمشق الجنوبية، راجيين أن تكون عهوداً من الإزدهار والمنعة والقوَّة، في عهد طغت فيه القوى الإستعمارية في نهب مقدَّرات الأمة وتعطيل قواها، واستلاب قرارها وإرادتها.


اقرأ:

 مدينة ُحماة  في «الوثائق الهَاشميَّة – مذكَّرات عبد الله بن الحُسين» (2/1)

الشَّخصيات الحمويَّة الرَّئيسية ضِمنَ تقريرِ المُخابراتِ البَريطانيَّة 1943

مدينة ُحماة  في «الوثائق الهَاشميَّة – مذكَّرات عبد الله بن الحُسين» (2/2)

“نبِّه النُدمان” .. من موشحات الشاعر محمد الهلالي الحموي

الحكومَةُ الحَمَويَّة  – بينَ حُكْمِ دَولَتَين

تاريخ حماة من طوابعها البريديَّة



 أحداث التاريخ السوري بحسب السنوات


سورية 1900 سورية 1901 سورية 1902 سورية 1903 سورية 1904
سورية 1905 سورية 1906 سورية 1907 سورية 1908 سورية 1909
سورية 1910 سورية 1911 سورية 1912 سورية 1913 سورية 1914
سورية 1915 سورية 1916 سورية 1917 سورية 1918 سورية 1919
سورية 1920 سورية 1921 سورية 1922 سورية 1923 سورية 1924
سورية 1925 سورية 1926 سورية 1927 سورية 1928 سورية 1929
سورية 1930 سورية 1931 سورية 1932 سورية 1933 سورية 1934
سورية 1935 سورية 1936 سورية 1937 سورية 1938 سورية 1939
سورية 1940 سورية 1941 سورية 1942 سورية 1943 سورية 1944
سورية 1945 سورية 1946 سورية 1947 سورية 1948 سورية 1949
سورية 1950 سورية 1951 سورية 1952 سورية 1953 سورية 1954
سورية 1955 سورية 1956 سورية 1957 سورية 1958 سورية 1959
سورية 1960 سورية 1961 سورية 1962 سورية 1963 سورية 1964
سورية 1965 سورية 1966 سورية 1967 سورية 1968 سورية 1969
سورية 1970 سورية 1971 سورية 1972 سورية 1973 سورية 1974
سورية 1975 سورية 1976 سورية 1977 سورية 1978 سورية 1979
سورية 1980 سورية 1981 سورية 1982 سورية 1983 سورية 1984
سورية 1985 سورية 1986 سورية 1987 سورية 1988 سورية 1989
سورية 1990 سورية 1991 سورية 1992 سورية 1993 سورية 1994
سورية 1995 سورية 1996 سورية 1997 سورية 1998 سورية 1999
سورية2000

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى