رسالة عبد الحكيم عامر إلى عبد الناصر حول تجاوزات عبد الحميد السراج
نص الرسالة:
رسالة بشأن تجاوزات عبد الحميد السراج
عزيزي الرئيس جمال
تحياتي
لا أريد أن أروى لك تفاصيل لأنها كثيرة، ولكن اتضح بما لا يدعو إلى شك أن عبد الحميد السراج غير مخلص بل لا يتورع عن الخيانة، وأنه كان يعمل في الإقليم لصالحه الشخصي فقط ويبني حول نفسه الأعوان. ولا شك أنه اذا استطاع الانفصال فإنه سينفصل، ولا أشك أنه آثار النعرة الإقليمية وهو أحد أسبابها وأن أعوانه كان يعملون على ذلك.
وأنا أرى أن آخر عقبة في سبيل الوحدة هي عبد الحميد، وهو الخطر الحقيقي عليها وقد بلغت به الدناءة أنه طعن في شخصك ايضاً، وذلك على سبيل التأكيد. وإنني قد اصطدمت سابقاً مع البعثيين، وقد اصطدمت معه ومع الأذناب التي صرف عليها من أموال الدولة واعترف عليها.
وقد تطهرت الداخلية ولم يبق إلا المخابرات والإتحاد القومي، وهو قد تورط لحد بعيد جداً في تصرفاته بحيث يصعب عليه – إن لم يستحيل – التراجع. فقد حاول أخذ قرارات من الإتحاد القومي ضد قرار المشرف الذي لا يتعارض قطعاً مع طريقة الاختبار، ولكن في الواقع أنه يريد الانفراد بالإقليم وإظهار أنه لا يزال السلطة الأولى.
كما حاول أن يأخذ قراراً بالاحتجاج لدى الرئيس وفشل في كل هذه المحاولات. واشتكى لهم سوء المعاملة وأنه ليس له عمل، وأنه اشتكى للرئيس مراراً وحاول إظهار نفسه بمظهر المدافع عن كرامة الإقليم ومصالحه. كان كل تركيزه على الناحية الإقليمية وإظهارها.
وإنني أرى بعد كل ذلك أن عبد الحميد إذا وجد في سوريا، فمعنى ذلك الانفصال قرب أو بعد، لأنه لا يتورع عن التكتل مع الرجعية والبعثيين والسياسيين القدامى، وقد حاول ذلك بالفعل، ولا أعلم إذا كان سيحضر إلى القاهرة ليقابلكم أم سيرفض، ولكن في الحالتين أرى الحل النهائي تثبيت الوحدة قد يكون في الآتي بعد:
– إعفاء نائب رئيس الجمهورية عبد الحكيم عامر وعبد الحميد.
– تعيين طعمة العودة الله نائباً للشؤون الداخلية (علاوة حتى على عمله).
فيكون هذا القرار معناه أنك فصلت في موضوع نائبين لك واختفا وهدد خلافهما المصلحة العامة، ونكون انتهينا من مرحلة حاسمة وبدأنا تاريخاً جديداً في الإقليم السوري دون تكتلات أو دلال، ويبدو كذلك أنك لم تفرق بين مصري وسوري في هذا الأمر، وأؤكد لك أن هذا الحل هو الأمثل وأن الحكومة ستير من أحسن ما يمكن، ولا خوف على الجيش مطلقاً لفترة طويلة.
أرجو أن تفكر في هذا الموضوع دون عاطفة، فأنت تعلم أن الأمر بالنسبة لشخصي يستوى وأرى في ذلك الحل هو إنهاء لمشاكلنا،وخصوصاً بعد ربط الإتحاد القومي بالجمهورية، وتعيين المحافظين، ولن تجد بعد ذلك سوريا أية مشاكل.
وأخيراً تحياتي وإلى اللقاء
عبد الحكيم عامر
– سأرسل مرفق بذلك تقرير عن تصرفات الأستاذ يوم وصوله – حاتم سيسافر أيضاً- إذا هو سافر- وعنده صورة كاملة عن كل شيء.
– جهاز الداخلية أصبح موثوقاً 100%
– جهاز المخابرات .. مطلوب نقل 7 هم يعتبرون أنفسهم رجالي، وحالياً يرفضون تنفيذ أية تعليمات، عند الإقتضاء يحالوا إلى المعاش ويعتقلوا.
اقرأ:
رسالة عبد الحكيم عامر إلى عبد الناصر حول الوضع في سورية 1961
جمال عبد الناصر و شكري القوتلي بالاجتماع الأول في محادثات الوحدة 1958 (1)
شكري القوتلي ووزراء في حكومة العسلي في القاهرة قبيل الوحدة (2)
شكري القوتلي ومجموعة من الضباط في الاجتماع الأول بالقاهرة قبيل الوحدة (1)
جمال عبد الناصر يستقبل فارس الخوري بمطار الماظة عام 1955
جمال عبد الناصر في السويداء بمناسبة العيد الثانى للوحدة عام 1960م (5)
جمال عبد الناصر في السويداء بمناسبة العيد الثانى للوحدة عام 1960م (4)
جمال عبد الناصر في السويداء بمناسبة العيد الثانى للوحدة عام 1960م (3)
جمال عبد الناصر في السويداء بمناسبة العيد الثانى للوحدة عام 1960م (2)
جمال عبد الناصر في السويداء بمناسبة العيد الثانى للوحدة عام 1960م (1)
تلاميذ في استقبال جمال عبد الناصر أثناء زيارته إلى السويداء 1960