يذكر أمين سعيد في كتابه الثورة العربية الكبرى أن بعض الشخصيات في جبل الدروز تطوعوا في الجيش الفرنسي، وكان على رأسهم فارس الأطرش شيخ قرية ذيبين ومتعب الأطرش شيخ رساس ومصطفى نجم الأطرش شيخ امتان، وطاهر القنطار ونسيب نصار وغيرهم، ويتابع أنه لما سقطت الحكومة الفيصلية وانصرف الفرنسيون إلى تنظيم الحكم في سورية دارت بينهم وبين شيوخ الجبل مباحثات للاتفاق على النظام الاداري الذي ينفذ في جبلهم فعقد الدروز مؤتمراً لهم في السويداء يوم 20 كانون الأول 1920م، أقروا فيه عدة قرارات حول تشكيل حكومة محلية. ثم جرت مفاوضات بينهم مع سلطات الأنتداب وانتهت بتوقيع إتفاق تشكيل حكومة في السويداء في الرابع من آذار 1921م.
نص الاتفاق:
1- تنشأ في جبل دروز حوران، حكومة وطنية مستقلة استقلالاً إدارياً واسعاً تحت الانتداب الفرنسوي. وتعين حدود هذه الحكومة لجنة ثم تقرها الدولة المنتدبة.
2- تكون هذه الحكومة وطنية ويعين موظفوها من أبناء البلاد ويكون طراز إدارتها منطبقاً على العوائد المحلية وتقدم الحكومة المنتدبة مستشارين ويرجعون إلى رئيس البعثة بدمشق. أما اسم هذه الحكومة فيحتفظ به الآن ريثما يتفق عليه مع المندوب السامي.
3- يرأس هذه الحكومة حاكم أهلي ينتخب بواسطة ممثل الشعب القانونيين لمدة أربع سنوات بموجب قانون خاص يسن فيما بعد ولا يصح انتخابه انتهائياً إلا بعد مصادقة الدولة المنتدبة.
4- يساعد الحاكم في مهامه مجلسان، يدعى الأول مجلس الحكومة والثاني اللجنة الإدارية وينتخب مجلس الحكومة لمدة ثلاث سنوات وممثلو الأمة الشرعيون وفقاً لقانون خاص يوضع فيما بعد ويلتئم هذا المجلس مرة في السنة لتدقيق ميزانية الحكومة والموافقة على الحسابات الماضية ويقدم اقتراحات فيما يتعلق بالمصالح العامة كالأشغال العمومية والصحة والإسعاف والمعارف الخ.
أما اللجنة الإدارية فيكون اجتماعها بصورة دائمة وتكون مؤلفة من موظفين يعينهم الحاكم ومندوبين ينتخبهم مجلس الحكومة.
5- ينظم قانون خاص تعين به وظائف الحاكم وصلاحيته وصلاحية مجلس الحكومة واللجنة الإدارية وكيفية تأليفهما ويعهد بتنظيم هذا القانون إلى لجنة خاصة ولايصبح نافذا إلا بعد مصادقة الدولة المنتدبة.
6- إن الحكومة المنتدبة وحدها دون سواها تقدم لحكومة جبل الدروز المساعدة الفنية والمالية والاقتصادية والعسكرية التي قد تحتاج إليها.
7- تتعهد الحكومة المنتدبة باستثناء سكان جبل الدروز من الخدمة العسكرية الإجبارية أما قوات الدولة والشرطة واللازمة لحفظ النظام العمومي فيصير تشكيلها بطريقة التطوع ويسمح لسكان الجبل بإبقاء الأسلحة بين أيديهم داخل حدود الحكومة الدرزية. أما خارج هذه الحدود فيجب على السكان المذكورين الخضوع للأحكام الموضوعة بخصوص حمل السلاح.
8- إن الحكومة المنتدبة هي مولجة وحدها بمصالح الحكومة الدرزية وتمثيلها في الخارج أما في داخل المنطقة الفرنسوية فتقبل الحكومة المنتدبة معتمدين لحكومة الجبل لأجل المصالح الاقتصادية.
9- تتعهد الدولة المنتدبة، بعد إجبار حكومة جبل الدروز على الدخول في الوحدة المحتمل حصولها فيما بعد بين البلاد السورية إلا فيما بختص بالمسائل الاقتصادية العائدة منفعتها على الحكومة الدرزية وسائر المقاطعات السورية.
10- مصادر الإيراد لميزانية جبل الدروز هي الآتية:
– الضرائب والرسوم المختلفة التي يفرضها مجلس الحكومة.
– الرسوم التي تفرض على المناجم المعدنية المحتمل اكتشافها في أراضي هذه الحكومة.
– واردات وأقسم الأراضي السنية العائدة للحكومة العثمانية والمحتمل ادخالها ضمن منطقة جبل الدروز الجديدة ولا يصير دفع أعشار في هذه الحكومة.
11- لا تصبح ميزانية جبل الدروز نافذة إلا بعد مصادقة المندوب السامي للجمهورية الفرنسوية في سورية عليها.
12- لا تقام حواجز جمركية بين حكومة الجبل وحكومة مقاطعة دمشق إنما يحق لحكومة جبل الدروز أن تأخذ حصتها من واردات الجمارك السورية فيما لو ترتبت حصص لباقي المقاطعات السورية.
13- يمكن لمجلس الحكومة أن يطلب من الدولة المنتدبة في الأحوال المذكورة في القانون الخاص المتعلق بصلاحية الحاكم ووظائفه إقالة الحاكم وتتخذ الحكومة المنتدبة قرار بهذا الشأن بعد استشارة رؤساء الدين.
14- إن الحكومة المنتدبة ومجلس حكومة الجبل واللجنة الإدارية لا تتدخل على الإطلاق في الأمور الدينية ولا يجوز للسلطة المدنية عزل أو تنحية رؤساء الدين.
15- تتعهد الحكومة المنتدبة وحكومة الجبل المحلية بالمحافظة على حقوق الإقليات داخل حكومة الجبل هذه.
فضل الله هنيدي – نسيب الأطرش – سليم الأطرش – توفيق أبو عساف – عقلة القطامي– قفطان عزام – فخر الدين الشعراني – مسعود غانم – جبر شلغين- نايف أبو فخر – ضمرى شلغين – دخل الله أبو فخر – نسيب الحسيني – حسين أبو فخر.
بالإصالة والنيابة عن المشايخ الروحانيين أقر وأعترف بذلك
محمود أبو فخر
الرئيس الروحي
مصدق
روبيردى كيه
المفوض السامي في سورية وكيليكية بالنيابة في 4 مارس سنة 1921م.
وفي الخامس من نيسان 1921م، اعترفت الحكومة المنتدبة بدولة جبل الدروز، وفي 20 منه أصدر الجنرال غورو أمراً إلى سليم الأطرش بإنشاء الحكومة الجديدة في الجبل، وفي يوم أول مايو من تلك السنة عقد زعماء الجبل إجتماعاً في السويداء وانتخبوا الأمير سليم الأطرش حاكماً للدولة الجديدة، وفي يوم 6 مايو تم انتخاب مجلسى الدولة الجديدة وعينت السلطة المنتدبة الكومندان ترانكا مستشاراً لها في الجبل، وهو أول ضابط فرنسوى دخله. وفي يوم الخامس من أبريل عام 1922 أعلن استقلال الدولة الجديدة رسمياً، واتخذ ذلك اليوم عيداً رسمياً تم الإحتفال به.
للإطلاع على تسلسل أحداث التاريخ السوري المعاصر بحسب الأيام
انظر أيضاً :
أحداث التاريخ السوري بحسب السنوات
