احتلال الفرنسيون للساحل السوري:
احتلت القوات الفرنسية الساحل السوري في الحادي عشر من تشرين الأول 1918م، وفي الرابع والعشرين منه احتلت اسكندرونة، وعينت السلطات الفرنسية الكولونيل “بيابان” حاكماً على الساحل السوري الذي احتلته القوات الفرنسية والذي يمتد من الاسكندرونة شمالاً وحتى صور جنوباً.
اجتماع الشيخ بدر وإطلاق الثورة عام 1918:
بعد هذه التطورات في الساحل السوري، وجه الشيخ صالح العلي دعوة إلى وجهاء الساحل ومشايخ العلويين لعقد اجتماع في قرية “الشيخ بدر” في الخامس عشر من كانون الأول عام 1918م.
لبى الدعوة فريق كبير، منهم : ( أحمد المحمود عدره، محمد إسماعيل، الشيخ أحمد ميهوب، الشيخ معلى، أحمد غانم، الشيخ محسن حرفوش، السيد عبد الكريم الخير، الشيخ علي عباس، إسبر زغيبه، علي زاهر، إسماعيل حسان، محي الدين عديا وغيرهم).
وتحدث إليهم الشيخ صالح العلي بما يحيق بالبلاد من أخطار ودعاههم إلى إشعال ثورة ضد الاحتلال الفرنسي لمناطق الساحل وجبال العلويين، والانضمام إلى الحكومة التي تشكلت في دمشق بعد انسحاب الاتراك منها.
قيادة الثورة:
تزعم الشيخ صالح العلي الثورة، وكان أهم اركان الثورة:
محمود علي سليمان: شقيق الشيخ صالح وكان يتولى أمانه سره.
اسبر زغيبه
الشيخ محمد خدام
محمد إبراهيم
تطورات الثورة:
أراد الفرنسيون ضرب الثورة والقضاء عليها في مهدها، فتوجهت من القدموس إلى الشيخ بدر حملة فرنسية، فتصدى لها الشيخ صالح لمجابهتها مع أربعة من رجاله الأشداء، وأنذر قائد الحملة بالرجوع، وكان في موضع حصين والجنود الفرنسيون في سهل، وجرى اشتباك استمر زهاء الساعة، وقد فر الجند بعد أن خسروا 25 قتيلاً، وغنم الشيخ صالح ما خلفوه ورائهم من أسلحة وعتاد.
انتشرت أخبار معركة الشيخ بدر فتوافد المجاهدون للتطوع والانضمام إلى الثورة، وشرع الشيخ صالح بتنظيم المتطوعين والأعمال القتالية، وتوالت المعارك والاشتباكات ضد القوات الفرنسية ومقارها العسكرية، وأبرز تلك المعارك هي:
معركة المريقب في تموز 1919
معركة طوطوس في شباط 1920
معركة القدموس في آذار 1920
معركة السودة في آذار 1920
معركة وادي العيون في تموز 1920
هجوم الجنرال غورو في تشرين الثاني 1920
معركة رأس ماسم
معركة البودي في كانون الثاني 1921
معركة الأجراس ورأس ملوخ في كانون الثاني 1921
معركة قرفيص في آذار 1921
معركة وادي جهنم
معركة جور البقر
معركة الدويلية في كانون الثاني 1921
نهاية الثورة:
في مطلع أيار نظم الجنرال غورو حملة للقضاء على ثورة الشيخ صالح العلي بقيادة الكولونيل نيجير. انطلقت الحملة على ثلاثة محاور، وبدأت بتدمير القوى ونهبها وإحراقها، بينما حاول الثوار التصدي للحملة وجرت معارك واشتباكات بينهم، واتجهت الحملة إلى الشيخ بدر للقضاء على معقل الثورة وجرى تدميرها.
تابعت الحملة عملياتها لتحقيق هدفها في إلقاء القبض على الشيخ صالح العلي الذي تمكن من مغادرة قرية الشيخ بدر والتواري عن الأنظار.
في السابع من تموز 1921م، أعلنت القوات الفرنسية القضاء على ثورة الشيخ صالح العلي، وأصدرت المحكمة الفرنسية على الشيخ صالح العلي حكماً بالإعدام.
انظر:
رسالة الشيخ صالح العلي إلى إحسان بك الجابري عام 1938
صالح العلي .. قائد الثورة في جبال الساحل عام 1936
تقرير الجنرال غورو عن عملية إنهاء الثورة على الجبهة الساحلية عام 1921