وثائق سوريا
تصريح الجنرال غوابيه الذي ألقاه على وزارة الدروبي 1920
بعد دخول القوات الفرنسية مدينة دمشق في الخامس والعشرين من تموز 1920م، وتشكيل وزارة علاء الدين الدروبي ، ألقى الجنرال ماريانو غوابيه – قائد القوات الفرنسية الزاحفة إلى دمشق – التصريح التالي على هيئة الوزارة:
أيها السادة
إني هنا أنوب عن الجنرال غورو المندوب السامي للجمهورية الافرنسية وأنطق بأسمه.
ان الأمير فيصل قد أشرف على ….. قيد اصبعين من الهلاك. وان مسؤوليته في الاضطرابات الدموية التي وقعت في سوريا منذ شهرين أعظم وأوضح من أن تسوغ له المثابرة على الحكم.
ان الحكومة الجديدة التي تمثلونها والتي قبلت المشاركة في العمل تحت الانتداب الفرنساوي لتنظيم البلاد السورية …. مع احترام ما للشعوب السورية من حرية.
ان حكومتكم الجديدة بقبولها مسؤولية الساعة الحاضرة لا تقدر ان تنفض يدها من تبعة اصلاح ماض يتمثل فيه الخراب الجسيم والدم الغزير المسفوك ولذلك عليها قبل كل شيء ان تقوم بأعباء التعويض وعليكم أن تشتركوا في ذلك بمبلغ مائتي الف دينار من الذهب ترصد للتعويض على العائلات السورية المنكوبة بالخراب والقتل وعلينا كذلك معاقبة اولئك المجرمين الذين يعدون في طليعة غيرهم من رؤساء العصابات التي خربت البلاد تخريباً منتظماً بحجة الوطنية ومجاراة الذين أعانوهم بنفوذهم ونفودهم وسنبعث اليكم بقائمة اسمائهم فينبغي ان يوقفوا ويحاكموا طبقاً للقوانين وان يسقطوا في حالة فرارهم من الحقوق المدنية وتصادر أملاكهم.
أما حكومتكم الجديدة فتثابر على العمل بأوضاعها المحلية كالسابق، وجميع المسائل التي تتعلق بالأهلين او التي يكون لها مساس بمستقبل البلاد تدرس عندكم بمشاركة الكولونيا تولا رئيس البعئة الافرنسية ثم يعرض ذلك علينا وينبغي ان يخفض الجيش الشريفي إلى وظيفة قوة ضابطة تخصص لصيانة السكينة في البلاد ويجب أن تجمع جميع الأدواب الحربية وتسلم للسلطة العسكرية.
ان المسائل التي تنجم عن هذا الوضع الجديد يناط أمرها بالكولونيل تالا رئيس أركان الحرب بجيش الشرق وهو يحلها بالاتفاق مع وزير حربيتكم وانه يمكنكم ويتحتم عليكم ان تثبتوا الطمأنينة في نفوس أبناء دمشق وهم الذين تتألف أكثريتهم من مجموعة عاملة حكيمة في استطاعتكم الاعتماد عليها وان الاهلين لا يمسهم سوء وستعطي الأوامر الشديدة لمنع جنودنا عن اي حادث ويجب في مقابلة ذلك ان لا تقع أي مظاهرة أو أي تحريض يخل بالنظام العام وسيقمع كل عمل عدائي بأقصى الشدة وأما البلدة فمشتركة في المسؤولية ولذلك يجب أن تنتخبوا من كل محلة اعياناً ذوي نفوذ يعتبرون بمثابة المسؤولين وسيجري نزع السلاح من الأهلين بالتدريج ويباشر فيه بأقرب مدة. ولقد رأيهم من استعراض قسم من جنودنا اننا نملك عند الحاجة الوسائل المؤدية لتوطيد الأمن الذي تفتقر اليه هذه البلاد اشد افقتار.
اقرأ:
أعضاء حكومة علاء الدين الدروبي
انظر ايضاً:
للإطلاع على تسلسل أحداث التاريخ السوري المعاصر بحسب الأيام
انظر أيضاً :
أحداث التاريخ السوري بحسب السنوات