أحداث
تفاصيل عن مجلس قيادة الثورة – انتزاع صور ناظم القدسي من دوائر الدولة عام 1963
نشرت صحيفة المنار الصادرة في عمان في الثالث عشر من آذار 1963م، مادة عن الوضع في سورية بعد إنقلاب الثامن من آذار بعنوان: “عادت الحياة العادية بسورية وأعدت الحكومة سياستها”، تطرقت إلى عودة الحياة الطبيعية في سورية، وإطلاق سراح المعتقلين السابقين، وعن وضع الرئيس الأسبق ناظم القدسي ورئيس الحكومة خالد العظم بالإضافة الى الوضع المالي.
فيما يلي نص المادة:
دمشق- صرح السيد صلاح الدين البيطار رئيس الوزراة السورية هنا أمس بأن البيان الوزاري لحكومته قد أعد وقال أن هذه البيان سيعرض على مجلس الوزراء في جلسة يعقدها اليوم لاقراراه ومن ثم يذاع على الشعب في أقرب وقت ممكن.
ومضى السيد البيطار يقول أن البيان سيكون شاملاً للنهج الجديد الذي ستنهجه الحكومة في مختلف المجالات وخاصة في الحقلين الداخلي والعربي. وسينص كذلك على التزام سورية بجميع المواثيق والمعاهدات الدولية وتمسكها بمبادئ الأمم المتحدة وقرارات مؤتمر باندونغ والحياد الايجابي وتحدث السيد البيطار عن الوفد الرسمي والشعبي الذي أقر مجلس الوزراء ليلة أمس الأول ايفاده لزيارة عواصم الدول العربية المتحررة فقال أن تشكيل هذا الوفد لم يتم بعد كما أنه لم يتحدد بعد موعد هذه الزيارة.
وذكرت جريدة النهار البيروتية لمراسلها في دمشق، ان عدد أعضاء مجلس قيادة الثورة يتألف من 41 عضواً، ويشمل عناصر عسكرية ومدنية، والمجلس لا يضم أكثرية بعثية ويمثل الأكراد فيه السيد علي بوظو.
لا محاكمات
وذكرت المصادر العليمة في دمشق أنه تقرر عدم اجراء محاكمات للسياسيين السابقين.
ومن ناحية أخرى ذكر أنه قد ألقى القبض على السيد أكرم الحوراني والعميد موفق عصاصة والدكتور معروف الدواليبي والعقيد يوسف حماة والعقيد نجاتي مسمار من قادة حركة 28 أيلول كما تواصل السلطات مطاردة المنظمات التي يعتقد بأنها أعدت تشكيلات مسلحة للوقوف في وجه الحركة.
إطلاق المعتقلين السابقين
وأطلق سراح جميع المعتقلين المتهمين بتدبير حركات للاطاحة بالحكومة الماضية ويبلغ عدد الذين أفرج عنهم 150 شخصاً نصفهم من العسكريين، وبعضهم من اللبنانيين الذين اتهموا بنقل أموال من السفارة المصرية في بيروت إلى بعض الأشخاص في سورية.
ومما يذكر أن العهد الماضي في سورية كان قد أصدر عفواً عاماً في سورية قبل الحركة الأخيرة بيومين.
الحياة طبيعية
ومن ناحية أخرى أخذت الحياة تعود إلى مجراها الطبيعي هنا بعد أن دخل نظام الحكم الجديد يومع الخامس أمس فقد انسحبت معظم وحدات الجيش من الشوارع الرئيسية إلى ثكناتها وانتظم العمل في الدوائر الرسمية وفتحت المقاهي والمتاجر ودور السينما أبوابها غير أن الحراسة لا تزال مفروضة على بعض السفارات العربية وعلى دار الإذاعة والبرق والبريد وعلى المداخل المؤدية إلى العاصمة. ولا يزال نظام منع التجول معمولاً به بين الساعتين العاشرة مساء والخامسة صباحاً.
الاتصال بالعالم الخارجي
ولم تعد سورية معزولة عن العالم الخارجي بعد أن استؤنفت الاتصالات البرقية أمس الأول والاتصالات الهاتفية أمس مع بيروت كما استؤنفت أمس حركة النقل الجوي بين دمشق والقاهرة لأول مرة منذ انفصال سورية عن عن الجمهورية العربية المتحدة في 28 أيلول سنة 1961م.
وصرح السيد يمني دملج مدير الطيران المدني بأن ترتيبات تتخذ الآن لاعادة هذه الحركة على نطاق واسع وبصورة دائمة بين البلدين واستؤنفت كذلك الاتصالات البرقية بين البلدين.
استئناف الدراسة الجامعية
وتجددت أمس مظاهرت للتأييد للثورة التي نظمها الطلاب بعد استئناف الدراسة في جامعة دمشق أمس. ولا يزال الدكتور ناظم القدسي رئيس الجمهورية يلازم منزله منذ وقوع الثورة صباح يوم الجمعية الماضي.
انتزاع صور القدسي
وقالت جريدة الوحدة وهي احدى الصحف الثلاث التي سمح لها بالصدور حتى الآن بأن سلطات العهد الجديد قررت انتزاع صوره من مختلف دوائر الدولة أمس. ولايزال السيد خالد العظم رئيس الوزراء السابق والدكتور أسعد محاسن وزير الخارجية السابق يقيمان في السفارة التركية هنا.
استنئناف سير القطارات
وأعلن بلاغ صادر عن المجلس الوطني لقيادة الثورة وأذيع من راديو دمشق استئناف سير القطارات في جميع أنحاء البلاد اعتباراً من يوم أمس.
وأعلن البلاغ كذلك استئناف الاتصالات السلكية واللاسلكية اعتباراً من الأمس ايضاً داخل البلاد.
الوضع المالي
وأعرب السيد حسني الصواف حاكم مصرف سورية المركزي عن ارتياحه في تصريح له هنا أمس لسير الحركة المالية في البلاد. وقال السيد الصواف أن الأمور النقدية تسير بشكل طبيعي لم تعهده البلاد من قبل في مثل هذه الظروف الاستثنائية. ولم يتغير الايداع المالي في المصارف والسحب منها عن المألوف مطلقاً وبقيت الحركة طبيعية.
اقرأ: