ولد مروان عربي مبيّض في دمشق في التاسع والعشرين من آذار 1939م، وهو سليل أسرة تجارية من حارة حمام المقدم في حي الصالحية، عَملت في صناعة المفروشات المنزلية منذ مطلع القرن العشرين، على يد جده محي الدين مبيّض. أما والدته فهي من عائلة الرباط الدمشقية المعروفة.
دَرس مروان مبيّض في المدرسة الأميركية بشارع أبو رمانة، التي صار اسمها “ثانوية دمشق العربية” بعد التأميم، وكان قائداً في كشاف سورية في شبابه، قبل أن يلتحق بكلية الفنون الجميلة في جامعة دمشق أيام الوحدة السورية المصرية، حيث تتلمذ على يد كبار الفنانين مثل فاتح المدرس ولؤي كيالي.
بدأ عمله التجاري وهو في ريعان الشباب في أيار عام 1956، عند وفاة والده عربي مبيّص.
ورث عن أبيه صالة مفروشات مبيّض في طريق الصالحية، وصالة أخرى في العاصمة الأردنية عمّان.
انتسب إلى غرفة تجارة دمشق وتوسعت أعماله بسرعة ليؤسس عام 1960 شركة لإنتاج الأفلام اليوغوسلافية وشركة أخرى لاستيراد السجّاد من بلجيكا والثريات من ألمانيا عبر معرض دمشق الدولي.
في عام 1972، أسس مع الكاتب فراس السواح شركة للإعلانات الطرقية في دمشق كانت الأولى من نوعها في سورية يومئذ.
أسس في عام 1978 مع عز الدين طبّارة معملاً لصناعة السجّاد في المنطقة الحرة بدمشق، وكان يُصدر إنتاجه إلى الإتحاد السوفيتي السابق حتى عام 1981. وبعدها أنشأ معملاً لصناعة البلاستيك في ريف دمشق، وصار يُصدر منتجاته إلى الإتحاد السوفيتي أيضاً. ومنه ولد ماركة فراشي الأسنان “سيم” التي غزت أسواق أوروبا الشرقية قبل أن يتم نقلها إلى السوق السورية في منتصف الثمانينات. ومنها كانت ماركات “شامبو مارمو” ومسحوق الغسيل “بالم أوليف” (Palm Olive).
توسعت أعماله إلى فرنسا في عام 1978،، حيث أسس متجراً لبيع البياضات المنزلية في مدينة نيس الساحلية، وإلى سويسرا، حيث فتح شركة للصرافة، وإلى اسبانيا، حيث فتح سلسلة مطاعم في مدينة ماربلة السياحية، تلتها شركة تأجير سيارات، حملت اسم “مارمو اسبانيا.” ثم صار وكيلاً لماركة كينوود العالمية في دمشق ولمكاتب “ديلتا” التي فتح لها صالة عرض حديثة في طريق حديقة الجاحظ عام 1991.
بعد صدور قانون الإستثمار رقم 10، قام بتصفية معظم أملاكة في الخارج وعاد إلى دمشق لؤسس شركة تأجير سيارات وتسويق سياحي، عرفت باسم “مارمو سورية.” وصل اسطولها إلى 300 مركبة، وظلّت تعمل في حي الشعلان حتى عام 2007.
في عام 1996، فتح صالة مفروشات مكتبية في سهل البقاع، حملت اسم “مارمو لبنان،” وفي عام 2000، أسس شركة لصناعة الأبواب الخشبية، كانت تُصدر كافة منتجاتها إلى العراق.
حول صالته المعروفة بدمشق إلى صالة عرض فني في التسعينيات، عرفت باسم صالة “أورنينا” وأقامت معارض لعدد كبير من الفنان السوريين الذين عرفوا عن طريقها، وكان أبرزهم الفنان حمود شنتوت. ثم قام بتأسيس صالة جديدة وحديثة في منطقة المعضمية في تشرين الثاني 2010، لم يُكتب لها العيش طويلاً بسبب اندلاع الحرب السورية بعد أشهر قليلة، التي حولتها إلى ركام. ولكن التاجر العنيد لم يستسلم أبداً، وقد شدّ الرحال إلى لبنان مجدداً، وفتح صالة مفروشات في منطقة المزرعة بيروت ومعها معملاً صغيراً لإنتاج فرشات النوم، أطلق عليه اسم “Sleep Well.”
عاد مروان مبيّض إلى دمشق عام 2015، وأسس صالة جديدة لإنتاج وعرض وبيع المفروشات المنزلية في أوتوستراد المزة، ما زالت قائمة حتى اليوم، تحت اشراف وريثته في العمل التجاري، سيدة الأعمال لينا مبيّض.
ومروان مبيّض هو والد المؤرخ والكاتب السوري سامي مبيّض.
اقرأ:
د. سامي مبيض: قاطفة البرتقال المر…
د. سامي مبيض: عن الصحابة وعنتر و(حفيد) الجنرال
د. سامي مبيض: عمي، يا بياع…الكتب
د. سامي مبيض : أين ذهب أرشيف عبد الناصر السوري؟
الدمشقيون ودورهم في إجهاض بيع أراضي البطيحة للوكالة اليهودية عام 1934
(غرب كنيس دمشق)… محاولات صهيونية لاختراق المجتمع السوري