من الصحافة
صحيفة 1966- الأتاسي يتهم شركات النفط بدعم إنقلاب حاطوم
نشرت صحيفة المنار في العدد 1919 الصادر في الثامن من أيلول 1966م، خبراً عن المحاولة الفاشلة التي قام بها سليم حاطوم في سورية، تحت عنوان:
(اصطدامات مسلحة في دمشق وحلب.. الأتاسي يحمل بشدة على المتآمرين ويتهم شركات النفط بدعم المؤامرة).
نص الخبر:
(دمشق – المنار- اقليمية – اتهم الدكتور نور الدين الأتاسي رئيس الدولة أمس المؤامرة الإنقلابية التي أعلن يوم أمس الأول احباطها بأنها كانت تهدف إلى فسح المجال أمام شركات البترول الاحتكارية والاستعمارية لعرقلة مسيرة الثورة وتشويه الانتصارات الضخمة التي حققتها في المجالين الداخلي والخارجي.
وأضاف يقول في خطاب ألقاه في ضباط وجنود الجبهة الجنوبية المتاخمة لحدود اسرائيل ونشر نصه هنا ليلة أمس أن المؤامرة الأخيرة جاءت في الوقت الذي طلبت فيه سورية شركة نفط العراق بحقها الكامل من العائدات وكانت المؤامرة تهدف إلى تقوية مركز الشركة ولتتيح لها زمناً أطول في سرقة أموال الشعب.
وكانت القيادة القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي التي ينبثق منها الحكم الحالي قد أعلنت في بيان اذاعته أمس الأول احباط مؤامرة لقلب نظام الحكم واتهم البيان زعماء القيادة القومية السابقة للحزب بتنظيم المؤامرة.
وطالبت الحكومة السورية في الاسبوع الماضي شركة نفط العراق بزيادة حصتها من عائدات النفط مقابل مرور أنابيب الشركة في الأراضي السورية وقالت ان محادثات بهذا الشأن ستبدأ في دمشق مع ممثلي الشركة يوم السبت القادم.
وقد ألقى الدكتور الأتاسي خطابه عندما قام أمس يرافقه اللواء أحمد سويداني ورئيس الأركان العامة للجيش بزيارة تفقدية لمواقع الخطوط الأمامية وقوات الجيش في الجبهة الجنوبية.
وقال أن الذين قاموا بالمؤامرة هم فئة أعماها الحقد وتآمرت في الظلام على الثورة. الا أن العمال والفلاحين استنفروا أنفسهم كما استنفرت القطعات العسكرية كافة واشتركوا جميعاً في حراسة الثورة واحباط المؤامرة الغادرة.
وقال أن الثورة ستلقن المتآمرين واعداء الثورة درساً قاسياً لتضع حداً حاسماً لكل من تسول له نفسه أن يعرقل مسيرة الثورة.
وطلب الدكتور الأتاسي من الضباط والجنود أن يطهروا صفوفهم من كل انسان لم يستطع أن يتخلص من عقلية المجتمع القديم.
وأفادت الأنباء الواردة إلى بيروت من دمشق أنه على الرغم من صدور بيان للقيادة القطرية لحزب البعث الحاكم في سوريا أمس من القضاء على على محاولة الإنقلاب فإن الموقف في سوريا لا يزال متوتراً وان القطعات المتنازعة في الجيش السوري مازالت مستنفرة.
وقد ذكرت الأنباء أن اصطدامات مسلحة عنيفة وقعت في حلب بين القطعات المتناحرة داخل الحكم القائم في سورية وان هذه الاصطدامات لا تزال مستمرة.
كما ذكرت هذه الأنباء أن عميد الجو ورئيس العمليات في سلاح الطيران صلاح صمصم يقود المعركة ضد الحكم القائم.
أما في دمشق فتجري اصطدامات مسلحة بين قوات تؤيد الفريق الحافظ وأخرى تدعم القيادة القطرية. وقد منع التجول وسمعت أصوات عيارات نارية بكثرة. ولم تتمكن سلطات دمشق من اعتقال مدبري المحاولة الإنقلابية وعلى رأسهم المقدم سليم حاطوم قائد وحدات حرستا والقابون والعقيد طلال أبو عسلي قائد القطاع الشمالي الذي قاد الحركة الإنقلابية المناوئة للقيادة القطرية.
وأفادت هذه الأنباء أن عدد الضحايا في دمشق وحلب كانت كثيرة وتأكد بصورة شبه قاطعة أن العقيد طلال أبو عسلي الذي قام بمحاولة الإنقلاب الأخيرة قد تمكن من الفرار ولجأ إلى لبنان.
هذا ونسبت مصادر بعثية في بيروت إلى السيد صلاح الدين البيطار رئيس وزراء سوريا السابق الذي فر أخيراً إلى لبنان نسبت إليه قوله أن مساعي القيادة القومية لإسقاط نظام الحكم الحالي في دمشق جاءت بعد الإقتناع التام بأن الحكم القائم منهار تماماً ومنعزل عن الشعب وأن البديل الحتمي هو أما أن يقوم اليمين السوري بضربة عاجلة تحمله إلى الحكم.
وقد يصبح من الصعب الإطاحة به وعندها يخسر البعث آخر معقل وينتهي الحزب وأما أن تعود القيادة القومية إلى الحكم وتستقطب الفئات البعثية والقومية.