أحداث
المؤتمر الثامن لحزب الاتحاد الاشتراكي العربي الديمقراطي عام 2000م
المؤتمر الثامن لحزب الاتحاد الاشتراكي العربي الديمقراطي عام 2000م
عقد المؤتمر في الحادي والعشرين من شهر آذار عام 2000م في منطقة المعضمية بريف دمشق.
وألقى أمين الحزب الدكتور جمال الأتاسي كلمة في افتتاح أعمال المؤتمر، وكانت هذه الكلمة الأخيرة له قبل وفاته بعد عشرة أيام.
وقيل أن الدكتور الأتاسي كان ينزف أثناء إلقاء الكلمة، جاء في الكلمة التي ألقاها: (كان التضييق علينا وعلى نشاطاتنا وعلى تجمعنا الوطني كبيرا والإحباطات كثيرة , فضلا عن مصاعب العيش التي ولدها هذا النظام في المجتمع بشكل عام , ومصاعب العمل والعيش أمام كل من يعارضه ولا يواليه , تلك مصاعب أبعدت من أبعدت , وأخذت إلى الغربة من أخذت من نشطاء قياداتنا , كما عطلت الأداء الديمقراطي الصحيح لمؤسساتنا التنظيمية وأحكام نظامنا الأساسي , فهل يكفينا القول اليوم , أننا حافظنا بعد هذا كله على وجود ثابت لنا , وعلى دور نؤديه بصدق والتزام في ساحة العمل الوطني والنضال الديمقراطي وفي ساحات العمل القومي , ونأتي اليوم لتسأل أنفسنا , ماهو المعيار الذي نقيس عليه هذا الدور وأدائنا له , بعد أن بعدت كل هذا البعد الأهداف التي تطلعنا إليها , وقمنا من أجلها وناضلنا في سبيلها , بعد أن قطعتنا عنها , حركة التراجع والردة التي سادت ولم نقو على إيقافها ولا أن نجد لها رداً , فقضايا ومهمات الثورة العربية الشاملة التي أمسكت بها القوى المتقدمة لشعوب هذه الأمة في حقبة مضت , لم تعد هي المحركة والفاعلة , ومشروع نهوضنا القومي الذي تمسكنا به كمشروع ناصري ( كان الأكثر تقدما ) دمرت كل مرتكزاته الإستراتيجية , لا بفعل القوى الخارجية المعادية للأمة بمقدار ما هي بفعل حركة الردة والفئات المرتدة داخلها , وحركة (الأنظمة) القطرية التي خرجت عن أهداف الأمة وعن كل طريق لوحدتها , والمنكفئة على مصالحها الفئوية الخاصة والحفاظ على استمرارية سلطتها وسلطانها , فضلاً عن مسيرة الهوان التي مضت على طريقها , إخضاعاً لمجتمعاتها وإذلالاً لشعوبها في الوقت تشد أكثر فأكثر وتخضع للتابعية لقوى الهيمنة الخارجية والنفوذ الأمريكي , لتقف في النهاية عاجزة ومستسلمة أمام الاختراقات التي يحققها المشروع الصهيوني – الامبريالي لكثير من مواقعها , ذلك المشروع الذي يطبق علينا أيما إطباق , في الوقت الذي يتراجع وينزوي مشروع نهوضنا في المواجهة , تقدمنا , وحدتنا , بينما لم يعد أمامنا في المنظور أي موقع أو مرتكز نهوض جديد للأمة ليكون مرجعية ولتعطي لقوى الأمة المؤشر للتحرك . فهل من سبيل بعد هذا ؟ وبعد انسداد الأفق وغياب المرجعية الذي كان , إلا أن نعود ونستنهض من كل المواقع الاجتماعية والشعبية في الوطن العربي , مرتكزات جديدة للحركة والتقدم).
انظر:
كلمة جمال الأتاسي في المؤتمر الثامن لحزب الاتحاد الاشتراكي عام 2000
