هو محمد خالد ابن مفتي حمص محمد أفندي، ابن مفتي حمص عبد الستار افندي، ابن مفتي حمص وطرابلس الشام ابراهيم، ابن مفتي حمص وقاضيها علي الأتاسي.
النشأة والدراسة:
ولد خالد الأتاسي في حيّ الباب المسدود بحمص عام 1837م(1).
تلقّى علومه الأساسية في حمص، فدرس على والده مفتي حمص محمد وعمّه المدرّس والمحدّث أمين الأتاسي أساسيات النحو والصرف والمنطق والمعاني والبيان والبديع، بالإضافة إلى الفقه الحنفي وأصول الفقه والعقائد.
كما تلقّى من الشيخ زكريا الحافظ الملّوحي فن التجويد وأحكام التلاوة، ومن الشيخ سليم صافي فرائض التصوّف والفقه الخفي.
ثم أمّ دمشق فتلقى العلم عن نقيب أشراف الشام أحمد مسلّم الكزبري، وقمر الشام بكري بن حامد العطّار، وابن أخيه الشيخ سليم العطار، والشيخ محمد بن سليمان الجوخدار، فأجازوه بالعلم وبرواية الحديث، كما أجازه كذلك الشيخ عبد الله الركابي السكّري بعد أن قرأ عليه السيد خالد الأربعين الجلونية. ومن مشايخه كذلك الشيخ محمد بن محمد اليمني الذي أجازه بقراءة حزب البحر للإمام الشاذلي.
وحين زيارته للحرمين حضر دروس مفتي الشافعية بمكة المكرمة أحمد زيني دحلان في تفسير البيضاوي، وأجازه الدحلان بجميع مروياته المجازة.
وبعد عودته إلى حمص لازم والده بوظيفة أمين للفتوى، وكان يتسلّم الفتوى أحيانًا في حياة أبيه بالوكالة. وأثناء تلك الفترة وجّهت إليه رتبة إزمير العلمية عام 1881م بتوصية من والي سورية حمدي باشا.
أول نيابي في تاريخ سورية (1877م):
إن أولى تجارب خالد الأتاسي السياسية يعود تاريخها إلى عام 1867م، حين انتخب نائبًا عن حمص وحماة في المجلس العمومي لولاية سورية والمنعقد في بيروت برئاسة الوالي راشد باشا.
لكن التمثيل الجوهري له كان حينما انتخب عام 1877م عضواً في مجلس المبعوثان عن ولاية سورية في الدورة التشريعية الأولى (المشروطية الأولى) عام 1877م(2).
الجمعية الخيرية التعليمية بحمص وإنشاء أولى المدارس الابتدائية (1880م):
نشطت هذه الهيئات في مختلف المناطق تحت اسم “الجمعية الخيرية” كما ذكرتها الحوليات العثمانية بولاية سورية.
في حمص؛ تشكّلت هذه الهيئة المحلّية من كبار الأعيان ممّن اهتموا برفع السوية التعليمية لأبناء المدينة والنهوض بالمؤسسات التعليمية فيها، وكان نشاط هذه الجمعية أول نشاط محلّي داعم للتعليم الحديث يذكر في المصادر.
تكوّنت الجمعية من رئيسها مصطفى افندي الحسيني -الباشا لاحقًا-، مفتي حمص محمد الأتاسي وابنه خالد الأتاسي، المهندس الرئيس بحمص محمد أنيس حسين آغا، عبدالرحمن آغا الجندي وابنه حافظ الجندي -المفتي لاحقًا-.
وقد استطاعت في عام 1880م تأسيس أول مدرستين ابتدائيتين نظاميتين بحمص ضمّت مئة طالب تقريبًا، وإنشاء أبنيتها بتخطيط من المهندس المذكور.
وقد أرّخ عبدالغني الجندي لهذا الحدث التاريخي في مدينة حمص بقصيدة مطلعها:
حمدًا لمولانا بما قد أنعما … وفاض من نعمائه وتكرّما
وصلاته تتلى على خير الورى … والآل والأصحاب من أحيوا الحما
ما امتدّ باعٌ بالدعاء لربّنا … بدوام عزّ مليكنا من قد سما
سلطاننا عبدالحميد ومن به … اعتدل الزمان بعدله وتقوّما
خير السلاطين العظام فكم وكم … أضحى به الملك العظيم معظّما
ملأ الدنا عدلًا وقسطًا بعدما … قد أُملئت جورًا وظلمًا مظلما
وورد فيها:
ورئيسها نجل الحسين أخي الوفا … أعني بذلك مصطفى من قد سما
شمس البلاغة أفق مطلعها إذا … ما استنطق الصخر الأصمّ تكلّما
من قام في نشر العلوم ببلدة … سطعت بوارق فضلها بعد الغما
علم المعارف واللطائف والزكا … لولاه كان الأمر أمرًا مبهما
وكذلك:
فالله يحفظه ويحفظ هيئة … خيريةً غيث المديح بهم هما
أعني بهم أعضاء هم بإدارةٍ … في مجلسٍ من ساد منه وعلّما
وبمهندسٍ وهو الأنيس محمّدٌ … في رهطهم كان الزمّام المُعلما
شَرُفت بحُسن فعاله آثاره … فاقت بما شاد العلاء وصمّما
ويديم مفتينا الأتاسي ونجله … الحُرّ المهاب المستطاب الأكرما
وكذلك جندينا السنيّ المُدّعى … عبدًا إلى الرحمن مولى أفخما
وخلاصة الفضلاء أعني شبله … الحافظ العهد الوفيّ الأحزما
إفتاء حمص:
يقول خالد الأتاسي في ترجمةٍ رسمية أعدّها بنفسه:
“منذ استحكامي للفقه وحتى سنة 1300هـ (1882م) لازمت أمانة الفتوى بكنف والدي محمد أبو الفتح، وفي سنة 1300هـ (1882م) تولّيت الإفتاء بالوكالة بناءً على طلب الأهالي والعلماء واسترحامهم بسبب تأخر طلب تعييني رسميًا”(3).
صدر تعيين خالد الأتاسي مفتيًا بشكل رسمي في 4 شباط 1883م (4 ربيع الآخر 1300هـ)، فكان بذلك المفتي الثاني عشر من آل الأتاسي، وبقي في منصبه سنة وشهرًا واحدًا، وبشكل دقيق حتى 9 آذار 1884م (11 جمادى الآخر 1301هـ)، حيث تم عزل جميع أعضاء مجلس إدارة حمص بسبب قضية إدارية تتعلّق بإعطائهم أراضٍ إضافية للمهاجرين الشراكس في حمص.
وخلفه في الفتوى الشيخ حافظ الجندي، فاستمرّ فيها حتى أيلول 1886م، حيث صدر قرار بإعادة خالد الأتاسي إلى منصب إفتاء حمص، فبقي في المنصب حتى تم عزله وتعيين أخيه عبد اللطيف الأتاسي بدلًا منه في 5 تشرين الثاني 1894م (6 ذي الحجة 1312هـ).
فبذلك كان خالد الاتاسي قد تسلّم الفتوى في ما مجموعه 10 سنوات تقريبًا على دفعتين.
وفي تلك السنوات شغل عضوية مجلس إدارة حمص بصفته مفتي المدينة.
ومن الجدير بالذكر أنه ورث التدريس في جامع خالد بن الوليد عن أبيه المفتي بموجب براءة سلطانية، وحين توفّي خلفه في التدريس ابنه طاهر الأتاسي.
بناء مسجد خالد بن الوليد (1903-1908م):
كان السلطان الظاهر بيبرس (وفاته: 1277م) قد مرّ بحمص في عام 1246م، فجدّد مرقد خالد بن الوليد والمسجد القائم عنده بالأسلوب المعماري المحلّي والحجر الأسود.
وقد بقي هذا الشكل العام للمسجد طوال العهد العثماني -قبل أن يتم إعادة بنائه-، مع تجديدات وترميمات كانت تحدث فيه بين فترة وأخرى، آخرها كان في عهد السلطان عبدالحميد الثاني عام 1882م بعهد القائمقام إحسان بك وبمساعي متولّي وقف خالد بن الوليد الشيخ حسين الشيخ زين.
ولكن لم يكن هذا الترميم متينًا كفاية، حيث اضطرت الإدارة المحلية إلى هدم أحد جدران المسجد الرئيسية وإعادة إعمارها كونها بنيت على أساس خاطئ، مما كلّف الخزينة العامة مصارف إضافية كون أوقاف المسجد لم تتحمل قيمة إنشاء الجدار مجددًا، وعلى العموم فإن هيكل المسجد وبناءه كان قديمًا ومتهالكًا في ذلك الوقت.
وفي أيار 1903م مرّ والي سورية ناظم باشا بمدينة حمص، واطّلع على أوضاع المسجد الذي وصفه بأنه “مسجد عبارة عن عدة أقبية، مظلم وضيّق وتعيس للغاية”، فحثّ أهل حمص على تجديد بناءه، وتواصل مع قصر يلدز مباشرةً لاستصدار إرادة سنيّة من السلطان شخصيًا، وحدث ذلك بالفعل بعد يومين من برقيته إلى المركز، حيث تقرّر بناء مسجد كبير بقبّة محكمة ومنتظمة، وقدّرت المصاريف الأولية للبناء بألفي ليرة عثمانية، تُدفع نصفها من إعانات أغنياء المسلمين في مختلف البقاع، و400 ليرة من صندوق الحلّي والهدايا الثمينة داخل المسجد، و600 ليرة من واردات أوقاف المسجد المذكور*.
وللوقوف على إعادة إعمار المسجد وتجديده، شكّلت هيئة إنشاءات خاصة من كبار أعيان ومتنفّذي المدينة، ترأسها المفتي السابق خالد الأتاسي، وتكوّنت من نجيب الأتاسي مدير الشركة الوطنية العثمانية للطرق والمعابر بحمص ورئيس شعبة المعارف المحلّية، المفتي السابق حافظ الجندي ، مدير الأوقاف بلواء حماة رفيق افندي، محمد عبدالفتاح عضو هيئة صندوق الأيتام بحمص، خالد كلاليب عضو محكمة التجارة، مصطفى رسلان رئيس بلدية حمص سابقًا ورئيس محكمتها التجارية، وعبدالغني السعيدي.
وقد أوعزت نظارة الداخلية بتوجيه النيشان (الوسام) المجيدي من الدرجة الثالثة إلى عهدة خالد الأتاسي، ولنجيب الأتاسي وبقية الأعضاء النيشان المجيدي من الدرجة الرابعة، مقابل حسن خدمتهم في أداء مهماتهم فيما يخصّ تنظيم الإعمار والإنشاء، وذلك في 22 حزيران 1903م.
ولاحقًا تسلّم رئيس بلدية حمص عبد الحميد باشا الدروبي مهمة الإشراف على البناء، وذلك في حدود عام 1905م، فقام بالمهمة حسن قيام، وتمّ البناء في عام 1909م.
أول مدرسة ثانوية أهلية في حمص: المدرسة العلمية:
رغم كل المحاولات الجدّية لدعم التعليم في عهد السلطان عبدالحميد الثاني ومن قبله، ظلّ المستوى التعليمي الرسمي في سورية عمومًا -ما عدا دمشق- دون المستوى المطلوب، ويعزى ذلك إلى الأزمة المالية التي كانت تعيشها السلطنة، والتي كانت تمنعها من تقديم دعم مادّي حقيقي، رغم وعيها تمامًا لأهمية دعم العلم والتعليم. وبذلك بقي الثقل الأكبر على كاهل شعبة المعارف المحلّية والأعيان، إذ أن المدارس الابتدائية في حمص مثلًأ؛ تأسس أغلبها بجهود محلّية تمامًا.
كما أن النخبة العلمية في حمص كانت تواجه مشكلةً مشكلة أخرى، وهي عدم وجود مدرسة ثانوية في المدينة، حيث أن الراغبين بإكمال تعليمهم ضمن المرحلة الثانوية كانوا يضطرون للذهاب إلى حماة أو طرابلس أو بيروت، وكان على من أراد إكمال تعليمه العالي أن يذهب إلى اسطنبول، وهكذا بقي المستوى التعليمي في حمص محدودًا ضمن المرحلة الابتدائية والإعدادية.
وقد تنبّه المفتي السابق وعضو البرلمان العثماني خالد الأتاسي إلى ذلك، والذي كان قد أقطع من منزله لتأسيس أول دار للمعلمين بحمص، فبذل جهده لإكمال النقص التعليمي في المدينة، لتتأسس بمساعيه عام 1906م “المدرسة العلمية” ذات التوجّه المحافظ والداعم للحس الوطني العثماني، والمناهض للمدارس الأجنبية وأفكارها، وبمجهود محلي تمامًا، لتكون أول مدرسة ثانوية أهلية ووطنية بتاريخ مدينة حمص.
وقد عيّن للمدرسة بدايةً الأستاذ مصباح النحاس، ثم خلفه في ذلك الأستاذ القدير محمد علي النملي. وضمّت المدرسة قسم الابتدائي (ثلاث سنوات)، رشدي (إعدادي، 3 سنوات)، إعدادي (ثانوي، سنتان)، وعلمي تخصّصي (سنتان)، وكان التدريس فيها باللغة العربية الفصحى. وعلى مدى السنين أصبحت بمستوى المدارس السلطانية الحكومية برخصة من نظارة (وزارة) المعارف (التعليم)، بحيث يمكن للمتخرج من المرحلة العلمية الأخيرة الدخول لمدارس اسطنبول العالية بلا امتحان.
وأمست المدرسة مقصدًا للطلاب من مختلف المناطق السورية، وصل عددهم إلى أكثر من 250 طالب، وذلك بجهود مديرها المجتهد محمد علي النملي، وبدعم مادي محلّي واسع من الأعيان والأهالي، وعلى رأسهم عائلة الأتاسي بأركان نخبتها العلمية والفكرية: الأديب والشاعر نجم الدين الأتاسي رئيس عمدة الكلية، المفتي عبداللطيف الأتاسي الذي دعم المدرسة في قضاياها القانونية، توفيق بن المفتي عبداللطيف الأتاسي وتوفيق النجيب الأتاسي عضوا عمدة الكلية، بينما عيّن وصفي بك الأتاسي خريج الكلية المُلكية الشاهانية في العاصمة مديرًا ثانيًا للمدرسة بعد محمد علي النملي ومدرسًا للتاريخ والفلسفة والمعلومات المدنية، وزاهد الأتاسي مدرسًا للأدب العربي والعلوم الدينية والفضائل.
وتأسست في عام 1911م صحيفة “المدرسة” التي كان صاحب الإمتياز فيها ومديرها المسؤول توفيق النجيب الأتاسي، لتكون منبرًا لتلاميذ المدرسة بإشراف مديرها الأول محمد علي النملي.
لاحقًا اندمجت المدرسة العلمية مع مدرسة الإتحاد الوطني المؤسسة عام 1908م، فأصبحتا مدرسة واحدة سمّيت مدرسة التجهيز.
والمدرسة العلمية هي الأساس الأول لثانوية عبد الحميد الزهراوي في حمص اليوم.
منشآته العمرانية وقصره:
كان خالد الأتاسي من أوائل من أنشأوا الأبنية خارج أسوار المدينة، حيث ذكر العطري:
“إلى جانب ذلك كان العلّامة خالد عمرانيًا، محبًا للبناء والحضارة والمشاريع الإصلاحية. كان أول من أنشأ أبنية في ساحة حمص، الساحة الرئيسية (ساحة الساعة القديمة)، وكانت من قبل أرضًا جرداء، خارج حدود المدينة، تقف فيها العربات القادمة من المدن الأخرى. ومن هذه الأبنية المخازن التجارية والحرفية والمقاهي والحمامات العامة وغيرها، وكان ذلك في نحو العام 1870م.
وكان العلّامة الأتاسي أول من بنى دارًا كبيرة له في حي البغطاسية عام 1893م. وكانت في تلك المرحلة معزولة خارج حمص، تحتاج إلى الحراسة الدائمة في الليل والنهار”.
كان هذا القصر من أوائل القصور خارج السور، ويمثّل النخبوية الإقتصادية لأسرة المفتي، حيث انشأ ضمن البساتين في مساحة تفوق 4000 متر مربع، ووضع عليها حارسًا من الشراكس، وصمّم القصر المؤلف من طابقين وبنمط معماري غربي من قِبل مهندس القضاء محمد أنيس حسين آغا في عام 1893م.
آثاره العلمية:
كان خالد الأتاسي واسع العلم في الشريعة والفقه والقانون واللغة والأدب، وكان ينظم الشعر بكثافة، ولد ديوان شعر كبير مخطوط فيه قصائد مختلفة، منها ما هو في رحلته إلى الحرمين الشرفين، مديح الرسول الأكرم، وقصائد في الموت والإعتبار به، ومواضيع أخرى مختلفة.
وكذلك كان يبدع في نظم الشعر تأريخًا لأحداث ومناسبات تاريخية، كالزيارات وتولّي المناصب والوفيات والولادات، ولا يتّسع المقال لذكرها.
أمّا آثاره العلمية فهي على النحو التالي:
1- شرح مجلّة الأحكام العدلية:
هو الأثر الأهمّ لخالد الأتاسي، وهو كذلك من أهم ما كتب في الحقوق والقوانين على مستوى سورية.
إذ أن مجلّة الأحكام العدلية هي أول تدوين مدني للفقه الإسلامي في إطار بنود قانونية، تمّت كتابتها في اسطنبول على يد لجنة مختصّة بإشراف ناظر العدلية العثمانية أحمد جودت باشا.
وقد فنّد خالد الأتاسي مجلّة الأحكام فشرحها في ستة مجلّدات وأتمّها بعد وفاته ابنه المفتي والقاضي طاهر الأتاسي.
وكان أساتذة معهد الحقوق بدمشق حتى زمن ليس ببعيد يعتمدون شرح الأتاسيين للمجلة في تدريسهم القانون المدني لطلاب الحقوق والشريعة، كون المجلّة هي القاعدة الأساسية لقانون الأحوال الشخصية والعقوبات في الدول العربية.
2- ضالة الناشد في وجوب العمل بتصرف القيّم الواحد (رسالة في علم الأوقاف)، 1868م.
3- منهل الصواب الأصفى في قول الواقفين لأقرب الطبقات إلى المتوفى (رسالة في فقه الوقف).
4- الفرائد الجوهرية في أجوبة المسائل البعلبكية (رسالة)، 1305هـ/ 1888م.4- رفع الاشتباه واللبس عن رد قول الزوجة أنها لم تقبض المعجّل أو بعضه في تسليمها النفس (رسالة)، 1314هـ/ 1896م
5- الأجوبة النفائس في حكم ما اندرس من المقابر والمساجد والمدارس.
طبع في حماة عام 1920م على نفقة السيد عبد القادر افندي الكيلاني.
6- رسالة تعليق ونكات على كلام مفتي بغداد محمود الألوسي في تفسيره “روح المعاني”.
بالإضافة إلى رسائل علمية عديدة تعليقًا على مؤلفات الشيخ رشيد رضا، ورسائل يناظر فيها علماء عصره، ومجموع فتاوى كبير أكثره في شؤون الأوقاف وحقوقها.
7- فرائض الأطاسية في الحادثة النابلسية في مسألة الوقف (رسالة).
وفاته وإرثه:
وجّهت إليه رتبة أدرنة العلمية في حزيران 1906م، وكانت آخر عهده بالرتب العثمانية.
أصيب في نهاية حياته بمرضٍ أعياه وأعجز حكماء عصره، حتى أن السلطان عبد الحميد الثاني أرسل له طبيبه الخاص إلى حمص ليعالجه.
توفي في حمص 11 تشرين الأول 1908م، وخرجت له جنازة حاشدة من الجامع الكبير ليدفن في مقبرة عائلة الأتاسي وبني على قبره قبة خضراء،
قيل في رثائه يوم وفاته:
من للمدارس بعده يا هل ترى … من للمعارف والعوارف والحِكم
من للعلوم وحلّ مشكلها ومن … للفضل والمعروف أو مَن للكرم
اقترن بالسيدة رقية السيد سليمان الأتاسي، فأنجبت له:
الرئيس هاشم بك، مظهر، عبد الهادي، خليل.
السيدة ناجية الأتاسي، زوجة عبد العزيز بن عبد القادر بن محمد الأتاسي.
السيدة زبرجد الأتاسي، زوجة وجيه بك بن مصطفى باشا الحسيني.
كما اقترن بسيدة من آل السباعي، فأنجبت له:
المفتي والقاضي طاهر افندي، أبو الخير، محمد أبو النصر، عبد الكريم.
السيدة بديعة الأتاسي، زوجة زكي بن أمين الأتاسي.
السيدة نفيسة الأتاسي، زوجة السيد صادق بن أمين الأتاسي(4).
المراجع والمصادر:
(1) وفي دائرة المعارف، تحت مدخل أتاسي، أنه ولد عام 1835م (البستاني-المجلد السادس، ص 25).، وفي معالم وأعلام في بلاد العرب، القسم الأول: القطر السوري أنه ولد عام 1834م (قدامة-الجزء الأول، ص 9).
(2) مجلس المبعوثان – الدورة التشريعية الأولى (المشروطية الأولى) عام 1877م.
(3) وقد جاء نصّ العريضة كما يلي:
إنه وبحسب وفاة العلامة الفاضل أتاسي زاده السيد الحاج محمد افندي بن المرحوم السيد عبد الستار افندي مفتي مدينة حمص الحصينة التابعة لمتصرفية لواء حماة العلية من ولاية سورية الجليل بهذه الأيام والليالي إلى رحمة مولاه القدير وانحلال خدمة الافتى الشريفة بالمدينة المذكورة عنه، فقد صار انتخاب ولده الأكبر الحائز باية إزمير صاحب الفضل والفضيلة السيد محمد خالد افندي الأتاسي ليكون محلّه مفتيًا بمدينة حمص من طرف العموم حيث أنه أعلم وأفقه الأهالي وهو مختار الجميع من رفيع ووضيع ومنذ خمس سنين يتعاطى أمور الافتى الشريفة بهذه المدينة بالوكالة عن والده المرحوم لحاله من كمال الاستعداد واللياقة والعفّة والاستقامة وهو يتحلّى بحلّة الكمال والدراية والفطانة والذكاء، وقد اكتسب ارتكان العموم إليه واعتماد الخاص والعام بهذا القضاء، ونظرًا لجهة قصبة البلدة واتساع دائرة قضائها ووفرة أهاليها وعدم الاستغناء عن الانتفاع وهو بالخصوصيات والأمور الشرعية لاسيما المعاملات الدينية المتعلقة بالأهالي الإسلامية ولزوم استحكام تطبيقها على الأمر الشرعي العالي، ولكون درجة اقتدار المومى إليه شهيرة وفايق قدرته بالقيام بهذه الوظيفة الدقيقة وكثرة تبحّره بالعلوم الثقافية والتعليمية وبها فقد حصلت المبادرة من بعض الكنفية للأعتاب الكريمة والمزاحم الصحيحة بانتخاب وترجيح محمد خالد افندي الأتاسي المومى إليه من طرف الجميع مفتيًا في مدينة حمص المحمية على أصحّ أقوال مذهب إمامنا الأعظم أبي حنيفة النعمان وجب على ضريحه سحائب الرحمة والغفران بموجب مضبطة من علماء البلدة والاختبار ومجلس إدارة القضاء مع عرضه ومحضر من عموم أركان وجوه المدينة ورفعتهم تفضلًا وامتنانًا من مراحم حضرة ولي النعم.
مؤرخة في غرة صفر سنة ثلاثمائة وألف من الهجرة (كانون الأول 1882م).
(4) الأتاسي، (باسل)، بغية الناسي والعقد الألماسي في مناقب السادة آل الاتاسي، [مخطوط].
الأرشيف العثماني الرسمي:
COA: İ.ŞD. 59/ 3415.2 İ..HUS.105/ 97 DH.MKT. 727/ 50 ML.EEM.1038/ 24.13
أرشيف المشيخة العثمانية:
MA, MŞH.SAİD, 158/ 7 MA, MŞH.SAİD, 119/ 6.1
سالنامهء ولايت سوريه 1298هـ (1881م)، 266
صحيفة لسان الحال، 28 أيلول 1911م
صحيفة الإقبال، 25 حزيران 1906م
صحيفة لسان الحال، 19 تشرين الثاني 1908م
المدرسة العلمية الإسلامية، 12-13-14 حسين آغا، مدينة حمص وأوائل المهندسين في ظل الخلافة العثمانية، 86-87
الزهراوي، (نعيم)، أسر حمص والعمران الاقتصادي، 261-262
الزهراوي، (نعيم)، الجزء التاسع- الكتاتيب والمدارس بحمص، 209
العطري، (عبد الغني)، عبقريات، 202