مدينة دوما
الموقع:
تقع في أرض سهلية خصبة في الطرف الشمالي الشرقي من غوطة دمشق، المحاذي لسلسة القلمون الأولى.
تبعد عن العاصمة دمشق 19 كم تقريباً، وترتفع عن سطح البحر نحو 700م.
التسمية:
كُتب اسم المدينة على شكل :(دوما، دومى، دومة). الاتجاه الأول “دوما” اعتمدته العثمانية ، و الحكومات السورية. وأما الاتجاه الثاني ” دومى” فقد ورد في كتاب “المدخل إلى مذهب الإمام أحمد بن حنبل” أن الشيخ عبد القادر بدران ضبط نهايتها بالألف المقصورة “دومى”.
أما الاتجاه الثالث “دومة” فوردت في معجم البلدان، وقد ضبطها ياقوت الحموي بالتاء المربوطة “دومة” وهو الأصح برأي الأستاذ معروف زريق مؤلف كتاب “تاريخ دومة”، والذي ضبط التسمية على الشكل التالي: اسم “-دومة” بضم الدال المهملة، وفتح الميم، والانتهاء بناء مربوطة تلفظ تخفيفاً وهند الوقوف هاء.
سبب التسمية:
واختلفت الآراء حول سبب تسمية دوما، وأبرزها: أن الشخص الذي بنى أول دير مسيحي في دوما أطلق الأسم على البلدة، وهو اسم علم روماني يطلق على الذكر أو الأنثى، فيكون قد سمى البلدة باسمه أو باسم ابنته.
والرأي الثاني يعود إلى شجرة “الدوم” ومفردها “دومة” واليوم شجر من فصيلة النخليات ينبت في الجزيرة العربية ومصر والسودان، وقد كان في دومة قديماً شجرة واحدة من أشجار الدوم بجانب المسجد الكبير.
ورجح الأستاذ معروف زريق الرأي الأول الذي يذهب إلى أن الأسم روماني وليس عربي مستنداً إلى عدة حجج أهمها أنه لو كنت التسمية عربية لوجدناها في معاجم اللغة العربية وقواميسها.
تطور المدينة:
تعد دوما من المدن القديمة والتي سكنت منذ الألف الأول قبل الميلاد وحتى الوقت الحالي.
في القرن التاسع قبل الميلاد كانت تحت حكم الآراميين، ويرجح أنها حملت اسماً مغايراً لأسمها الحالي، وكان موقع البلدة القديمة حينها في حارة السيباط، والسيباط لفظة عامية أصلها فصيح (الساباط) وهو السقيفة التي تكون بين دارين أصلها وتحتها طريق، وكانت قديماً لمراقبة الأعداء والغرباء وصد الأخطار الخارجية.
كما شاعت في البلدة عبادة الشمس، والدليل على ذلك هو العثور على حجر كبير مربع الشكل في جامع البلدة القديم، وقد نقشت عليه صورة الشمس. كما تذكر مراجع تاريخية ذكرها الأستاذ معروف زريق مؤلف كتاب تاريخ دومة أنه كان هناك تمثال لألهة الشمس اختفى لاحقاً عندما أعتنق السكان الإسلام لأنه اعتبر من المعالم الوثنية.
ويعتقد أن البلدة احتلت دوراً في عهد الاسكندر المقدوني وعهد السلوقيين، والدليل على ذلك مخطط البلدة القديمة الذي يتوزع على جانبي طريق رئيسي يشق البلدة من الغرب إلى الشرق، وهذا مؤشر على أن تخطيط البلدة يعود إلى عهد أقدم من العهد الروماني.
اليهودية في دوما:
يذكر الأستاذ معروف زريق أنه في عام 1950 حضر إلى دوما سائحون يحملون أدلة مكتوبة ومخطوطات، وزاروا منطقة الجامع الكبير وسألوا عن مقام النبي إلياس، وسجلت زيارتهم في محضر رسمي. وقد دلت أبحاثهم على أنه كان يوجد نفق كبير تحت الجامع، ولد مدخل من الحارة الشمالية الشرقية من الجامع، وهو ما كان بالأصل المعبد الذي كان فيه تمثال الشمس.
وهذا ربما يفسر دخول عائلات عديدة في الديانة اليهودية، قبل أن تعتنق تلك العائلات الإسلام أو تغادر البلدة مؤخراً.
عهد الرومان:
في أواخر عهد الرومان دخلت المسيحية البلدة، وبنيت كنيسة لاحقاً في مكان المعبد القديم الذي كان قد تحول سراً إلى مكان عبادة يهودي، كما بنى التغالبة الذين اعتنقوا المسيحية وكانوا يعيشون في المنطقة. وقد ذكر (محمد كردعلي) في كتابه (خطط الشام) أن هذا الدير كان بجانب الغوطة.
وفي تلك الأثناء تألفت البلدة القديمة من الدير وحارة الخوارنة خلفه لجهة الشمال في حي القصارنة، الحارة الموجودة في منطقة السيباط.
دخل الإسلام البلدة في عام 13هـ / 635 عندما دخل الصحابي خالد بن الوليد البلدة قبل ان يدخل دمشق، وحينها أسلمت عدد من العائلات، وهي ست عائلات : (إنجيلة، خبية، سريول، طباجو، عيبور، المغير)، وبقي غيرهم على المسيحية.
عاشت البلدة التطورات السياسية التي مرت على المنطقة، وفي سنة 532هـ بنى فيها ألب بن محمود نور المسجد الكبير.
في القرن السادس عشر وصلت موجة سكان جدد إلى البلدة من إيران واستقروا فيها، ومن العائلات التي وصلت ضمن هذه الموجة عائلة برخش، بكارة، حمادة، الداودي، الدرة، روزوز، سكاف، الشالاتي، الطبجيـ عربش، هرموش وغيرهم.
في أواخر العهد العثماني بنيت مدرسة رشدية في البلدة، وسرايا ونظمت البلدة، وفي عهد الانتداب الفرنسي شارك أبناء البلدة في الثورة على الاحتلال الفرنسي.
في أواخر العهد الفيصلي شارك عدد من أبناء البلدة في معركة ميسلون عام 1920م، كما كان شاركوا في الثورات التي اندلعت في ريف دمشق وقاومت سلطات الاحتلال الفرنسي.
أحياء المدينة:
تضم المدينة القديمة عدة أحياء هي:
1- حي الشمس: وهو حي قديم يقع في الجبهة الشمالية من البلدة، وهو أكبر الأحياء.
2- حي القصارنة: يقع هذا الحي في الجبهة الشمالية الغربية من البلدة.
3- حي الشرقية: يقع هذا الحي في شرقي البلدة، وبجانبه ما يسمى حارة العرب.
4- حي الساحة: وهو حي حديث نسبياً يقع في القسم الجنوبي والقسم الجنوبي الغربي من البلدة.
السكان:
يذكر معروف زريق في كتاب تاريخ دوما ان عدد السكان في عام 1925 لم يتجاوز الـ 11 ألف نسمة.
وصل عدد سكانها في عام 1951م، بحسب الحوليات الأثرية السورية إلى نحو 20000 نسمة.
عدد السكان بحسب السجلات الحكومية عام 2011 إلى 191617 نسمة حسب السجلات الحكومية، بينما كان عدد السكان الذين يقطنون فيها يتجاوز الـ 400 ألف نسمة.
النشاط البشري:
يعمل بعض السكان بالزراعة، ونشطت فيها الصناعات التقليدية مثل الأغباني والتطريز ومعاصر الدبس والزيتون.
كما تميزت المدينة بنشاطها التجاري والصناعي، وفيها عدة مصارف أهمها: المصرف الزراعي، المصرف التجاري، مصرف التسليف الشعبي.
الأوابد التاريخية والتراث المادي:
أولاً- المساجد في دوما:
1- المسجد الكبير: بني عام 1126م.
2- مسجد الريس بني عام 1774م.
3- مسجد زين بني عام 1882م.
4- مسجد الآغا بني عام 1893م.
5- مسجد الشيخ علي بني عام 1898م.
6- مسجد الشيخ علي بني عام 1925م.
ثانياً- الحمامات في دوما:
كان يوجد في البلدة حمام قديم يقع بالقرب من المسجد الكبير. كان يطلق عليه الحمام الصغير وبني في عام 1670م، وفي عام 1818 بنى الحاج حسين بن علي المغربي الحمام الكبير في البلدة.
وهذان الحمامان هُدما في عام 1984م، وأنشئ مكانهما أبنية حديثة.
ثالثاً- الخانات:
اشتهر في المنطقة خان عياش ويقع في المنطقة الواقعة قبل صعود ثنية العقاب، عند مفرق طريق بغداد على بعد 12 كم من البلدة. كان اسمه خان لاجين، نسبة إلى اسم بانيه الأمير حسام الدين لاجين والي دمشق عام 1291م. وفي القرن التاسع عشر أطلق عليه اسم “خان عياش” نسبة إلى أمير من البلدية كان يشرف على حراسة الطريق.
المواصلات:
ارتبطت المدينة بشبكة مواصلات مع العاصمة دمشق، والمنطقة الشرقية حتى عدرا وضمير.
كما وصل الترام إلى المدينة عام 1931 في عهد القائمقام توفيق الحياني الذي أسهم في مد الخط حتى ساحة دوما.
كان الترام يخرج من شمالي شرقي دمشق، ويمر بمحطة جوبر الأولى، ثم محطة جوبر الثانية، ثم محطة زملكا، ثم ينحرف إلى الشمال ويمر من محطة عربين، ثم محطة حرستا، ثم محطة الهوتية قرب المصرف الزراعي في بداية البلدة، ثم يتوقف في المحطة الأخيرة أمام المسجد الكبير.
توقف الترام عن العمل عام 1962م.
يوميات:
دوما في 26 نيسان 1926:
وقعت معركة في جسر تورا، ووضع المجاهدون واحداً وعشرين لغماً كلفت نفقاتها خمساً وعشرين ليرة ذهبية، صنعها الخبير محمود بن عبد الغني النجار من أهالي دوما، وكانت المواد المتفجرة تؤخذ من قذائف الطائرات التي لم تنفجر، وقد وضعت هذه الألغام بمفرق القابون على الطريق العام.
وكان المجاهدون يضربون مؤخرة الحملة الفرنسية حتى وصلت إلى نقطة دوما، ثم عادة مساء إلى دمشق.
اقرأ:
دوما .. في الحوليّات الأثريّة السوريّة لوصفي زكريا
صحيفة 1911- شرطي دوما يحتاج إلى ترجمان
كلمة حقي العظم حاكم دولة دمشق في افتتاح المستوصف الصحي في دوما عام 1921م
مرسوم تشكيل مجلس بلدية دوما عام 1952
مرسوم اعتبار مصور بلدية دوما التنظيمي والتوسعي ذا نفع عام 1942
كتاب قائد فصيل الدرك في دوما إلى محافظ دمشق حول ضيوف مفتي دوما
خريطة قضاء دوما بولاية سورية عام 1911م
حافلات خط دوما – القصير عدرا عام 1955
للإطلاع على تسلسل أحداث التاريخ السوري المعاصر بحسب الأيام
انظر أيضاً :
أحداث التاريخ السوري بحسب السنوات
المراجع والهوامش:
(1). المعجم الجغرافي، مركز الدراسات العسكرية، المجلد الثالث، ص 376
(2). زريق (معروف)، تاريخ دومة، دار الفكر، ص 18.
(3). زريق (معروف)، تاريخ دومة، دار الفكر، ص 18.
(4). زريق (معروف)، تاريخ دومة، دار الفكر، ص 20
(5). علقم (محمود محمد)، محافظة ريف دمشق مدنها،، وبلداتها، منشورات وزارة الثقافة ، دمشق عام 2017، ص 265
(6). المعجم الجغرافي، مركز الدراسات العسكرية، المجلد الثالث، ص 376
(7). الجريدة الرسمية -دمشق، العدد33 ، الصادر في 20 آب 1942م، ص 825.
المراجع والهوامش:
(1). المعجم الجغرافي، مركز الدراسات العسكرية، المجلد الثالث، ص 376
(2). زريق (معروف)، تاريخ دومة، دار الفكر، ص 18.
(3). زريق (معروف)، تاريخ دومة، دار الفكر، ص 18.
(4). زريق (معروف)، تاريخ دومة، دار الفكر، ص 20
(5). علقم (محمود محمد)، محافظة ريف دمشق مدنها،، وبلداتها، منشورات وزارة الثقافة ، دمشق عام 2017، ص 265
(6). المعجم الجغرافي، مركز الدراسات العسكرية، المجلد الثالث، ص 376
(7). الجريدة الرسمية -دمشق، العدد33 ، الصادر في 20 آب 1942م، ص 825.