ملفات
صراع الشقيقين على الحكم في سورية – محاولة إنقلاب رفعت الأسد
بعد إنقلاب عام 1970، تصاعدت قوة رفعت الأسد، وترأس سرايا الدفاع.
أثناء مرض حافظ الأسد حاول السيطرة على السلطة في سورية، وعمل على تطويق العاصمة دمشق تمهيداً للسيطرة على العاصمة، وتصاعد الخلاف بينه وبين شقيقه حافظ الأسد.
في أواخر نيسان من العام 1984 بدأ العميد رفعت يشعر بأن ميزان القوى قد مال لصالح شقيقه الرئيس حافظ الأسد لدرجة لم تعد تسمح له بالحركة إطلاقاً، فاتصل بشقيقه جميل ليمهد له المصالحة مع أخيه.
كان حافظ الأسد ينتظر بفارغ الصبر انهيار رفعت ورضوخه إلى السلطة، ونجح حافظ في لعبة عض الأصابع.
ومن هذا المنطلق أعلم شقيقه جميل بالموافقة على طلب رفعت، وبدأت المفاوضات.
وجرى الاتفاق بين الشقيقن، وتم حل الخلاف بتحويل رفعت الأسد إلى منصب مدني وتعيينه نائباً لرئيس الجمهورية، على أن يغادر سورية مؤقتاً.
كما نص إتفاق المصالحة على أن تعود سرايا الدفاع لتوضع بتصرف هيئة العمليات في وزارة الدفاع، وتم تشذيبها بحيث بقيت في حدود ملاك الفرقة المدرعة زائد كتيبة دبابات مستقلة.
كما كان الاتفاق على أن يبقى الفوج 555 بتصرف العميد رفعت كنائب لرئيس الجمهورية، مسؤولاً نظرياً عن شؤون الأمن.
غادر رفعت الأسد في طائرة إلى موسكو واشترط ان يرافقه مجموعة من كبار القادة والمسؤولين العسكريين والمدنيين الذين وقفوا إلى جانب حافظ الأسد،وسبب هذا الشرط هو الخشية من تفجير الطائرة في الجو.
كما نقل معه مبلغ كبير من المال بحسب المصادر نحو 200 مليون دولار، وفي تلك الفترة لم يكن هذا المبلغ متواجد في مصرف سورية المركزي، ما دفع حافظ الأسد لطلب من المبلغ من العقيد معمر القذافي.
فأرسل حافظ الأسد اللواء محمد الخولي رئيس إدارة المخابرات الجوية إلى ليبيا حاملاً مع رسالة من الأسد إلى القذافي بهذا الخصوص.
ورداً على رسالة الأسد قام معمر القذافي بتحويل المبلغ بكامله إلى المصرف المركزي، وأعطى الأسد جزءاً منه إلى رفعت، وبقي جزء منه في المصرف.
بعد انتقال رفعت إلى موسكو رفض حافظ الأسد عودته، فانتقل رفعت الى باريس ثم إلى سويسرا.
في تلك الأثناء أعلن مصطفى طلاس في مقابلة له مع صحيفة دير شبيغل الألمانية أن رفعت الأسد شخص غبر مرغوب به في سورية إلى الأبد.
اقرأ:
سامر الموسى: “تلاتماية ورقة ورز ومرقة” ..الوحدة 569 .. سرايا الدفاع
