أعلام وشخصيات
محمد وهبي العجيلي
محمد وهبي أفندي بن علوش أفندي العجيلي ، من عشيرة العجيلي البوبدرانية الحسينية .
ولد في الرقة عام 1895 م ، وحمل عند ولادته اسم (مهاوش)، ولكن تم تغيير الاسم إلى (محمد وهبي)، عند التحاقه بالمدرسة الرشدية باورفا.
أولاده: محمد أمين توفي شابا، توفيق، عبد المحسن، فاضل استشهد مع المنظمات الفلسطينية عام 1971 م، جميل، علي، عبد الوهاب، فيصل. ومن البنات : زهرة، فاطمة، خديجة، نعيمة، مريم.
درس بالمدرسة الرشدية باورفا ، وكانت تمنح آنذاك شهادة بالعلوم الإدارية، وبعد حصوله على شهادة الرشدية ، عين موظفا في دائرة أملاك الدولة ( الطابو ) باورفا .
بعد انسحاب القوات العثمانية من سوريا عام 1918 م ، عرضت عليه الحكومة العثمانية البقاء في اورفا ، ولكنه آثر العودة إلى بلده ( الرقة ) والاستقرار بها .
تولى بعد وصوله إلى الرقة عضوية ( هيئة المشورة ) والتي تشكلت عام 1918 بالرقة ، برئاسة الشيخ ( هويدي الشلاش العلي ) .
قام وهبي العجيلي بكتابة البيان الأول للهيئة ، مبينا فيه أهداف هيئة المشورة وهي المحافظة على الأمن والعرض والناموس في منطقة الرقة .
في عام .1920 م سافر وهبي العجيلي مع الأمير مجحم بن مهيد إلى حلب لمقابلة الملك فيصل ملك سوريا . _ بعد معركة ميسلون ودخول القوات الفرنسية آلى دمشق عام 1920 م . أعلن الأمير (حاجم بن مهيد) تشكيل ( الحركة الوطنية ) ، وكان وهبي العجيلي أحد مستشاريه .
بعد دخول القوات الفرنسية الرقة أواخر عام 1922 م ، وسقوط (الحركة الوطنية) ، رفض التعاون مع الفرنسيين، وآثر العزلة في مزرعته بقرية حزيمة .
شارك في نشاط ( الكتلة الوطنية ) في سوريا بعد تأسيسها عام 1928 م في دمشق وحلب .
ساهم في تأسيس فرع للكتلة الوطنية بالرقة برئاسة ( عبدالله الويس )
انتخب نائبا عن الرقة في المجلس التأسيسي عام 1936 م رغم تدخل السلطات الفرنسية لمنع نجاحه .
تولى منصب مدير ناحية ( أبو هريرة ) ، ثم مديرا لناحية ( السبخة ) ، ومناصب إدارية أخرى .
رشح لمنصب قائممقام ( جرابلس ) ولكن المرض أقعده عن الذهاب لجرابلس .
قطعت عنه السلطات الفرنسية راتبه التقاعدي كشكل من أشكال الضغط .
يذكر الصحفي الحلبي ( فكتور كارلوس ) في كتابه ( رمال في الهواء ) عن ذكرياته في الرقة عام 1939 م ، عندما كان يعمل ترجمانا للحامية الفرنسية بالرقة مايلي : ( مقابلة وهبي العجيلي والكابتن بورا رئيس الاستخبارات بالرقة ) قال : دخل (وهبي العجيلي ) وكان رجلا مهيبا ، يرتدي ثيابا اوربية ، أنيقا تعدى الستين من العمر ، بدا لي أنه ليس بعافية ، إذ كان يشحط قدميه شحطا ، ويتوكأ على عصا أنيقة ( بسطون ) . قرع الباب بأدب جم ، وعرفني على نفسه ، وهو واقف على الباب ، هرعت لاستقباله ، وعرفته على نفسي ، وجلست إلى جانبه أبادله الحديث ، ريثما يتفرغ الضابط الفرنسي المتغطرس من استقباله ، وتفرغ بورا لاستقباله أو للتحقيق معه ، وبعد قليل دخل وهبي لغرفة بورا وألقى التحية، واستأذنه بكل أدب بالجلوس ، فأومأ إليه بالموافقة . وبدأ بورا يمطره بوابل من الأسئلة النارية معتقدا أن وهبي أحد المقاومين الألمان . كنت أترجم أسئلة بورا مع معرفة وهبي للفرنسية والتركية ، وأحاول قدر الإمكان أن ألطف أسئلة ذاك العسكري الذي أودع لباقة الفرنسيبن في باريس .. وبعد نصف ساعة من الاستجواب الاستفزازي قال بورا بلهجة عسكرية صارمة غبية : يمكنك العودة إلى بيتك الآن سالما . وهذه الجملة تتضمن التهديد بأنه لن يعود ثانية إلى بيته سالما فيما لو طلبه مرة أخرى .
أثناء عمله في البرلمان ، أصبح صديقا للأمير ( حسن الأطرش ) ، وذهب معه في وفد برلماني لتهنئة الملك ( عبدالله بن الحسين ) بمنصبه ، والتقى خلال ذلك بالفنانة ( اسمهان ) وزوجها في فندق الملك داود في القدس وتم التعارف ببنهما . _ أثناء زيارة الملك عبدالله وفي لقاء خاص عرض الملك عبدالله على وهبي العجيلي الحسيني النسب وبعد أن عرف مواقفه الوطنية أن يأتي إلى شرق الأردن للمساهمة في بناء الدولة الوليدة ، فاعتذر وهبي العجيلي شاكرا الملك على هذه المكرمة .
في عام 1943 م وصلت الأميرة ( اسمهان الأطرش ) إلى منطقة تل أبيض وأقامت في مضارب الشيخ خليل الحاجم ، وطلبت حضور الصديق وهبي العجيلي ، فذهب لمقابلتها مع ابن أخيه علي الحميد العجيلي ، طلبت منه الأميرة اسمهان. التعاون مع السلطات البريطانية ، فرفض ذلك ، مبينا أنه مع خيارات الدولة السورية في مطالبها الوطنية .
توفي عام 1945 م (1).
(1) حمصي فرحان حمادة، التاريخ السوري المعاصر