من الصحافة
صحيفة الحياة 1971 – اكتشاف مؤامرة شيوعية في سورية
نشرت صحيفة الحياة في العدد 7888 الصادر في السابع من آب 1971م،، خبراً عن اكتشاف مؤامرة في سورية للسيطرة على بعض الدول العربية، وقالت انها جرت بالتنسيق مع بين الحزب الشيوعي السوري وجماعة أكرم الحوراني وميشل عفلق. وأشارت الصحيفة ان تلك التطورات تزامن مع فشل الانقلاب العسكري على جعفر نميري الذي جرى في السودان في التاسع عشر من تموز 1971م
نص المادة:
(كشفت مصادر عربية مطلعة “للحياة” أمس أن الأحداث العربية المتلاحقة أثبتت وجود خطة يسارية شيوعية للسيطرة على بعض الدول العربية والتأمر على الأمة العربية بأسرها وضرب المحاولات المبذولة لتوحيد الجهد العربي.
وقد كشفت التحقيقات التي جرت حتى الآن مع قادة التنظيم السري للقيادة القطرية السابقة لحزب البعث السوري وجود ترابط خطير بين ما وقع في السويدان من تأمر للحزب الشيوعي والمؤامرة التي رسم خطوطها يوسف زعين رئيس الوزراء السوري السابق ومحاولة الشيوعيين السيطرة على جيش التحرير الفلسطيني الأمر الذي اكتشف في آخر لحظة وتم اعتقال وملاحقة الشوعيين في الجيش.
وربطت المصادر بين هذه الأحداث وبين ما جرى في مصر من تامر على الرئيس أنور السادات من قبل اليسار المصري بزعامة علي صبري رجل موسكو الأول في مصر، والذي تبين أمس أنه مازال يتحرك ويقوم بنشاط سري من مراكز قوى لم تضرب. هذا ما أكده وضع السيد خالد محي الدين قيد الإقامة الجبرية.
مؤامرة التنظيم السري
ونتيجة لهذه التطورات توسعت سلطات الأمن السورية في التحقيق بمؤامرة التنظيم السري الذي كان الدكتور زعين بهدف التأمر على نظام الحكم القائم في دمشق. وعلم ان الدكتور زعين المعتقل حاليا سيقدم الى المحاكمة بعد استكمال التحقيقات.
أسماء المشتركين
وقد وضعت السلطات السورية المختصة يدها على معظم خطوط المؤامرة حيث تم اعتقال السادة: عبد الحليم المقداد “عضو قيادة قطرية سابق”، مصطفى رستم ” عضو سابق”، وكان المتأمرون قد عينوه أميناً عاماً للحزب في التنظيم الذي أعدوه، وحمود قباني “وزير الاعلام السابق”، وأنيس كنجو وفايز الجاسم، وخطاب زعزوع ومحمود النشار وأحمد الشاعر، ونهاد الحامد وعلي إبراهيم وإبراهيم حيدر ومحمد فوز ومحمد محسن ومحمد سعيد طالب وهو وزير سابق وكامل حسين سفير سورية السابق في فرنسا.
وقد أثبت التحقيق وجود علاقة بين التنظيم السري المذكور (أي بين جماعة صلاح جديد)، والحزب الشيوعي السوري اذ اعترف عدد كبير من المعتقلين بوجود اتفاق بين الطرفين على الانقضاض على الحكم والاتجاه بسورية نحو التطرف اليساري. وهناك تسجيلات كاملة عن اجتماعات جرت بين جماعة جديد وممثلين عن الحزب الشيوعي السوري.
ونتيجة لهذه التحقيقات ترشح الأوساط السورية المطلعة تأزم الوضع بين الحكومة السورية والحزب الشيوعي وبالتالي إقالة وزراء الحزر من الحكومة وإبعاد العناصر الشيوعية عن الحكم والوظائف العامة.
وقد هاجم الشيوعيون في نشراتهم التي وزعوها هذا الأسبوع في دمشق الحكم السوري بسبب تأييده للواء جعفر نميري في وقفته ضد الشيوعيين وحملوا بعنف على تصريحات السيد محمود الأيوبي، نائب الرئيس حافظ الأسد عندما زار الخرطوم مهنئاً بفشل الانقلاب الشيوعي وهي التصريحات التي هاجم فيها الشيوعيين ومؤامراتهم. وأيد فيها موقف النميري في التحذير من خطر الشيوعية على الأمة العربية. وقد أدت هذه الحملات الشيوعية على الحكومة السورية الى استياء رسمي وشعبي الأمر الذي سيسارع في انفجار الخلاف بين الحكم السوري والحزب الشيوعي
قضية الاتحاد
وقالت مصادر سورية مطلعة ان الاستفتاء على الاتحاد مع مصر وليبيا سيكون على المحك الرئيسي لهذه الخلافات او عود الثقاب الذي سيشعل برميل البارود، فموقف الشيوعيين واضح بالنسبة لهذا الاتحاد وافشال الاستفتاء الشعبي في أول أيلول. والمعروف ان السيد خالد بكداش زعيم الحزب الشيوعي السوري كان النائب الوحيد في البرلمان السوري الذي عارض وحدة سورية مع مصر كما ان الشيوعيين في السودان كانوا السبب الوحيد لمنع السودان من الانضمام للاتحاد.
علاقة بعث العراق
وقد تبين للسلطات السورية المختصة ان هناك اتفاقاً تاماً بين الشيوعيين وبعث العراق على خطة التأمر على الدول العربية، وظهر هذا جلياً في أحداث السودان الأخيرة.
وقد جاءت الأحكام التي صدرت على السيد ميشيل عفلق والفريق أمين الحافظ لتؤكد تصميم الحكم السوري على كشف مخططات بعث العراق وبالتالي “كسر الجرة” مع الشيوعيين.
قضية جيش التحرير
وقد ساهم في كشف خيوط المؤامرة وقوع السلطات السورية على تقارير عن اجتماع العقيد عبد الرزاق اليحيي قائد جيس التحرير الفلسطيني والعقيد جواد عبد الرحيم مع خالد بكداش الذي دعا الى وجوب سيطرة الشيوعيين على جيش التحرير الفلسطيني.
والمعروف أن اليحيى هو من المقربين من يوسف زعين الذي يدعمه الشيوعيون. كما أن السيد ضافي جمعاني المسؤول السابق في الصاعقة ضليع بقضية التنظيم السري ويجري التحقيق معه بهذا الصدد.
عفلق مع الحوراني
وذكرت مصادر عربية مطلعة ان السيد عفلق قد عقد عدة اجتماعات مع السيد أكرم الحوراني حيث اتفقت وجهات النظر على إقامة تكتل يضم جماعة الحوراني من الاشتراكيين ، وبعث العراق والحزب الشيوعي ينطلق للعمل في سورية والعراق كمرحلة أولية مع جماعة صلاح جديد. وقد هاجمت وسائل الاعلام العراقية امس الحكومة السورية).
للإطلاع على تسلسل أحداث التاريخ السوري المعاصر بحسب الأيام
انظر أيضاً :
أحداث التاريخ السوري بحسب السنوات