You dont have javascript enabled! Please enable it!
مقالات

سلمان البدعيش: تاريخ السينما في السويداء.. دور العرض والأفلام (2)

سلمان البدعيش – التاريخ السوري المعاصر

    استمرت العروض السينمائية في المكان المذكور حتى أقام الفرنسيون داراً خاصة بالعروض السينمائية في بداية الحرب العالمية الثانية ، وهي الواقعة الآن خلف الفندق السياحي لناحية الشرق ، وما يزال البناء قائماً حتى الآن وتضمنت داراً للعرض مزودة بشاشة وماكينات عرض ثابتة، ومسرحاً وستارةً وغرفاً في كواليس لتبديل الملابس، وكانت مقاعدها متحركة . وكانت السينما مخصصة لأفراد الجيش وعائلاتهم . وكانت محظورة على المدنيين إلا بدعوة خاصة . وكانت غالبية الأفلام التي تعرض فرنسية ، بعد مقدمة إخبارية عن فرنسا وعن أحداث الحرب العالمية الثانية من وجهة نظر الحلفاء ، كما كانت الصالة تستخدم للحفلات الأخرى وبمناسبات مختلفة مثل : عيد الثورة الفرنسية ، أو أعياد الميلاد ورأس السنة، حيث ترفع المقاعد المتحركة وتوزع مكانها الطاولات التي يجلس حولها الحضور ، وتقدم المأكولات والمشروبات ، ويمارس الساهرون الرقص . بعد أن كانت مثل هذه الحفلات تقام في نادي الضباط الذي كان يقع إلى الغرب من حديقة السرايا وكان لذلك النادي مدخلان : المدخل الرئيس من الجنوب وكان يسمى مدخل الأركان ، وضع في أوله تمثالان حجريان من آثار قنوات ، والمدخل الثاني من الغرب . وكانت هذه الحفلات –كما ذكر لي الأستاذ يوسف الدبيسي تتميز بدقة تنظيمها ، وكان يشارك فيها أحياناً عازف كمان وهو صف ضابط في الجيش الفرنسي وكان يرافقه اثنان : أحدهما يعزف على البيانو والآخر على الإيقاع ، وكان صف ضابط آخر يقوم بالغناء وهو يتمتع بصوت جميل وكان أكثر ما يغني للمطرب الفرنسي الكورسيكي tino rossi تينو روسي .

       في تلك الدار الجديدة للسينما أخبرني الأستاذ يوسف إنه حضر الأفلام الأولى التي عرضت فيها ، ومنها فيلم للمثل الإنكليزي (جورج رافت) وهو فيلم بوليسي . وكذلك أفلام للمثلين الإفرنسيين : جان ميرا jean murat وموريس شيفالييه mauris chevalier ومن هذه الأفلام : الفيلم الفرنسي SOS NE REP0NDE PLUS بطولة جان ميرا وتدور أحداثه على ظهر سفينة حربية تخاطب سفينة أخرى . وفيلم عن نابوليون بطولة الممثل الفرنسي شارل بواييه CHARLE BOYER. ومن الممثلات الفرنسيات اللواتي اشتهرن في ذلك الوقت : آنا بيللا ANNA BELLA ونورما شيرار CHERAR NORMA كما كانت تعرض أفلام صامتة لشارلي شابلن وأفلام ل بيت ديفز وجوان كراو فورد .

        بعد الاستقلال تحولت ملكية تلك الصالة للجيش (وزارة الدفاع) وبقيت مدة من الزمن دون استعمال ، إلى أن تعهدها شابان من دمشق : الأول اسمه موفق منعم وكان يدير ماكيناتها والأجهزة التابعة لها ، والثاني اسمه عزت كان يتسوق الأفلام ويكتب الإعلانلات واللافتات الدعائية للأفلام التي تعرض ، والتي تلصق على الجدران في أماكن بارزة من المدينة .

        لم يكن من السائد أن ترتاد النساء دار السينما حتى مع أزواجهن ، لذلك كانت تخصص أيام يقتصر فيها الحضور على النساء ويلجأ إلى ذلك عندما يكون الفيلم عربياً .

        كان بعض الشباب الذين يحبون السينما ولديهم قدرات مادية معقولة يجلبون بعض الأفلام من دمشق ويتضمنون صالة السينما لليلة أو عدة ليالي لقاء أجر معين ويعرضون الفيلم على حسابهم ويساهمون مع أصدقائهم ومعارفهم ببيع البطاقات  وكانوا يحققون بعض الأرباح .

        في النافذة الغربية الجنوبية لذلك البناء والتي تقع على موازاة شاشة العرض، كان يوضع مكبر للصوت تنطلق منه أغان عربية مختلفة وذلك قبيل الغروب من كل يوم ، أي قبل بدء العرض بحوالي ساعة كنوع من الدعاية ، وكان صوت ذلك المكبر يصل إلى آخر بيت من المدينة ، وأحياناً إلى تل حديد وكناكر ، وبخاصة إذا كانت الرياح شرقية ، ومن الأغاني التي كانت تنطلق كل يوم : سهرت منه الليالي ، وجفنه علم الغزل لعبد الوهاب . ونور العيون يا شاغلني لمحمد أمين . وليت للبراق عيناً لأسمهان ، وعلى بلد المحبوب وديني لأم كلثوم . كانت نفس هذه الأغاني تذاع يومياً ولأكثر من مرة ، حتى حفظ الناس هذه الأغاني ورددوها .

        من الأفلام التي عرضت وشاهدتها في تلك الفترة فيلم وداد لأم كلثوم ،   جئنا عن طريق المدرسة التي أخذت من كل منا فرنكين أي عشرة قروش ، واصطحبنا إلى السينما الأستاذ سليم مارديني وبعض المعلمين وفي السينما وقبل بدء العرض ، بدأ يشرح لنا مبدأ التصوير السينمائي ، وما أذكره من الشرح قال : إذا حرك إنسان يده من الأسفل إلى الأعلى تؤخذ له عدة صور مرتبة فوق بعضها على شريط وفي كل صورة إحدى المراحل التي قطعتها اليد من الأسفل إلى الأعلى ، وعندما يعرض هذا الشريط على آلة العرض تتتابع هذه الصور فنرى أن اليد تتحرك ، كان ذلك عامك 1946 .

        قبل عرض أي فيلم كان يعرض شريط إخباري يسمى الجريدة الناطقة مع شريط للصور المتحركة ثم مقدمة للعرض القادم أو الأفلام التي ستعرض قريباً ، واصطلح على تسمية هذا العرض (المناظر) يعقبها استراحة لحوالي ربع ساعة للتدخين أو تعاطي بعض المشروبات .

        كانت الأفلام الرائجة في تلك الفترة الأفلام العربية وتلاقي إقبالاً أكثر من الأفلام الأجنبية ومن الأفلام التي أذكرها ولاقت إقبالًاً وإعجاباً كبيراً فيلم (رابحة) بطولة بدر لاما وكوكا ، وأفلام فاطمة وسلامة لأم كلثوم وسلسلة أفلام ليلى مراد : ليلى بنت الأغنياء ، ليلى بنت الفقراء، ليلى بنت المدارس …

        عندما يشترى الفيلم من دمشق من مكتب التوزيع كان يرسل معه (أفيش) لا يزيد طوله عن المتر وعدة صور تمثل بعض مشاهد الفيلم وكان مقاسها غالباً 13×18 سم ، كانت هذه الصور تلصق مع الأفيش  على سبورة خشبية تستند على رجلين وكان يحملها شاب مفتول العضلات لا يرتدي أكثر من القميص ذي نصف الكم حتى في أقسى الأيام برودة ، واسمه صالح جعفر ، فيحمل على ظهره تلك السبورة ويلف بها الشوارع الرئيسة في السويداء، مردداً اسم الفيلم متبعاً ذلك بعبارة: الليلة آخر ليلة يا شباب، حتى لو كان الفيلم سيعرض لعدة أيام أخرى. وكان يقف على كل تقاطع طرق ليستريح ويدخن سيجارة ، ويفسح المجال للناس لاستعراض الصور التي تضم البطل والبطلة والملصقة على السبورة بعد أن يسندها إلى أحد الجدران . ثم يعود إلى مركزه الرئيسي في ساحة السير لإعداد الشاي بواسطة العدة التي ترافقه دوماً . لم يكن عرض الفيلم يستمر أكثر من يومين أو ثلاثة ، وبعضها يوم واحد، باستثناء الأفلام الهندية التي كانت تلقي إقبالًاً شديداً .

        سينما الجيش هذه تضمنها فيما بعد ثلاثة من أبناء المحافظة أحدهم أبو نبيل حسن علم الدين والثاني داود سلمان أبوعسلي والثالث ابو قاسم حسين أبو عسلي بالإضافة إلى عزت المذكور، وسلمت إدارة الماكينات إلى شاب من السويداء يدعى حمود أبو عسلي وكان يساعده محمد بدر، الذي كان يعمل مساعداً لموفق أيضاً. وعملوا معاً حوالي سنتين ثم فسخت هذه الشراكة وكان ذلك عام 1950 .

        بعد ذلك تضمن الصالة السيد يوسف الشحاذه الذي أجرى صيانة للمسرح والجدران واقتطع الصالة إلى قسمين : قسم خلفي ويعلو عن القسم الأمامي ويأخذ شكل مدرّج وزوده بمقاعد وثيرة وأسماه (بلكون) . وقسم أمامي أسماه صالة وكانت مقاعدها خشبية ومثبتة الأرجل ببعضها البعض لتجنب نقلها من أمكنتها، وإلى جانب العروض السينمائية التي كانت تقدم فيها كانت تستخدم للاحتفالات بالمناسبات الوطنية، أو لاستقدام فرق فنية من دمشق لتقديم عروضها على مسرحها .

        كان لهذه السينما شرفة تطل إلى الغرب في القسم الجنوبي من الصالة وكان الرواد يستخدمونها للتدخين أثناء الاستراحة ، ومن هناك يسهلون على أصدقائهم الذين يتسلقون العامودين اللذين يسندان تلك الشرفة والإمساك بأيديهم لإدخالهم إلى الصالة عن طريق الشرفة،وانتبه متضمن الصالة إلى ذلك فلف حول العامودين أسلاكاً شائكة لمنع التسلق ، ومع هذا كان بعض المهرة الذين يمتلكون عضلات قوية يتسلقون مع وجود هذه الأسلاك .

        كانت الأفلام التي تقدم أمريكية وفرنسية وعربية ، ثم وجدت السينما طريقها إلى الأفلام الهندية التي كانت تلاقي رواجاً كبيراً ، وكان سعرها في مكاتب التوزيع في دمشق أكبر من سعر غيرها من الأفلام ، وكان يكثر ارتياد النساء لهذه الأفلام ، وكان اسم السينما في ذلك الوقت (اللواء) وما زالت تحمل نفس هذا الاسم حتى اليوم.

        ازداد استخدام المسرح في هذه السينما أيام الوحدة ، حيث كانت تقدم عليه مسرحيات قادمة من الإقليم الجنوبي ، فقد شاهد جمهور السويداء مسرحيات مهمة مثل : (الناس اللي تحت) لنعمان عاشور ، و(بير السلم) ، و(ماكان من الأول) لفؤاد المهندس وشويكار، كما قدمت حفلات ساهم فيها العديد من مطربي ومطربات الإقليم الجنوبي ، كما كانت تقدم عليه الاحتفالات بمناسبة عيد الوحدة وعيد الأم وعيد الطفل . وبعد انفصال الوحدة قدمت عليه المهرجانات الخطابية وبعدها احتفالات بأعياد الثامن من آذار وعيد الجلاء .في أواخر الخمسينات قدمت النوادي الرياضية التي تهتم بالمسرح مثل نادي الفتيان ونادي الجبل العديد من المسرحيات ، ثم جاء نادي الفنون الذي كانت حفلة إشهاره على هذا المسرح في شهر شباط من عام 1959 . وأيام الوحدة عرضت الأفلام الدعائية والإرشادية في ساحات القرى بواسطة سيارة مزودة بجهاز عرض سينمائي تابعة لوزارة الشؤون الاجتماعية

        في أواخر عام 1953 وبدايات عام 1953 وإبان الحوادث التي جرت في السويداء أيام حكم الشيشكلي استقدم عدد كثير من القطعات العسكرية التي تمركزت في السويداء ، وكان لا بد من إيجاد وسائل لتسلية العسكر فاستعاد الجيش وضع يده على السينما وكانت شبه ممتلئة كل ليلة . الإقبال على السينما جعل بعض ممارسي العمل التجاري يفكرون بإقامة دار عرض للسينما ، فاستؤجرت قاعة كبيرة في مكان يقع بين شارع الشعراني وبناء المصارف اليوم وحولت إلى سينما بعد تزويدها بالماكينات والمقاعد الللازمة ، وسميت : سينما أمبير ، وأدار ماكيناتها أيضاً السيد محمد بدر , وكانت ملكيتها تعود لسبعة شركاء منهم : حسيب عبد الباقي ،سليمان المعاز ، علي كرباج ، وموظف في البنك من خارج المحافظة واسمه فؤاد، وشريك آخر من دمشق ، كان بابها يفتح إلى الغرب على الطريق الواصل بين شارع أمية والشارع المحاذي للميدان من الشرق ، وكامن يقع إلى الغرب من هذا الطريق مثلث من البناء التجاري قاعدته من الجنوب ورأسه إلى الشمال وكان ملكاً للسيد محمد العشعوش . كانت هذه السينما تفتقر للشروط الفنية و الصحية أو التنظيمية وتفتقر حتى إلى دورة مياه، لذلك كانت أفلامها تجارية فيها من الإثارة أكثر ما فيها من المضمون) أو الثقافة . أذكر فيلماً عرضته هذه السينما اسمه (شازام) بطل الفيلم يشبه الرجل العنكبوت بأنه يطير ، ولكن كي يطير يلزمه أن يصيح بأعلى صوته (شازام) فتأتيه القدرة على الطيران، عرض الفيلم على جزأين ، كل جزء لمدة ثلاثة أيام  وأذكر شاباً سحره هذا الفيلم فحضر الجزأين بجميع العروض أي ست ليال سمع كلمة شازام خلالها أكثر من مائة مرة وسمعته في أخر ليلة لعرض الجزء الثاني يقول: ياالله عظيم صاجان . ولأن الشراكة غير مفهومة بصورتها الحقيقية في محافظة السويداء ولعدم خبرة الشركاء في هذا المجال فقد فسخت الشراكة وأقفلت هذه السينما وبيعت محتوياتها بعد حوالي عام من إقلاعها .

        في هذه الأثناء كان السيد يوسف الشحاذه يبني داراً للسينما في ملكه الكائن إلى الجنوب من دار الحكومة مقابل نقابة المعلمين اليوم ، تم افتتاح هذه السينما عام 1957 وكانت داراً مكتملة الجوانب الفنية المتقدمة إن كان من حيث البناء والعزل أوالمقاعد أو الكواليس أو الستارة أو الشاشة أو الماكينات الحديثة التي تنطلق الأشعة فيها بواسطة مصباح كهربائي (لمبة) بعد أن كانت هذه الأشعة تتولد من تقريب فحمتين من فحم (الكوك) كل منهما موصولة بالتيار الكهربائي فيصدر عن مكان تقاربهما أي من رأسيهما أشعة هائلة أمام مرآة مقعرة تعكس هذه الأشعة لتخترق الشريط السينمائي بطريقها إلى العدسة التي تصوب نحو الشاشة وبهذه العدسة يمكن ضبط ال(نت)على الشاشة لتظهر تفاصيل الصورة واضحة عليها ، وكان من الضروري تقريب الفحمتين إلى بعضهما كلما تآكل رأسهما وخفت نورهما ، في بعض الأحيان كان العامل على المكينة يسهو فيخفت الضوء فتنطلق أصوات المتفرجين من الصالة صائحة : صلّح ، فينتبه إلى ذلك ويقوم بتقريب رأسي الفحمتين من بعضهما . ولكن بعد ذلك تطورت الماكينات فأصبحت الفحمات تقترب من بعضها آلياً وكانت الآلات القديمة تعرض فصول الفيلم التي – غالباً ما تكون أربعة – كل فصل على حدى بينهما فترة زمنية تكفي لنزع (بكرة) الفصل الذي عرض ووضع بكرة الفصل الآخر . وكان أحياناً ينتهي الفصل وعامل التشغيل بعيداً عن الماكينة فيستمر دوران الآلة وهي تعرض ضوءاً ساطعاً على الشاشة حتى ينتبه العامل ويقوم بإيقاف الآلة .

        السينما الجديدة زودت بآلات حديثة ينتقل فيها العرض من فصل إلى آخر دون أن يشعر المشاهد لأن الفصلين مركبان على الآلة وبمجرد انتهاء فصل ينتقل التشغيل إلى الفصل الثاني آلياً ، وهكذا أسست في السويداء أول دار للعرض مكتملة الشروط الفنية وسميت سينما السويداء ، واعتبرت في حينه إنها من دور السينما الممتازة على مستوى سورية ، شغل ماكيناتها السيد محمد بدر ، وعندما وقع خلاف بينه وبين صاحب السينما شغل الماكينات السيد غازي أبو الفضل .

        لاقت السينما الجديدة إقبالاً منقطع النظير وتوافد إليها علية القوم مع عائلاتهم وبخاصة في العرض الليلي (سواريه) وحققت أرباحاً جيدة ، واستحضرت أفلاماً عالمية ذات قيمة فنية عالية . كما كان مسرحها المجهز بالصوت والإنارة جاذباً لحفلات فنية راقية واحتفالات رسمية مهمة وبخاصة في عهد الوحدة .

        هذا النجاح المادي الذي تحقق في النصف الثاني من خمسينات القرن الماضي والنصف الأول من الستينات جعلت أحد المغتربين وهو السيد أسعد سرايا العائد من فنزويلا يفكر ويسعى لبناء دار أخرى للسينما ، ومع أن أحد الضباط البارزين في السويداء قدم له نصيحة تحمل في طياتها التهديد لأن السويداء لا تتحمل ثلاث دور للسينما ، غير أنه أصر وبنى الدار التي أسماها سينما (سرايا) ما زال بناؤها قائماً حتى الآن وزودها بجميع مقومات دور السينما الحديثة والجيدة وشغل ماكيناتها أيضاً محمد بدر ، وتم افتتاحها في 1/1/1965 بفيلم للمثل الفرنسي جان بول بلموندو واسمه (خرطوش) . وبدا التنافس بين دور العرض الثلاث على جمهور يكاد لا يكفي لإملاء صالة واحدة .

        حرب عام 1967 وما سبقها من استنفارات وما تبعها من انشغال الجيش بأمور أهم من السينما وقلة وجود الغرباء في السويداء وانتشار التلفزيون جعلت من مشاريع السينما في السويداء مشاريع غير مربحة ، وهذا انطبق فيما بعد على السينما في سورية بشكل عام ، فتوقفت سينما اللواء عن العمل عام 1967 وتخلص السيد يوسف الشحاذة الذي يتمتع بخبرة تجارية عريقة من مشروعه ، فباع مؤسسته إلى مغترب قادم من فنزويلا هو فهد الباروكي فأسماها سينما (الزهراء) تيمناً بسينما الزهراء بدمشق ، ومن الطريف إنه رسم أمام الاسم زهرة لتعّبر عن الاسم ،  واستمرت المنافسة بين الدارين المتبقيتين ووصلت الحال بهما إلى عدم التمكن من الحصول على أجور العمال ومصاريف الكهرباء . هذا أدى إلى قيام فهد الباروكي بهدم دار السينما وإقامة بناء تجاري مكانها وكان ذلك في منتصف الثمانينات ، أما أسعد سرايا فقد استمر في العمل حتى عام 1990 ثم أقفل السينما ، وعندما أراد أن يهدم البناء لإقامة بناء تجاري مكانه لم يستطع الحصول على الرخصة لأن وزارة الثقافة لم تسمح بإلغاء السينما وهي الوحيدة في السويداء ، وبقيت حتى الآن يستخدم بهوها لبيع الزهور وباقي البناء مغلق لا يستفاد منه بشيء .

        أختم بالقول : أن تقام في السويداء ذات العدد المحدود من السكان أربع دور عرض للسينما تدل على شيئين : أولهما إن جمهور السويداء يقبل على كل مشروع فني أو ثقافي ويشجعه . الثاني إن أهل المنطقة يفضلون التقليد على الإبداع فعندما ينجح أحدهم بمشروع يقلده الكثيرون عوضاً عن التفكير بمشروع جديد من نوع آخر . وأن تغلق هذه الدور الأربعة له ثلاثة أسباب بنظري :

1 ـ التنافس وقلة وجود الغرباء .

2 ـ ظهور وانتشار التلفزيون .

3 ـ عدم تعود الناس على السهر خارج البيوت لوجود المضافات والجو الودي والأسري الذي يسود سكان المحافظة ، والسهرات المنزلية التي تضم شلل لعب الورق .



 أحداث التاريخ السوري بحسب السنوات


سورية 1900 سورية 1901 سورية 1902 سورية 1903 سورية 1904
سورية 1905 سورية 1906 سورية 1907 سورية 1908 سورية 1909
سورية 1910 سورية 1911 سورية 1912 سورية 1913 سورية 1914
سورية 1915 سورية 1916 سورية 1917 سورية 1918 سورية 1919
سورية 1920 سورية 1921 سورية 1922 سورية 1923 سورية 1924
سورية 1925 سورية 1926 سورية 1927 سورية 1928 سورية 1929
سورية 1930 سورية 1931 سورية 1932 سورية 1933 سورية 1934
سورية 1935 سورية 1936 سورية 1937 سورية 1938 سورية 1939
سورية 1940 سورية 1941 سورية 1942 سورية 1943 سورية 1944
سورية 1945 سورية 1946 سورية 1947 سورية 1948 سورية 1949
سورية 1950 سورية 1951 سورية 1952 سورية 1953 سورية 1954
سورية 1955 سورية 1956 سورية 1957 سورية 1958 سورية 1959
سورية 1960 سورية 1961 سورية 1962 سورية 1963 سورية 1964
سورية 1965 سورية 1966 سورية 1967 سورية 1968 سورية 1969
سورية 1970 سورية 1971 سورية 1972 سورية 1973 سورية 1974
سورية 1975 سورية 1976 سورية 1977 سورية 1978 سورية 1979
سورية 1980 سورية 1981 سورية 1982 سورية 1983 سورية 1984
سورية 1985 سورية 1986 سورية 1987 سورية 1988 سورية 1989
سورية 1990 سورية 1991 سورية 1992 سورية 1993 سورية 1994
سورية 1995 سورية 1996 سورية 1997 سورية 1998 سورية 1999
سورية2000

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى