من الصحافة
صحيفة – تسعة متهمون تم استجوابهم في محاولة الإنقلاب 18 تموز في سورية
نشرت صحيفة الحياة في عددها 5340 الصادر في الثاني عشر من أيلول 1963م، خبراً مطولاً عن استجواب تسعة متهمون سوريون في محاولة الإنقلاب الفاشل الذي قاده جاسم علون في الثامن عشر من تموز 1963م. وتضمن الخبر نص استجواب المجلس العرفي الذي عقد في المسرح العسكري برئاسة المقدم صلاح ضللي.
نص الخبر:
(دمشق – مكتب الحياة
تابع المجلس العرفي العسكري جلساته للنظر في قضية المتهمين بمحاولة 18 تموز الفاشلة وقد عقد المجلس في الساعة العاشرة والنصف جلسته الثالثة في المسرح العسكري برئاسة المقدم صلاح ضللي.
واستمرت هذه الجلسة حتى الساعة الرابعة تماماً وتم فيها استجواب عدد كبير من المتهمين منهم اللواء راشد قطيني رئيس الأركان العامة سابقاً، والفريق محمد الصوفي وزير الدفاع السابق، واللواء نور الله حاج إبراهيم قائد سلاح الطيران سابقاً، والمقدم حمزة الزعبي، والرائد بسام عبد النور، والرائد حكمت حسن، والرائد عبده ريا، والنقيب محمد البيطار، والمدني عبد الرحمن عبد المطلب، وذلك بحضور المتهمين جاسم علون ورائف المعري ومحمد نبهان.
وفعت الجلسة إلى الساعة العاشرة من صباح يوم غد الخميس لمتابعة استجواب بقية المتهمين الموقوفين.
تأجيل محكمة عصاصة والكزبري حتى اشعار آخر
وقد اجلبت محكمة الأمن القومي النظر في قضية العميد المتقاعد موفق عصاصة، والمقدم المتقاعد حيدر الكزبري التي كان من المقرر ان تنظر فيها غدا حتى اشعار آخر نظراً لانعقاد المجلس العرفي في المسرح العسكري باعتبار ان رئيس محكمة الأمن القومي هو رئيس المجلس العرفي العسكري.
استجواب عبد المطلب
وكان أول من استجوبهم المجلس العرفي المدني عبد الرحمن عبد المطلب فقال له رئيس المجلس: انك متهم بالتحريض على مهاجمة مراكز القيادة ، والمؤسسات الحكومية والتحريض على العصيان المسلح ومحاولة اغتصاب سلطة عسكرية والاتصال بدولة أجنبية لدفعها الى القيام بأعمال معادية لثورة الثامن من آذار.
فشرح المتهم دوره في الحركة والاتصالات التي قام بها مع كل جاسم علون، ذوقان قرقوط، فاضل مطرود، ممدوح الحبال وباسم ويس.
رسالة بحجم الملبسة
وقال أن مهمته ان يوصل اشخاص إلى الاجتماعات دون ان يحضرها. وفي يوم من الأيام طلب منه ذوقان قرقوط السفر إلى بيروت لايصال رسالة ملفوفة بحجم الملبسة وسلمه رقم هاتف هناك. وقد اتصل بالشخص، وتم الاتفاق على أن يجتمعا في مقهي الجمهورية في بيروت، وتم اللقاء وسلمه الرسالة.
اجتماع ومهمة تبليغ
وقال: أنه في يوم 16 تموزعقد اجتماع في بيت يحيى الأعسر حضره جاسم علوان وممدوح حبال، محمد نبهان، وذوقان قرقوط وطلب اليه علوان ان يذهب الى فاضل مطرود ويقول له لا تنسر بكره الصبح، الساعة السابعة، فذهب وبلغ مطرود ذلك. وقال أنه في يوم الحركة، أي في 18 تموز، ذهب إلى بيت قرقوط وطلب منه أن يذهب إلى جاسم علوان وهو في بيت في حارة اليهود فذهب ووجده عنده … المعري وذهبوا جميعهم إلى الغوطة مسافة ثمانية كيلو مترات ودخلوا إلى أحد البيوت فيها.
وسأله رئيس المجلس عن مقر علوان قبيل الحركة فقال: أنه كان ينتقل من منطقة إلى منطقة في دمشق فتارة يقيم عند ذوقان وتارة عن ممدوح حبال وتارة أخرى عن يحيى الأعسر.
استجواب نور الله الحاج إبراهيم
ثم نودي على المتهم اللواء نور الله حاج إبراهيم فسأله رئيس المجلس عن صحة أقواله الواردة في التحقيق فأكدها.
ثم طلب منه الرئيس ان يشرح التحاقه في الحركة فقال: بعد احالتي على التقاعد أخذت اجتمع مع زملائي: محمد الصوفي، راشد القطيني ونقوم بزيارات عائلية.
وفي يوم من الأيام قالا لي: أن جاسم علوان أرسل لهما خبراً وأنه يريد أن يراني وكان ذلك في 18 تموز بحوالي 20 يوماً وتم الاتفاق على مكان الاجتماع، دار الضابط السابق … سنان في حي المجتهد، ثم ذهبت معه إلى دار في الميدان واجتمعنا بعلوان، وكان عنده … المعري، وخليل موصلي وممدوح الحبال، وجرى الحديث عن الأوضاع العامة، وان الجهاز الحزبي، قد سيطر على الحكم ضد القوى الوحدوية.
ضرورة تكتل القوى الوحدوية
وهنا قال جاسم علوان من الضروري أن تتكتل القوى الوحدوية وان احتاج الأمر ان نقوم بحركة لتحقيق ميثاق 17 نيسان. ثم تناول الحديث عن الوضع العسكري وطريقة دعم الحركة، وجرى استعراض الاتصالات الجارية ببعض العسكريين.
وحدة ثنائية اذا قاطع العراق
ثم جرى الحديث عن وضع العراق فيما اذا نحجت الحركة، اذا كان العراق سيقاطع بالقول في الوحدة الثلاثية فقال جاسم علوان: أنه اذا قاطع العراق الوحدة فأننا سندخل في وحدة ثنائية.
وقال المتهم للمجلس العرفي: الهدف من هذا الاجتماع، عرض الموقف وأضاف المتهم: جاسم علون سأله خلال الاجتماع عن وضع الطيران، ومن المسؤول عن الطيران، وقد سألت جاسم علون عن الأشخاص الذين يتصل معهم في الطيران فقال لي انه يوجد ضابط يقوم باتصالات مع أخوانه وزملائه.
امكانات القيام بحركة ضعيفة
قال المتهم: أنه تبين بنتيجة الاجتماع ان الامكانيات للحركة ضعيفة جداً ولا توجد القوى اللازمة لهذه الحركة.
وأضاف المتهم : ان جاسم علوان قد سأل محمد الصوفي عمن بعرف في سلاح المدرعات فقال له لا أعرف أحد وقد طلب منه التريث في هذه القضية لأنها تحتاج لتقدير دقيق وميزان للقوى.
وسأل رئيس المجلس العرفي المتهم عن مهمة الصوفي فقال: انه طلب إليه الاتصال بالقوى المدرعة.
وسئل أيضاً عما اذا كان راشد قطيني قد كلف الاتصال بسلاح قطنا، فقال لم يذكر ذلك لا أنه علم أثناء الحديث أن علي حماد، هو الذي تجري الاتصالات معه بالنسبة لقطنا.
وسئل عن مهمة خليل موصلي فأجاب المتهم: أنه لم توك اليه أية مهمة.
الهدف: تطبيق ميثاق 17 نيسان
وسئل عن الناجية السياسية في الحركة فقال: ان الهدف السياسي كان لتطبيق ميثاق السابع عشر من نيسان تماماً، واشتراك جميع الفئات بالمجلس الوطني لقيادة الثورة حتى المستقلين منهم.
وزارة برئاسة القاسم او الصوفي
وسأله رئيس المجلس عن توزيع المناصب، فقال المتهم: ان الفكرة كانت تشكيل حكومة برئاسة نهاد القاسم وفي حال اعتذاره يكلف الفريق محمد الصوفي بهذا المنصب، الا اذا أن الصوفي اعتذر في الاجتماع وقال: اعفوني من هذه المهمة.
وقال المتهم: ان الوزارة تضم جميع الفئات الوحدوية، حتى حزب البعث وقد ذكر اسم عبد الكريم زهور، وسامي الدروبي، وجمال الأتاسي وجهاد ضاحي، ويوسف مزاحم.
ترشيح علوان لقيادة الجيش
أما بالنسبة لقائد الجيش فقد رشح جاسم علوان لهذا المنصب، ولوحط ان هناك اعتراضات عليه من بعض الناس، باعتباره يريد الوحدة الفورية.
وقد اقترح ان يكون علوان رئيساً للأركان العامة وان اكون أن “اي المتهم” قائد للقوى الجوية. وقال المتهم: انه عرضت في الاجتماع، فكرة فصل منصب رئيس المجلس الوطني لقيادة الثورة عن منصب قائد الجيش لتعيين شخصين لهذين المنصبين، وفي النهاية تقرر أن يكون جاسم علوان رئيساً للمجلس الوطني لقيادة الثورة وقائداً عاماً للجيش.
قطيني يطلب التريث بالحركة
وأضاف المتهم نور الله، بأن راشد قطيني قد طلب من جاسم علوان التريث بالحركة لأنها مضرة جداً.
وقال المتهم : ان الاجتماع الثاني عقد قبل تنفيذ الحركة بأسبوع واحد، وقد جرى استعراض الامكانيات الموجودة وما تم الاتفاق عليه، وقد تم الاتفاق بينه وبين قطيني ان لا يشجعوا علوان على القيام بالحركة، وعقد الاجتماع في دار يحيى الأعسر. وقد سألني علوان عما تم بالطيران فقلت له لم اتصل بأحد، وثم سأل علوان رشاد قطيني عن الاتصالات فقال ليس عنده شيئ.
تسريحات تشمل عدداً من الضباط
وفي الاجتماع ذكر ذوقان قرقوط للمجتمعين ان هناك نشرة تسريحات قد صدرت وهي تشمل عدداً من الضباط الوحدويين، وقد أصبح أمل نجاح المعركة بعد التسريحات ضعيفة جداً.
قطيني : الحركة غير مضمونة
وهنا قال راشد قطيني لعلوان ان الحركة غير مضمونة ويجب التروي، فرد عليه جاسم وقال بالنسبة للواء 70 فانني استطيع ان اوقفه بواسطة المدفعية المضادة. وقال المتهم ان الاجتماع انفض دون نتيجة. وسأل رئيس المجلس المتهم: انه ورد في افادتك بأن جاسم علوان كان يريد اعادة الوحدة الثنائية فقال المتهم: اننا لاحظنا بأن جاسم ميال للوحدة الثنائية.
لا يمكن الاعتماد على لواء حمص
وقال المتهم حاج إبراهيم : ان جاسم علوان قال له: سنعتمد على الطيران لتوقيف اللواء 70، فقلت له: لا يمكن الاعتماد على الطيران في مثل هذه الحركة. وعندئذ قال الفريق الصوفي انه لا يمكن الاعتماد على لواء حمص بعد دخول عمران اليه.
وقال علوان: ان المغاوير سيحتلون الاذاعة والاركان. فأجابه راشد قطيني: ان القطعات الموجودة في الأركان مسلحة ومستنفرة وموالية لحماية القيادة. وفي مثل هذا العمل يجب ان يكون هناك على الأقل قطعتان من اللواء المدرع للقيام بمثل هذا العمل. وقال ان علوان قد ذكر لنا أثناء الاجتماع الثاني انه سمه بأن نشرة تسريحات ستصدر وفيها 150 ضابطاً فاستغربنا ذلك وقلنا بتأجيل الحركة خوفاً من أغراق البلاد في الدم.
ترشيح قطيني للقيادة
وقال المتهم: ان الفكرة كان ان يولى رئيسا لمجلس الثورة ليتفرغ للأعمال السياسية،ويولى شخص للقيادة ليتفرغ لأعمال الجيش، وأنا والصوفي رشحنا قطيني للقيادة للحد من تسلط جاسم علوان. وسئل المتهم عن سبب الفتور من الاشتراك بالعملية بعد الاجتماع، فقال: ان سبب ذلك أولاً قيام الوساطة وثانياً عدم ملائمة الظرف، وثالثاً عدم الاطمئنان لعلوان وتخوفاً منه.
علوان موتور…
وذكر المتهم أنه لم يكن مرتاحاً للعمل بحركة علوان لمعرفته به لأنه رجل موتور من أيام حوادث حلب، ويريد أن يحقق بهذه الحركة م عجز عن تحقيقه بالحركة الأولى بحلب. وسأل رئيس المجلس المتهم: أين كان صبيحة الثامن من آذار، فقال: ان العميد جميل فياض أتاه في السادسة والنصف صباحاً، وأخره بالحركة وانصرف، ثم أتاه رقيب مرسل من اللواء مقعبري يطلب رؤيته، وانه مع اللواء نامق كمال، وأنه اجتمع بعد ذلك بالعميد كامل رضا، وذهب معه إلى حيث كان موجوداً مقعبري ونامق كمال، فجلسوا وكانوا يعلمون بأن حركة ستحدث.
وكنا نبحث ماذا سنعمل؟ ثم غادرنا جميعاً مبنى الهيئة إلى مبنى قيادة القوى الجوية فوجدناه محتلاً، ثم تابعنا لقيادة المنطقة للاجتماع بجميل فياض وعدنا إلى البيت نستمع البلاغات، ثم استأذنته واتصلت بقطيني بالأركان.
حاولت تهدئة الطيارين
وهنا قال له رئيس المجلس: كنتم تريدون مقاومة الثورة؟ وسئل المتهم: الم تجتمع بالطيارين بالمزة وقلت لهم: ان الطيارين الذين ضربوا كان عملهم طبيعياً.
فأجاب : انني اردت ان اهدئ الطيارين فشرحت لهم أهداف الثورة وبينهم جماعة وحدويون ثم سأل الرئيس المتهم: ماذا كنت تفعل يوم الانفصال آلم تكن عضواً في مجلس الثورة ومجلس الدفاع الأعلى؟ وما رأيك بالأمر رقم 928 الذي اتينا فيه عضواً بالمحكمة العليا، وطلب منك ان تحاكم علوان، وتلي عليك نص الأمر 928 الذي يقضي بتشكيل محكمة آمن الدولة العليا من نامق كمال رئيساً وفيصل سري حسيني عضواً دائماً، والطيار نور الله محمد توفيق الحاج ابراهيم عضواً دائماً، وحمد أمين شبلي حاتم عضواً متتماً، وتعيين المقدم نور الدين الدسوقي نائباً عاماً لدى هذه المحكمة يعاونه عدد كاف من معاوني النيابة العامة العسكرية وهو موقع من اللواء عبد الكريم زهر الدين قائد الجيش بتاريخ 28 – 11 – 1961
فرد المتهم قائلاً: أنني قررت أنني سأساعد المتهمين.
أقنعني القطيني بأنني ضمانة
فسأله الرئيس : وماذا فعلت بشعبة التنظيم والإدارة فأجاب: عندما عينت رفضت فاقنعني قطيني بأنني سأكون ضمانة، فقبلت على هذا الأساس، وسأله الرئيس: ألم تكن من اللجنة التي أخرجت علوان من الجيش؟ فأجاب: هل أكون موافقاً اذا سرحوه بالأكثرية؟
لماذا لم تقاوم الأنفصال؟
وسئل لماذا لم تقاوم الانفصال وكيف أصبحت عضواُ في مجلس الثورة؟ ولماذا وقعت على اعدام إبراهيم العلي؟
فقال: لم اوقع على اعدامه. وسئل عن رأيه بحركة 28 تموز فقال: انها منتهى الخطأ وحركة فاشلة وأرجعت المساعي لتحقيق الوحدة زمناً طويلاً. فأجابه رئيس المجلس ان الناس العقائديين لا تبثط همتهم فمزيداً من المؤامرات الفاشلة وسنمشي بطريق الوحدة بكل ما نملك بالقوة.
القيادة كانت تعلم بالحركة
وسئل لماذا لم يخبر القيادة عن الحركة فقال انها كانت تعلم بالموضوع وان الفريق الأتاسي قال له: ان علوان يعمل اتصالات، فقال له الرئيس: انت تخطط على اساس فلان قائد جيش وأنت قائد قوى جوية فأجاب : ان الكلام كان استعراضاً عاماً.
حضرت مؤتمر حمص بعد اصرار
وسئل المتهم عن موقفه من مؤتمر حمص فقال: انني حضرته بعد ان اصر عليي وديع مقعبري، لأن الضباط يثقون بي، فرد عليه رئيس المجلس بقوله: انت كنت ضد الثائرين وتكفي مواقفك السابقة أيام الانفصال، وهل يعقل تسليم واحد لشعبة التنظيم والإدارة إذا لم يكن من دعائم الانفصال؟
فقال: أنه لم يكن انفصالياً، كما أنه لم يكن لحركة 18 تموز من داع.
استجواب المتهم الزغبي
واستجوب المتهم علي حمزة الزعبي فقال، بعد أن وجه بالتهم المنسوبة إليه وطلب منه بأن يتحدث عن جميع الاتصالات التي قام بها في قيادة المنطقة الوسطى: ان معرفته بعلوان كضابط للواء 70 وكان عنده ميل لزيارته، وأنه بعد 8 آذار شاهد علوان، فطلب اليه ان يزوره، وكان ذوقان قرقوط يتردد عليه أيضاً فذكره بأن يزوره، ويزور علوان. وقد زاره فعلاً في اليوم التالي ووجد عنده الحبال والمعري.
ضربنا النحلاوي..
وتحدث في الاجتماع علوان فقال: ان 28 آذار سنة 1962 حقق أشياء ما كنا نحلم بها حيث ضربنا النجلاوي وشلته وتوصلنا الى مقررات مؤتمر حمص ولكنهم نكثوا بالمؤتمر.
وتساءل علوان ماذا يكون موقفنا اذا ما تنحرف القائمون على الحكم؟ فأجبته بأن تحديدنا لاتجاهم لا نستطيع الحكم عليه من الآن.
لا خطط ولا تنظيم
ثم اجتمعنا بنهاية حزيران وسألته هل عنده خطط وتنظيم؟ فأجاب بالنفي. وسأله رئيس المجلس. كيف تجتمع بعلوان في بيت غير بيته وهو مطلوب؟ فقال أنه لا يعلم بأنه متوار عن الأنظار. وسئل عن رأية بالمؤامرة، فقال :أنها عملية اريقت فيها الدماء. وأنا لا أوافق على ذلك. وقد أضرت الوحدة على المستوى القومي. فأجابه الرئيس: عندما تجتمع بعلوان الذي يتآمر بمكان منعزل معناه انك تتأمر معه.
استجواب محمد البيطار
ثم استجوب المتهم محمد البيطار وبعد ان وجهه رئيس المجلس بالتهم المنسوبة اليه طلب منه ان يتحدث عن دورة في المؤامرة.
فقال: على أثر الانقلاب بين الحريري والثورة كنت مع بعض الزملاء نتدارس هذا الخلاف. وعلمنا ان الحريري يتصل بالجبهة الشعبية في بيروت التي تتألف من الحوراني والنفوري واخرين من المتآمرين على الوحدة.
الحريري يعمل ضد الثورة
ورأينا ان اتصال الحريري ضد الثورة معناه تكريس الانفصال واجتمعنا صدفة باحدى المرات بدار بسام عبد النور، مع الرائد عبده ريا، وعمر طه، ومحمد نبهان، وتحدثنا في موضوع الحريري، وقررنا وضع شروطنا في سبيل تفشيله، واتفقنا على ان اقل بعثي افضل بمليون مرة من الحريري او زمرة محمد النفوري والشيوعيين والرجعيين مهما كان تطرفهم.
الوقوف على رأي علوان
وأشار علينا نبهان بأخذ رأي علوان بهذا الموضوع، وفي اليوم التالي قال لي نبهان اذا كنت تريد ان اوصلك لعند علوان لنشرح له ما دار في اجتماعنا، وبعد قليل اتى ذوقان قرقوط وذهبنا مع نبهان إلى حيث يوجد علوان، وهو امر دورتي في الكلية، وشرحت له ما اتفقنا عليه.
فقال لي: ان زياد انفصالي واتجاهه غير سليم وان البعثيين اصدقاؤه، ولكن الخط الذي يسيرون عليه، والخلاف ، يؤدي إلى بلبلة الوضع والمهم تنفيذ الميثاق.
وبعد عودة الحريري من الجزائري اتصل بي المعري ليلاً وضرب لي موعداً عند مسرح القباني، وهناك اخبرني بأن علوان يريد مقابلة ممدوح الأحدب، فاركبته بسيارتي لعند الأحدب حيث ذهبنا جميعاً لعند علوان في منزل الحبال.
عبد الرافع يتهرب
وبعد مدة طلب من المعري ان اتيه ممدوح الأحدث ققعلت، وسأله المصري عما جرى بعبد الرافع فقال انه يتهرب. فسألت مستفسرا ما الخبر؟ فأجابني الأحدب: انهم يطبقون حركة،فاعطاني رسالة إلى الرائد نجدت اليوسفي، فسلمتها اليه، وقال لي: المدفعية رفضت الاشتراك. فقلت له لماذا لا تذهب إلى علوان وتقنعه بالعدل عن الحركة؟ وطلبت إلى المعري ذلك قبل 18 تموز بخمسة أيام.
أمر الحركة يشاع..
وفي 17 تموز كان الناس يتحدثون عن الحركة فذهبت لعند ممدوح الأحدب فوجدته عند الرائد اليوسفي ومصطفى الأكتع. واستقبلني نجدة وأخبرني : أن الحركة غداً الساعة الحادية عشر وأنا متهيأ للذهاب لسجن المزة فقلت لنجدة: شو هالحركة؟
وقال الأحدب: لماذا لا تبلغ جاسم علوان بأن الحركة مفضوحة، فعلاً أبلغت علوان بذلك، فقال : فتش لي عن نبهان، فرأيت مطرود الذي سألني أيضاً عن نبهان، ثم أوصلته لعند علوان ومطرود الذي اجتمع بعلوان ثم رأيت نبهان في غرفة ثانية، ثم ادخلت نبهان إلى شارع القصور، ثم خرج معه شخص مدني اوصلتهما بعد ذلك للميدان.
الدكتور غنوم غنوم
وسأل رئيس المجلس عن الشخص المدني فأجاب المتهم نبهان: أنه الدكتور غنوم غنوم. وفي الميدان عادوا ولم يجدوا الشخص وأوصلتهم إلى جسر فكتوريا، ثم ذهبت أنا “نبهان” إلى بيت عبده ريا فقال له نبهان: الحركة غداً الساعة الحادية عشرة.
وسئل المتهم لماذا لم يخبر السلطات عن علوان فقال : لم يخطر ببالي.
التروي كان أجدى
وسئل عن رأيه بالعملية فقال: قر رأيي ان المخططين كان يجب أن يلجأوا لطريق التروي والتفاهم، لأن الخلاف بسيط وأراقة الدماء جريمة لا أريدها.
استجواب محمد الصوفي
ثم استجوب المجلس العرفي المتقاعد محمد الصوفي بعد أن وجهه بالتهم المنسوبة إليه قال له: قبل رئيس المجلس قال: ان رائد قطيني اتى اليه في العشر الأول من تموز وأخبره بأن الحبال قال له: ان جاسم علوان عاتب علينا لعدم زيارتنا له. وهناك ضابط أوصلنا لعلوان حيث وجدنا عنده الموصلي والمعري ونبهان.
علوان ينتقد الأوضاع
وأخذ علوان ينتقد الأوضاع وتسريح الضباط. وتباحثنا بموضوع وساطة مهدي بن بركة، واتفاق الاشتراكيين مع البعث.
العملية مجزرة
فقلت له ان العملية عبارة عن مجزرة، وان الضباط البعثيين أصحاب عقيدة ومبدأ ويختلفون عن غيرهم من الضباط.
ثم استعرض عدد الوحدات التي يمكن الاعتماد عليها، وضرب مثلاً سلاح الطيران وبعض الضباط في المدرعات.
ثم ذكر عدنان الزين المسؤول عن سرية النقل، فقلت له: بالنسبة للواء 70 المسيطر عليه سيكرة كاملة وكذلك اللواء الخامس، ولا يمكن أن يقف شيء أمام المدرعات.
يمكن زرع الألغام
فقال لي: يمكن زراعة الألغام ونسف الجسور، فاعترضت على ذلك.
ثم انتقل إلى الحديث عن الطيران فقال حبال: ان نور الله محبوب جداً في الطيران. وأنه يستطيع أن يأتينا بمعلومات عن الطيران. ثم انتقل جاسم إلى الحديث عن تشكيل الوزارة من كافة الفئات برئاسة شخص حيادي كالدكتور عبد الحميد سويدان.
القيادة لعلوان والقيادة لقطيني
وذكر المتهم أن الحديث تناول بعد ذلك تشكيل المجلس الوطني فاتفق ان تكون القيادة لعلوان ورئاسة الأركان للقطيني. وسألته لماذا لا يكون القطيني محلك وأنت محله. والموصلي رئيس إدارة التموين ,الحبال في إدارة شؤون الضباط والمعري في شعبة التنظيم؟ وقبل أن نغادر الاجتماع طلب علوان عدم اخبار أي مدني بما جرى وان الاجتماع به ثاني يوم منزل يحيى الأعسر فاعتذرت.
قطعت كل علاقة بعلوان
وفي اليوم التالي قلت لقطيني: انني لا أوافق على كل ما جرى: وقطعت كل علاقة مع علوان، وطلبت منه ابلاغ جاسم علوان ذلك. ثم طلبت من الاشتراكيين الاسراع بالمفاوضات الجارية مع البعث، كما طلبت منهم اخبار الضباط برفض الاشتراك بأية عملية. ثم زارني الحبال مرتين فاعتذرت.
استنكر العملية بشدة
وعندما سئل المتهم عن رأيه بالعملية اجاب: لا شك انني استنكر العملية بشدة. لأن ثقتي ويقيني بالنسبة للأشياء المطلع عليها ان الوحدة الثلاثية ستحقق وان المفاوضات ستستمر وان هدف العملية أخر تنفيذ ميثاق القاهرة. وسئل عن رأيه فيما لو تدخل سلاح الطيران المصري في العملية فأجاب: ان تدخل طيران غير دولة سورية يعتبر تدميراً للوحدة الثلاثية.
المتهم حكمة محسن
ثم استجوب المجلس العرفي المتهم حكمة محسن مدير مكتب وزير الدفاع، وقد وجه إليه الرئيس التهم المنسوبة إليه، وطلب الأداء بأقواله، فذكر ان نبهان كان يتردد عليه إلى المكتب قبل الحركة بخمسة أسابيع، كما كان يتردد عليه البيطار والسباعي، وضباط المخابرات والمباحث للمطالبة ببعض حقوقهم المجمدة. وقد ساعدتهم باعتباري كنت مسجوناً معهم في أيام الانفصال وأخر يوم قال لي نبهان: اريد رؤيتك لسبب ضروري، واجتمعنا مساء فقال: انه يثق بي وأن جاسم علوان يريد الاجتماع بي واجتمعت بعلوان فعلاً ووجدت عنده نبهان فعاتبني علوان، وقال الم أقل لك: ” هيك بدو يصير فيكم”، وأنت سوف تسرح غداً فقلت له: الواحد لا يمكنه أن يحكم على الأشياء من الآن، فقال السبب بما جرى فيكم هو سوء التنظيم، ثم طلب مني الاتصال، ببعض الضباط، فقلت له أني موجود في المكتب.
الصوفي: مليح!
ولم يبق أحد من الضباط أتحدث معه وسألني عن الصوفي فقلت له : مليح ! فقال لي: خليه يتحرك شوية وبعد أيام طلبني فذهبنا علي الموعد، فقال لي: يجب أن ترى عبد الرحمن واعطاني بعض الأسماء. ثم اتصل بي بعد يومين حدد المكان. وسألني هل رأيت عبد الرحمن فقلت: لا واخر مرة طلب مقابلتي قبل الحركة بأسبوع، فاعتذرت، لأن لدي ضيوفاً ثم ذهبت اليه فطلب مني معلومات عن المدفعية. فقلت له: ليس لي أي صلة وطلب مني أخبار الصوفي بأنه يريد رؤيته . فلم افعل.
قطعت كل اتصال قبل أسبوع
وقبل اسبوع من الحركة قطعت كل اتصال وكنت يومها في الدار مريضاً. وقد أكد نبهان وعبده ريا بأنهما لم يبلغاه بتوقيت الحركة. فسأله رئيس المجلس: كيف تجتمع بعلوان ولم تخبر عنه وأنت في القيادة العامة وتعرف ان السلطات تطلبه لقيامه بمؤامرة، وانت تعلم بأن العملية مخربة واعادة الضباط سائر نحو التحقيق؟ فأجاب: كنت استغرب قيام الحركة او نجاحها ولم اكن أعلم بأن علوان متوار عن الأنظار. وكنت مقتنعاً بأنه لا يمكن ان يقول بالعملية.
يمكن زرع الألغام
فقال لي: يمكن زراعة الألغام ونسف الجسور، فاعترضت على ذلك.
ثم انتقل إلى الحديث عن الطيران فقال حبال: ان نور الله محبوب جداً في الطيران. وأنه يستطيع أن يأتينا بمعلومات عن الطيران. ثم انتقل جاسم إلى الحديث عن تشكيل الوزارة من كافة الفئات برئاسة شخص حيادي كالدكتور عبد الحميد سويدان.
القيادة لعلوان والقيادة لقطيني
وذكر المتهم أن الحديث تناول بعد ذلك تشكيل المجلس الوطني فاتفق ان تكون القيادة لعلوان ورئاسة الأركان للقطيني. وسألته لماذا لا يكون القطيني محلك وأنت محله. والموصلي رئيس إدارة التموين ,الحبال في إدارة شؤون الضباط والمعري في شعبة التنظيم؟ وقبل أن نغادر الاجتماع طلب علوان عدم اخبار أي مدني بما جرى وان الاجتماع به ثاني يوم منزل يحيى الأعسر فاعتذرت.
قطعت كل علاقة بعلوان
وفي اليوم التالي قلت لقطيني: انني لا أوافق على كل ما جرى: وقطعت كل علاقة مع علوان، وطلبت منه ابلاغ جاسم علوان ذلك. ثم طلبت من الاشتراكيين الاسراع بالمفاوضات الجارية مع البعث، كما طلبت منهم اخبار الضباط برفض الاشتراك بأية عملية. ثم زارني الحبال مرتين فاعتذرت.
استنكر العملية بشدة
وعندما سئل المتهم عن رأيه بالعملية اجاب: لا شك انني استنكر العملية بشدة. لأن ثقتي ويقيني بالنسبة للأشياء المطلع عليها ان الوحدة الثلاثية ستحقق وان المفاوضات ستستمر وان هدف العملية أخر تنفيذ ميثاق القاهرة. وسئل عن رأيه فيما لو تدخل سلاح الطيران المصري في العملية فأجاب: ان تدخل طيران غير دولة سورية يعتبر تدميراً للوحدة الثلاثية.
المتهم حكمة محسن
ثم استجوب المجلس العرفي المتهم حكمة محسن مدير مكتب وزير الدفاع، وقد وجه إليه الرئيس التهم المنسوبة إليه، وطلب الأداء بأقواله، فذكر ان نبهان كان يتردد عليه إلى المكتب قبل الحركة بخمسة أسابيع، كما كان يتردد عليه البيطار والسباعي، وضباط المخابرات والمباحث للمطالبة ببعض حقوقهم المجمدة. وقد ساعدتهم باعتباري كنت مسجوناً معهم في أيام الانفصال وأخر يوم قال لي نبهان: اريد رؤيتك لسبب ضروري، واجتمعنا مساء فقال: انه يثق بي وأن جاسم علوان يريد الاجتماع بي واجتمعت بعلوان فعلاً ووجدت عنده نبهان فعاتبني علوان، وقال الم أقل لك: ” هيك بدو يصير فيكم”، وأنت سوف تسرح غداً فقلت له: الواحد لا يمكنه أن يحكم على الأشياء من الآن، فقال السبب بما جرى فيكم هو سوء التنظيم، ثم طلب مني الاتصال، ببعض الضباط، فقلت له أني موجود في المكتب.
الصوفي: مليح!
ولم يبق أحد من الضباط أتحدث معه وسألني عن الصوفي فقلت له : مليح ! فقال لي: خليه يتحرك شوية وبعد أيام طلبني فذهبنا علي الموعد، فقال لي: يجب أن ترى عبد الرحمن واعطاني بعض الأسماء. ثم اتصل بي بعد يومين حدد المكان. وسألني هل رأيت عبد الرحمن فقلت: لا واخر مرة طلب مقابلتي قبل الحركة بأسبوع، فاعتذرت، لأن لدي ضيوفاً ثم ذهبت اليه فطلب مني معلومات عن المدفعية. فقلت له: ليس لي أي صلة وطلب مني أخبار الصوفي بأنه يريد رؤيته . فلم افعل.
قطعت كل اتصال قبل أسبوع
وقبل اسبوع من الحركة قطعت كل اتصال وكنت يومها في الدار مريضاً. وقد أكد نبهان وعبده ريا بأنهما لم يبلغاه بتوقيت الحركة. فسأله رئيس المجلس: كيف تجتمع بعلوان ولم تخبر عنه وأنت في القيادة العامة وتعرف ان السلطات تطلبه لقيامه بمؤامرة، وانت تعلم بأن العملية مخربة واعادة الضباط سائر نحو التحقيق؟ فأجاب: كنت استغرب قيام الحركة او نجاحها ولم اكن أعلم بأن علوان متوار عن الأنظار. وكنت مقتنعاً بأنه لا يمكن ان يقول بالعملية.
كنت في موقف حرج
أما من حيث الأخبار فقد كنت في موقف حرج وخاصة بعدما سرح 87 ضابطاً فكانوا يقولون لي :أنت بوجهين. والصوفي يقول لي: أنت بعثي. فسئل الصوفي عن هذه الحادثة فأكدها. ثم سئل عن رأيه بالعملية فقال: بعدما وضح أخيراً انها قد أدت إلى الانفصال وان شرب عنصر وحدوي ليحل محله عنصر وحدوي عمل غير صحيح، واراقة الدماء سببت احقاداً، وفرقت الصفوف، وتركت القضية القومية تتأجل وان هيثم الأيوبي انفصالي.
محسن صلة وصل بيننا
وسأل رئيس الجلس نبهان عما اذا كان قد بلغ حكمة محسن بأية مهمة داخل القيادة فقال انه كان صلة وصل بيننا وبين عبد الرحمن. وقد أعطيناه أسماء ليعطيها إلى عبد الرحمن الحاج عبيد ليستفيد منه.
استجواب راشد قطيني
ثم استجوب المجلس العرفي المتهم اللواء راشد قطيني فقال: ان الحبال اتصل به في أوائل تموز وطلب منه زيارة جاسم علوان لأنه عاتب عليه، وكلفه الحبال بأخبار الصوفي ونور الله بذلك واجتمعنا بالفعل مع علوان ووجدناه عنده الموصلي وحبال والمعري، وتحدثنا عن أوضاع الجيش والشائعات. فقال علوان: يجب أن ننظم أنفسنا لنكون قوة في البلد فقلنا، ان ذلك يحتاج إلى دراسة طويلة ثم جرى استعراض للحكومة المقترحة فرشح سويدان والقاسم لرئاستها.
علوان يفضل الصوفي
وقال علوان أنه يفضل الصوفي باعتباره عسكرياً حيادياً فأعتذر الصوفي لأن اختصاصه عسكري وهذا العمل سياسي. وقد اقترح أن يضاف بعض المستقلين للكتل الوحدوية كمحمد الفاضل، ونهاد القاسم، وعبد الوهاب حومد، وراتب الحسامي، وسامي الصوفان، والهنيدي، وعبد الكريم زهور، وجمال الأتاسي.
وكان الحديث عبارة عن استعراض أسماء ثم تطرق البحث إلى المجلس الوطني لقيادة الثورة فاقترح أن يكون علوان قائداً عاماً وانا رئيس أركان فاعتذرت لمرضي. ثم ذكر اسم الموصلي ونور الله للطيران، والحبال والمعري للتنظيم وإدارة شؤون الضباط، وسأله رئيس المجلس عما اذا استعرضوا القطعات؟
استعراض قطعات الجيش
فقال: لقد استعرضت بعض القطعات وقلنا: أن القيادة مسيطرة. فقال علوان: قد يكون عندنا عدد من وحدات المدفعية المضادة نستفيد منها لتوقيف اللواء 70. فقال رئيس المجلس: أنت تعلم ان في الموضوع 100 حركة فهل يتسلى علوان عندما يبحث موضوع ضرب الطيران باللواء 70. فأجاب: عندما تكون الحركة جاهزة يعتمد على المدفعية والتنظيم يتطور إلى الحركة.
بعض امكانات في القابون
ثم تابع المتهم قوله فذكر ان علوان قال أنه يوجد بعض امكانات في القابون، وأن عدنان الزين وفاضل الزين يقومان بهذه الاتصالات. أما بالنسبة للمدفعية المضادة فيمكن الاستفادة من ست سريات. أما في القطيفة فالامكانات ضعيفة ولكن علمنا ان الوضع يتحسن.
معلومات قطنه والطيران
وانتهى الاجتماع عند موضوع المناطق وانتهينا على ان اسأل بأي واسطة عن معلومات دقيقة عن قطنة وان يسأل الحاج إبراهيم عن موضوع الطيران. فسأل الرئيس علوان عن هذه الواقعة فأقرها. وقال المتهم : وبعد يومين زارني الحبال، كان ذلك في أوائل تموز وقال: ان علوان يريدان يراني مع نور الله الحاج إبراهيم، فذهبنا اليه قبل الحركة بأسبوع، ووجدنا عنده المعري. فسألني علوان عما جرى معي فقلت: لاشي.
اعتذرت وانسحبت
فقال علوان: ان هناك اجراء بحركة التسريحات. ثم اعتذرت وانسحبت. وقال علوان يجب أن نتقابل في المستقبل. وبعد 4 أيام طلب أمين الحبال مواجهة علوان فتعللت بوجود ضيوف عندي. وقال المتهم انه لم يبلغ بتوقيت الحركة. وسأل الرئيس المتهم عن رأيه بالعملية فقال: انني اعتبرها قد أخرت من الناحية القومية. وكان بالامكان عدم القيام بها، ولاسيما ان هناك اخباراً عن مفاضوات وحلول لبعض المواضيع المستعصية. وسئل: لماذا لم تخبر السلطات فقال: ان هناك نواحي شكلية خاصة. فأجاب الرئيس: مهما كانت صفتك تبقى المصلحة القومية أعلى منها، والمفروض فيك أخبار السلطات. وسئل : هل أبلغت الصوفي أنه لاداعي لثورة الثامن من آذار في الوقت الحاضر؟
الاتفصاليون في ذعر
فقال: عندما القي القبض على الحاج محمود أصبح الانفصاليون في ذعر وأتي الي الحريري وقال: أرجو ان يؤجل الأمر. فقال: نؤجل النظر ثلاثة أيام فسأل الرئيس: الفريق الصوفي: هل بلغت هذا الكلام قبل 8 آذار؟ فقال: يوم الثلاثاء قبل الحركة بيومين اتصلت بدمشق فقالوا: هناك أشياء مستعجلة. وعندما أتيت وسألت قالوا لي: ماهي التشكيلات التي عاملها؟ ومع من نتعاون؟
الاشتراكيون اتفقوا مع البعثيين
ثم استعرضوا الوحدات فقالوا قطنة يوجد فيها عناصر كبيرة من الانفصاليين ثم قالوا: ان تقريراً قد ورد من بيروت يقول بأن الاشتراكيين قد اتفقوا مع البعثيين وسأله رئيس المجلس عن رأيه باشتراك الطيران المصري في هذه العملية. فقال: كنت أصر قبل 8 اذار على أن لا تكون لنا أية علاقة او ارتباط مع مدني ولا أعتقد أن هناك عاقلاً يستعين بطيران مصري أو عراقي. وقال: ان الاستعانة بالطيران المصري عمل غير صحيح، ولا يوجد عاقل يقر تدخل الطيران خارج هذه الجمهورية.
استجواب المتهم عبده ريا
ثم استجوب المجلس المتهم عبده ريا، فذكر انه تربطه بنبهان صداقة قديمة وقد زاره اربع مرات بين الثامن من آذار حتى المؤامرة كما زاره هو مرة واحدة، وأخذت الأحاديث طابعاً خاصاً. عندما سمع الحريري أنه يقوم بنشاط وليس لانقلاب.
فاجأوني بابلاغ النبأ
وبعد سفر الحريري لم أعد ارى نبهان حتى ليلة 14 تموز وبعد عودتي من الأركان دخل علي نبهان والبيطار وأبلغاني رأساً بأن هناك حركة الساعة ضض وبلغ بها بسام عبد النور وحكمت محسن بذلك. وقد فوجئت بالنبأ. وفي اليوم التالي مر علي نبهان الساعة الثامنة صباحاً وذهبت إلى المطار وعدت للقيادة، وأخذت بعض الأوراق لأنني بلغت بنقلي لفرع المكافحة. وفي الساعة 11.10 سمعنا اطلاق النار، ولم أبلغ بسام ولا حكمت محسن.
أنا لا أعرف المعري
فسأله رئيس المجلس عما جرى معه في الاجتماع مع بسام وعبد النور والمعري فأنكر ان يكون يعرف المعري الى اليوم. وقال انه في أحد الأيام مر لعند بسام فقال لي: تعال معي هناك شخص يريد رؤيتنا، وقابلنا شخصاً يدعى ذوقان قرقوط وشخصاً آخر هو المعري، وتحدث ذوقان كل الجلسة أحاديث متنوعة متقطعة حول زياد الحريري واحتمال قيامه بحركة.
المعري: تعرفت عليهم صدفة
وهنا سأل رئيس المجلس المتهم المعري عن الواقعة بأجاب: كنت في زيارة للمدرسة وعندما حاولت الدخول للإدارة، وجدت الباب مغلقاً وشاهدت ذوقان وعرفني على الضابطين عبده ريا وبسام عبد النور وقال: ان الموضوع يتعلق بالحريري وأقدامه على القيام بحركة وقال انه يريد الاطلاع على رأينا وهل نتعاون معه بهذا الموضوع.
شروط للتعاون مع الحريري
فنوهت بالنقاط التي ركزنا عليها وان علينا ان نفشل هذه العملية ووضعنا شروطاً للتعاون مع زياد الحريري وهي:
1-يجب ان تكون ثقة بيننا.
2- أن يعطي الدلائل على حسن نيته.
3- الانطلاق من ثورة 8 آذار.
4-العمل على تحقيق الميثاق.
5- إعادة تشكيل المجلس الوطني.
6- إعادة النظر بموضوع الضباط المسرحين.
ورد المتهم على سؤال بأن كل ما يذكره أن الموضوع غير متجانس. فقال له رئيس المجلس: المفروض ان تفهم من الإشارة، فأنت تعمل بالمخابرات، وأن الواقع كما تحدث المعري فقال: ماذا اتفقتم؟ فأجاب المتهم: سألته فقال غرضي التعرف عليكم وأنتم تعرفون موقفي من الحريري.
أنت المسؤول عن أمن الجيش
فرد عليه رئيس المجلس: أنت “بتدوبل” على القيادة؟ وتعمل مع علوان ولم تبلغ القيادة؟ فأجاب المتهم: خطأي عدم التبليغ؟ فأجاب: أنا شخصياً مقدر ان العملية لن تنجح. فسأله: ماذا كنت مهمتك داخل الاركان؟ فأجاب ليست لي مهمة.
توقيف لضباط في القيادة
وهنا سأل رئيس المجلس نبهان عن مهمة المتهم ريا فقال: كنا معتمدين عليه بتوقيف الضباط بالقيادة من الذين يمكن ان يقفوا ضدنا. وقال المتهم : أنا غير راض عن العملية. وسأله الرئيس: لماذا لم تخبر نبهان بعد ان أتاك بالتوقيت وتقول له: هناك وفد مسافر للقاهرة وما رأيك بالذين اشتركوا بالعملية.
هيثم الأيوبي يلجأ لروسيا
فأجاب انه بالنسبة لهيثم الأيوبي سمعت كضابط انه حاول جمع قسم من الضباط في روسيا، ويعلن عدم تأييده، وقرر اللجوء إلى روسيا بعد ثورة 8 آذار.
استجواب بسام عبد النور
صم استجوبت المحكمة المتهم بسام عبد النور مدير مكتب القائد العام، ووجه بالتهم المنسوبة إليه فقال: ليس له أية علاقة بهذه الحركة لا من قريب ولا من بعيد. فطلب اليه الرئيس ان يتحدث عن اجتماعه بذوقان قرقوط. فقال: مر علي الرائد عبده ريا بسيارته وقال: تعال معي يوجد هناك بعض الملابسات لا أريد ذكرها صراحة، وهي واردة في تقريري.
التعجيل بالجواب
وقال: ان ذوقان تحدث عن زياد الحريري وفهمت من الاجتماع ان هناك شروطاً فعلاً وفهمت بأن المقصود من زيارتنا له هو التعجيل بالجواب..
وعرفت أن المقدم عارف الجاجة على علم تام بالموضوع أنهم وضعوا الشروط وينتظرون الجواب، وذكر انه لا يذكر الشروط التي وضعت فسأل رئيس المجلس المتهم المعري عن هذه الواقعة. فقال: أني عندما دخلت للاجتماع كانوا موجودين ودخلنا الموضوع.
الاجتماع في منزل بسام
فطلب الرئيس من المتهم بسام أن يتحدث عن الاجتماع الذي تم في داره وبعد فترة أتي محمد البيطار، وقال: أنه مر على نبهان ولم يجده فأخبر عائلته بأن يخبروه عندما يسأل عنه بأنه موجود عندي، فأتى نبهان وعمر طه وجلسنا نتحدث ودار الحديث حول تسريح عمر طه. وكانت الساعة قد بلغت الرابعة والربع من بعد الظهر فأعلن رئيس المجلس رفع الجلسة إلى الساعة العاشرة من صباح الخميس (اليوم).