من الصحافة
صحيفة 1995- رابين عرض الانسحاب كيلومترين من الجولان
نشرت صحيفة السفير اللبنانية في العدد 6883 الصادر في الخامس عشر من أيلول 1995م، خبراً عن المفاوضات السورية – الإسرائيلية بعنوان: “إسرائيل تتكهن باقتراب الإتفاق مع سورية.. ورابين عرض الانسحاب كيلومترين من الجولان”، تتضمن إعلان مسؤول عسكري إسرائيلي عن اقتراب التوصل الى اتفاق للسلام بين سورية وإسرائيل.
نص الخبر:
(أعلن مسؤول عسكري إسرائيلي أن سورية وإسرائيل تقتربان من التوصل إلى إتفاق سلام بينهما، وأعرب عن اعتقاده بأن الرئيس الأسد لن يقبل بتسوية لا تتضمن انسحاباً كاملاً من مرتفعات الجولان السورية المحتلة، فيما جاء في استطلاعين للرأي أن معكم الإسرائيليين يعارضون إعادة كامل الجولان مقابل سلام كامل مع دمشق.
وقال رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية أوري ساغي في مقابلة نشرتها صحيفة “يدعوت احرنوت” : “اعتقد أن المستقبل القريب قد يسمح لنا بردم الهوة في المواقف”.
وتحدثت الصحيفة عن اتصالات سرية يتولاها ساغي مع سورية.
ورفض ساغي إعطاء تفاصيل عن القنوات التي يتفاوض من خلالها الإسرائيليون والسوريون.
يشار إلى أن مفاوضات واشنطن بين سورية وإسرائيل متوقفة منذ حوالي عام. لكن تقارير إسرائيلية تحدثت عن مفاوضات سرية مع سورية. كما تحدثت الصحف الإسرائيلية عن مفاوضات سرية يشارك فيها سفيراُ الدولتين في واشنطن. لكن مسؤولين اميركيين نفوا ذلك.
وقال سرغي أنه لا يعتقد ان الرئيس السوري حافظ الأسد سيقبل بتسوية لا تتضمن انسحاباً شاملاً من الجولان. وذلك لأن اسرائيل ارست سابقة الانسحاب من سيناء.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي اسحق رابين قد اقترح مؤخراً انسحاباً محدوداً من الجولان مع ابقاء المستوطنات، على أن يترافق مع فترة ثلاث سنوات لاختبار التطبيع مع دمشق.
ورداً على سؤال لماذا تتحرك المفاوضات مع سورية الآن بعد أشهر من التوقف قال ساغي أن السبب هو اقتراب الانتخابات الاسرائيلية والتقدم على المسارين الأردني والفلسطيني،وهو ما اقنع الأسد بأن وقت التقدم قد حان.
بدوره قلل رئيس مكتب الصحافة الحكومة اوري دروي ان عرض رابين تضمن سحب القوات الإسرائيلية لمسافة كيلومترأو اثنين من مواقعها الحالية في الجولان على الا يترافق ذلك مع ازالة أي مستوطنة.
وقال مسؤول آخر رفض ذكر اسمه أن سورية لم ترفض فكرة الانسحاب على مرحلتين من الجولان، لكنها ارفقتها بعدد من الشروط لم تقبلها إسرائيل.
في غضون ذلك، أظهر استطلاعان للرأي ان معظم الاسرائيليين يعارضون إعادة كامل مرتفعات الجولان لسورية مقابل السلام.
وأظهر استطلاع أجرته مؤسسة غالوب لقياس الرأي العام بطلب من القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي أن 32 في المائة من الذين شملهم الاستطلاع لا يعارضون إعادة معظم أجزاء المرتفعات الاستراتيجية لسورية مقابل سلام كامل، في حين ان نسبة 59 في المائة تعارض ذلك. ولكن نتائج الاستطلاع نفسه أظهرت أن نسبة 51 في المائة ممن شملهم يوافقون على إعادة معظم المرتفعات إلى سورية اذا ما رجحت كفة هذه السياسة في استفتاء عام.
وأظهر الاستطلاع أن نسبة 21 في المائة تعارض إعادة مرتفعات الجولان لسورية أياً كانت طريقة اتخاذ القرار.
وقالت القناة الأولى في التلفزيون الإسرائيلي ان استطلاعاً للرأي أجرته مؤسسة تليكال أظهر أن نسبة 48 في المائة من الإسرائيليين تعارض أي نوع من الانسحاب من الجولان، فيما أعربت نسبة 35 في المائة عن تأييدها لانسحاب جزئي مقابل سلام كامل وقالت نسبة 17 في المائة أنها تؤيد انسحاباً كاملاً مقابل سلام كامل.
في واشنطن قال نائب وزير الخارجية الاسرائيلية يوسي بيلن خلال مأدبة غذاء أقيمت بمناسبة الذكرى الأولى لاتفاق غزة أريحا أن امام اسرائيل وسورية من 10- 12 شهراً للتوصل الى اتفاق سلام قبل ان تجعل الانتخابات الأميركية والإسرائيلية في 1996 هذا الأمر بعيد المنال.
وقال بيلين أنه حتى اذا تم التوصل إلى إتفاق فإن السلام مع سورية قد لا يدوم إلى الأبد.
واستبعد بيلين التزاماً إسرائيلياً بالانسحاب من الجولان قبل إجراء مفاوضات مباشرة مع السوريين وهو اقتراح رفضته دمشق.
في القاهرة بحث السفير الأميركي ادوارد ووكر مع كبار المسؤولين في وزارة الخارجية المصرية ترتيبات جولة منسق المفاوضات في وزارة الخارجية الأميركية دنيس روس إلى المنطقة الأسبوع المقبل.
وقال ووكر أن جولة روس التي سيرافقه فيها مارنا مين مساعد وكيل الوزارة لشؤون الشرق الأوسط ستركز على محورين:
الأول خاص بالاتفاق على جدول للانسحاب الاسرائيلي من الأراضي العربية في سورية والجولان، وفق متطلبات الطرفين على أن يلي ذلك امكانية تشكيل وفد مشترك من سورية ولبنان للتفاوض مع إسرائيل حول تفاصيل العملية السلمية وما يتبعها بما في ذلك العلاقات بين الطرفين.
والثاني سيركز على بحث عدد من المشروعات الشرق أوسطية التي يمكن أن تشارك فيها الدول العربية، خاصة المجاورة لإسرائيل في مراحل مقبلة، وأضاف ووكر أن روس سيبحث مع المسؤلين العرب والإسرائيلين الاجراءات الخاصة بجولة وزير الخارجية وارن كريستوفر والاعداد للمحورين السابقين، والمقرر أن تبدأ من خلال الأيام العشرة الأولى من تشرين الأول وتشمل مصر وسورية وإسرائيل ومناطق الحكم الذاتي، كما سيلتقي بمسؤولين لبنانين وأردنيين).