قضايا
حرب تشرين عام 1973
أُطلق على الحرب المعلنة الرابعة من الحروب العربية الإسرائيلية والتي بدأت بالتعاون والتنسيق بين سورية ومصر، اسم حرب تشرين نسبة إلى شهر تشرين الأول سنة 1973 الذي دارت معاركها إبانه.
وسُميت كذلك حرب رمضان لأن وقائعها بدأت في العاشر من شهر رمضان سنة 1393هـ.
وأطلق عليها الإسرائيليون اسم «حرب الغفران» لأنها بدأت يوم عيد الغفران عند اليهود.
وشاركت في الحرب قوات من الدول العربية، وفيها قوات مغربية وكويتية وسعودية وعراقية وأردنية.
قرار الحرب
بدأت القيادتان السورية والمصرية باتخاذ خطوات مهمة لتحويل الاتفاقات المكتوبة إلى آمال إيجابية. وفي يوم السادس والعشرين من تشرين الثاني وقّعت الحكومتان المصرية والسورية اتفاقية عسكرية، حددت أهداف الصراع المقبل وأعمال التنسيق بين القيادتين.
وفي اجتماع ضم الرئيسين حافظ الأسد وأنور السادات في الخامس والعشرين من شباط 1973م، اتخُذ قرار الحرب.
وبُلغ القرار إلى قيادة القوات المشتركة التي شرعت في التخطيط لها، وتقرر أن تكون ساعة الصفر في الساعة 14 من يوم السبت في السادس من تشرين الأول 1973م ومن أجل ضمان نجاح عمليات الهجوم والعبور اتخذت القيادتان مجموعة إجراءات واسعة النطاق لتحقيق المفاجأة الاستراتيجية والعملياتية، ولم تتمكن المخابرات الإسرائيلية من اكتشاف أي استعدادات للهجوم على كلتا الجبهتين إلا في يوم بدء الحرب.
بداية المعركة
بدأت الحرب في تمام الساعة (14:00) من يوم السادس من تشرين الأول عام 1973م، ضمن تنسيق مسبق بين الحكومة السورية والمصرية.
هجمت القوات السورية ضمن تشكيل مؤلف من ستة ألوية من المشاة وكتيبتين من المغاوير ووحدات من القوات الخاصة السورية. وكانت تدعم هذه القوات ست كتائب من الدبابات ومثلها من كتائب المدفعية، وكانت تلك القوات من ضمن ثلاث فرق مشاة هي:الخامسة والسابعة والتاسعة، وعززت بالدبابات والكاسحات.
استهل الجيش السوري الحرب برمايات مدفعية المواقع العسكرية الإسرائيلية في جبل الشيخ. وبعد دقائق حلقت ثلاث حوامات سورية فوق الحصن حاملة وحدات من القوات الخاصة.
ثم اندفعت القوات السورية في اقتحامها الترتيب الدفاعي الإسرائيلي وفي اليوم التالي في السابع من تشرين الأول كانت القوات السورية تطل على بحيرة طبرية ونهر الأردن، وتطوق مدينة القنيطرة، وتسيطر على مرصد جبل الشيخ.
بدأت القوات الإسرائيلية الإسرائيلية بتنفيذ خطة الهجوم المعاكس يوم الثامن من تشرين الأول، وجرت اسشتباكات حامية وبخاصة قرب القنيطرة والسنديانة وكفر نفاخ والخشينة والجوخدار وتل الفرس وتل السقي. وبدأ ميزان القوى، وبخاصة الدبابات، يميل لصالح إسرائيل.
استمر القتال في الأيام التالية عنيفاً وضارياً، ودفعت (إسرائيل) معظم قواتها العاملة والاحتياطية، البرية والجوية والبحرية لمجابهة القوات السورية.
كما أخذ سلاح الطيران الإسرائيلي يغير بشكل متواصل وكثيف على القوات المقاتلة في الجولان، وعلى دمشق وحمص وحلب واللاذقية، ويضرب الأهداف المدنية والعسكرية محاولاً شل المرافق الحيوية ومصادر الإمداد والدعم للقوات السورية.
ساعد قرار الحكومة المصرية بإيقاف الحرب في التاسع من تشرين الأول على نقل إسرائيل الجهد والتركيز العسكرية لقواتها إلى الجبهة السورية.
نظمت القيادة السورية الدفاع أمام القوات الإسرائيلية على ثلاثة خطوط دفاعية: يمتد معظم الخط الأول على طول خط وقف إطلاق النار لعام 1967، ويقع الخط الثاني على بعد حوالي 30 كم شرقي الخط الأول على امتداد مدينة سعسع، ويقع الخط الثالث على مسافة 10 – 15كم شرقي الخط الثاني على امتداد خط قطنا – الكسوة.
استطاعت القوات السورية والقوات العربية التي أخذت تصل من عدة دول عربية إلى الجبهة السورية أن توقف الهجوم الإسرائيلي المعاكس وأن تحتويه ضمن جيب لا يتعدى طوله 20 كم وعرضه 15 كم.
دخلت طلائع القوات العراقية إلى سورية يوم 10/10/1973 واكتمل حشدها بعد أسبوعين من هذا التاريخ. وبلغ حجمها فرقتين مدرعتين هما الفرقة الثالثة والفرقة السادسة، وثلاثة ألوية هي لواء المشاة 20 واللواء الجبلي الخامس ولواء القوات الخاصة مع وحداتها الإدارية. ولقد اعترضت القوات العراقية، وهي في طريقها إلى ميدان القتال، صعوبات كثيرة منها بعد المسافة (وهي تزيد على ألف كيلومتر)، وطبيعة الطرق الصحراوية، والنقص في عدد ناقلات الدبابات، مما اضطر عدداً كبيراً من الدبابات إلى قطع مسافات شاسعة وهي تسير على سلاسلها.
وصل اللواء المدرع 40 الأردني إلى سورية يوم 14/10/1973 واشترك فور وصوله في القتال. ثم بدأت قوات أردنية جديدة قوامها قيادة فرقة المدرعات الثالثة، ولواء دبابات 92، والكتيبة 17 (مدفعية محمولة)، وسرية المهام الخاصة، تجتاز الحدود السورية يوم 22/10 للاشتراك في الحرب. وقد تمركزت هذه القوات الجديدة قرب قرية نوى السورية، وأسندت إليها مهام وفق خطة الهجوم المعاكس الاستراتيجي التي لم يتم تنفيذها.
وصلت طلائع القوات السعودية إلى سورية يوم 14/10 مؤلفة من فوج مدرعات واشتركت في القتال تحت قيادة فرقة المشاة السابعة السورية. وفي يوم 23/10 اكتمل وصول القوات السعودية وتم حشدها في منطقة شمالي الكسوة. وبلغ قوامها آنذاك، بالإضافة إلى فوج المدرعات، فوج المظلات الرابع، وفوج المشاة الثالث، وفوج مدفعية الميدان 11، وبطاريتي مدفعية 155مم، وبطارية مدفعية مضادة للطائرات 40 مم، وسرية هاون 4.2 بوصة، ووحدات إمداد وصيانة.
أخذت القوات الكويتية تصل إلى سورية بدءاً من يوم 21/10، واكتمل وصولها بعد يومين من ذلك الموعد، وتجمعت في منطقة البويضة جنوبي دمشق. وبلغ حجمها: 29 دبابة من نوع فيكرز، و7 مدرعات للاستطلاع، و35 عربة مدرعة، وسرية هاون 160مم، و20 مدفعاً مضادة للطائرات، وفصيلتي مغاوير، ووحدات إمداد وصيانة. ولم تستطع القوات الكويتية أن تشارك في القتال الذي جرى بسبب وقف إطلاق النار. ولكنها أسهمت بشجاعة وكفاية في المعارك التي تلت حرب تشرين واتخذت شكل حرب استنزاف استمرت 82 يوماً.
أسفرت عن تبعات سياسية غيرت مسار الصراع العربي الإسرائيلي، حيث مهدت الحرب إلى التوقيع على اتفاقية السلام المصرية الإسرائيلية في سنة 1978، والتي عرفت باتفاقية كامب ديفيد.
بيانات حرب السادس من تشرين عام 1973:
بيانات حرب تشرين في 6 تشرين الأول 1973
بيانات حرب تشرين في 7 تشرين الأول 1973
الموقف الإقليمي والدولي من حرب تشرين عام 1973:
موقف العراق من حرب تشرين عام 1973
انظر:
كلمة حافظ الأسد غداة بدء حرب تشرين عام 1973م
قوات عراقية في بغداد بعد مشاركتها في حرب تشرين 1973
فؤاد الحاج : الحركة الاستراتيجية في تنقل الجيش العراقي في حرب تشرين 1973
طوابع سورية 1998 – ذكرى حرب تشرين