صورة وتعليق
دمشق – مسجد التوبة في حي العقيبة (1)
يقع جامع التوبة المبارك خارج عتبات أسوار مدينة دمشق القديمة من الجهة الشمالية لسور المدينة القديمة و المتاخمة لباب الفراديس بمحلة العُقيبة و لمحلة العمارة .
وذكر والدي المرحوم الأستاذ محمد شحادة الأرمشي المفتش الأول بوزارة التربية والتعليم السورية :
أن كلمة ” العُقيبة ” هي تصغير لكلمة عَقَبةَ ، وقد أخذت هذا الاسم لوقوعها على المنحدر الذي يعقب وادي الأنهر .. وهي : ( نهر بردى ، و نهر بانياس ، و نهر العقرباني ، و نهر المليحي ) شمالي أسوار دمشق ، ويُطلقْ عليها أهل الشام من العوام اسم ( العئـيبة ) بتخفيف وقلب حرف القاف إلى همزة .. أو ” العيبة ” .
وكانت ” العُقيبة ” ضاحية أنشئت في العصر الفاطمي ، يقطن فيها كبار الأئمة منهم ” الإمام العز بن عبد السلام ” و الإمام الكبير الشيخ ” الأوزاعي ” عبد الرحمن بن عمرو بن محمد الأوزاعي ، نسبة إلى محلة ” الأوزاع ” قرية خارج باب الفراديس من قرى دمشق .
وذكر أبو عمرو الشامي الدمشقي: ” أن الإمام الأوزاعي ” إمام أهل الشام في عصره بلا مدافعة ولا مخالفة ، ولد بمدينة بعلبك عام ثمان وثمانين للهجرة ، ونشأ بالبقاع يتيماً في حجر أمه التي كانت تنتقل به من بلد إلى بلد إلى أن حطت رِحلها بدمشق ، فصار” إمام دمشق الشام ” وعاد لبيروت وسكن فيها مرابطاً إلى أن مات في الحي الذي ينسب إليه ” حي الأوزاعي ” عام سبع وخمسين ومائة للهجرة ، وعمره يوم ذاك سبع وستون عاماً .
خان الزنجاري
وكان مكان جامع التوبة في الأصل أيام الفاطميين … خاناً كبيراً للأمير فخر الدين عثمان الزنجاري ، ولقد أسُيء استعمال هذا الخان فصار حانة – قره خانة – يستعمل للرذيلة و المعازف و المحرمات ، تمارس به المنكرات جهارا ، وترتكب فيه أنواع الموبقات شيء كثير .
فشق ذلك على الملك الأيوبي الأشرف موسى ابن الملك العادل ( طيب الله ثراهما ) أن يكون فعل هذا الخان في معقل أرضي المسلمين .. وفي حاضرته دمشق الشام ، ولا ينبغي التغاضي عنه …
فاشتراه … و دفع ثمنه غاليا مفرطا .. وأمر بهدم الخانة وتحويله إلى جامع .. وتم ذلك في عام 632 هجرية الموافق 1234 للميلاد بالقرن الثالث عشر للميلاد .
وجعله جامعاً كبيراً ، وأوقف عليه أربع عشر دكانا كانت تقع شماله . وذُكر أنه لما فَرَغَ من بنائه سأل علماء ومشايخ الشام عما يسميه ، فأشاروا عليه بأن يسميه ” بـ جامع التوبة ” ففعل .