أعلام وشخصيات
جلال أمين زريق
جلال امين زريق … شاعر ومدرس ووزير ومترجم ومؤلف لكتب المناهج الدراسية في الرياضيات
هو جلال بن أمين افندي بن السيد علي بن محمد (الملقب بزريق) بن الحاج عابدين بن الحاج مصطفى (واقف جامع الشيخ ضاهر) بن الحاج ابراهيم فرحات
ورد في معجم البابطين عنه التالي:
ولد في مدينة اللاذقية سنة 1902م.
عاش في سورية، وفلسطين، ولبنان، والعراق، وفرنسا.
تلقى تعليمه قبل الجامعي (الابتدائي والثانوي) في اللاذقية، ثم رحل إلى بيروت، فحصل على درجة البكالوريوس في الرياضيات من الجامعة الأمريكية (1924).
عمل مدرسًا لمادة الرياضيات في دار المعلمين، بالقدس، سنة واحدة، طرد بعدها بتهمة التحريض على الإضراب (مع زميليه درويش المقدادي وجورجي معمر).
عمل في دار المعلمين العليا ببغداد، ثم في كلية الهندسة ببغداد أيضاً، واستُغني عن خدماته لموقف فكري.
عاد إلى فلسطين عام 1930 وعمل مديرًا لكلية النجاح الوطنية بنابلس، فأستاذًا لمادة الرياضيات في «الكلية العربية» بالقدس، لمدة عامين.
وظف في مكتب الترجمة بالقدس حتى عام 1945م.
في عام 1945 عين أمينًا عامًا لوزارة التربية (السورية) بالإضافة إلى أمانة سر الجامعة السورية،
اختير في عام 1949 مديراً عاماً للبرق والبريد، كما اشتغل في اليونسكو.
الإنتاج الشعري:
– له عدة قصائد ومقطوعات وردت في أثناء ترجماته (مصادر دراسته).
الأعمال الأخرى:
– ترجم عن الفرنسية إلى العربية قصة «إميل» (التربوية) التي كتبها الفيلسوف الفرنسي جان جاك روسو- طبع 1930 ، وله مؤلفات في الجبر والرياضة والهندسة، وترجم كتابًا عن الانفجار السكاني، وألف آخر عن التربية الصحية في الريف.
لم يصلنا من شعره غير القليل، ويدل إقبال أهل الموسيقا والغناء على أدائه إلى ما فيه من جمال الإيقاع ورشاقة الأصوات وجمال المعاني، ولا شك في أن مرثيته في صديقه الشاعر إبراهيم طوقان تعد من عيون الشعر الحديث، وتحقق ما أشرنا إليه من عذوبة الإيقاع وحلاوة التشكيل الصوتي، وبخاصة اختيار الكلمة/ القافية، وطرافة المعاني التي جاوزت مألوف التعبير عن الفقد والحزن.
وفاته:
توفي في بيروت 1969، ودفن بمسقط رأسه في اللاذقية(1).
عناوين القصائد:
ضيعتَ عهدي
يا قدس
في رثاء إبراهيم طوقان
يا جارتي ليلى
ضيعتَ عهدي
ضـيعتَ عهدي بعـد مـا لجَّ الهـــــــــــوى ___________________________________
فـي مهجتـي الـحـرَّى وأضنـانـي الجـــــوى ___________________________________
مـا ضرَّ لـو خـالفتَ يـا ظبـيَ اللـــــــوى ___________________________________
طبْعَ الـحسـان وصنـتَ مـيثـاقَ الهـــــــوى ___________________________________
أعـمـلـتَ سحـرك فـي صـمـيـم حشـاشـتــــي ___________________________________
فبعثتَ مـن طـيِّ الضلـوع صـبـابتـــــــــي ___________________________________
حتى إذا أمسـى هـواك عـلالـتـــــــــــي ___________________________________
حـمَّلـتَ ضعفـي كل أوزار الهــــــــــــوى ___________________________________
يا قدس
تـريـديـن أن أسلـو هـواكِ وأنـتهـــــــي ___________________________________
وهل يـنـتهـي قـلـب عـلــــــــــيكِ يذوبُ ___________________________________
فديـتكِ لا سـرِّي عـلـيك بــــــــــــمغلقٍ ___________________________________
ولا نزعـاتُ النفس عـنك تغـــــــــــــيب ___________________________________
وإنـي لـيضنـيـنـي ادِّكـارك نـائـــــــيًا ___________________________________
فكـيف احتـيـالـي والـمزار قـــــــــريب ___________________________________
ألـم تعـلـمـي يـا قـرّةَ العـيـن أننــــي ___________________________________
إذا نـابنـي بؤس إلـيكِ أنـــــــــــــيب ___________________________________
فلا كـان عـيشٌ لـيس فـيـه تعــــــــــلُّلٌ ___________________________________
ولا كـان قـلـبٌ لـيس فـيـه حـبــــــــيب
انتهى ما ورد في معجم البابطين
جلال شاعر سلس العبارة يميل للدعابة والأنس في شعره، موغل في العفوية وبارع في الهجاء والغزل. إلا أن الغريب في مؤلفاته كلها أنه لم يجمع ديواناً لقصائده ولا حرفاً في نثرياته وأدبياته التي بقيت حتى هذا الزمن مخطوطة بيده فقط وجل ما ألّف كان في تخصصه العلمي. وهو القائل في رثاء إبراهيم طوقان:
عجلت علينا وأنت الصبور………………….. فهل ضقت ذرعاً بحمل الأذى
وكنت تغص بحلو الشراب…………………… فكيف استسغت مــذاق الردى
” كان الثلاثي ابراهيم طوقان (أبو جعفر) وعبد الكريم الكرمي (أبو سلمى) وجلال زريق (أبو رعد) يؤلفون عصبة شعرية رفيعة، فكتبوا قصائد وطنية لامعة، وأشعاراً عابثة، وأناشيد مدهشة، وغزليات رقيقة. وشكل هؤلاء شوطاً فريداً في مسيرة الحركة الشعرية في فلسطين. ومع أن جلال زريق (سوري من اللاذقية) كـــان أقلـــهم اهتماماً بالشعر، بل كـــرس جهده لتعليم الرياضيات، إلا أن كثيراً من القصائد المنسوبة الـــى ابراهيم طوقان، على سبيل المثال، هي إبداع مشترك للـــثلاثة معاً. ولعل حصة ابراهيم كانت الأوفر فنُسبت كلها إليـــه، مـــثل «التائية» المعروفة وهي قصيدة هاذية ومكشوفة، علـــى غرار قصيدة «ياتين ياتوت يا رمان يا عنب» التي توزعت بـــين حافظ جميل (من العراق) ووجيه البارودي (من سورية) وابــراهيم طوقان، والتي نُظمت في فتاتين دمشقيتين جميلتين همـــا ليلى تين وشقيقتها أليس كانتا تدرسان في الجامعة الأميركيــة في بيروت.”
(1) مصطفى فرحات، موقع التاريخ السوري المعاصر
مصادر الدراسة:
1 – راضي صدوق: ديوان الشعر العربي في القرن العشرين- دار كرمة للنشر – روما 1994.
2 – يعقوب العودات: من أعــلام الفكر والأدب في فلسطين (ط 2) وكالة التوزيع الأردنية- عمان 1987 .
3 – الدوريات: نشرت له قصيدة بمجلة الهلال (القاهرية) سنة 1922 .