ملفات
حي السفاحية في حلب
حي السفاحية حلب
تعتبر محلة السفاحية من أقدم محلات حلب، فقد بنيت بعض أوابدها في الفترة الأيوبية في أوائل القرن السابع الهجري أي القرن الثالث عشر الميلادي، كما توسعت في الفترة المملوكية في القرنين الرابع عشر والخامس عشر الميلادي، وحين جاء الأتراك العثمانيون إلى حلب في عام 922 هـ 1516 م ازدهرت، وتكاملت، ووصلت إلى الحالة التي نراها عليها اليوم.
بنيت السفاحية على إحدى التلال السبعة التي قامت عليها مدينة حلب وكانت التلة التي بنيت عليها محلة السفاحية تدعى “تلة عائشة” نسبة إلى “عائشة بنت صالح بن العباس” البارعة الجمال التي تزوج بها “موسى الهادي”، وكانت ميداناً في فترة دولة المماليك الجركسية يلعب مماليكهم بالرماح،
وعرفت أيضاً بتلة الست فأنشئت عليها حمام الست أو حمام النحاسين، وكذلك خان النحاسين في قبالتها .
وذكرها المؤرخ “ابن الشحنة” في كتاب “الدرر المنتخب في تاريخ حلب” حينما درس بالمدرسة الظاهرية السلطانية وهي أمام قلعة حلب قائلاً: «بنيت المدرسة أيام الظاهر “غازي بن صلاح الدين” الأيوبي سنة 613 هـ ـ 1216 ، 1217 ، و”المدرسة الأتابكية” 618 هـ 1221 ، 1222 م التي هدمت خلال تدمير “هولاكو” لمدينة “حلب”، ودرس فيها المؤرخ “ابن العديم” سنة 660 هـ ـ 1261 م، ثم دثرت نهائياً، وحين أنشأ “أحمد بن صالح بن أحمد السفاح” المدرسة السفاحية على أنقاض معصرة للسيرج عام 828 هـ ـ 1424 ـ 1425م نسبت المحلة إليها، فدعيت بالسفاحية. وبقيت تحتفظ باسمها هذا حتى اليوم، وفي المحلة “حمام ميخان” الذي ذكره المؤرخ “ابن الشحنة” المتوفي سنة 890 هـ ـ 1485 م».
وتابع المؤرخ “ابن الشحنة” قائلاً: «خلال الحكم العثماني فقد اهتم بها ولاة حلب الأتراك ـ فأنشأ فيها “خسرو باشا” مدرسته الخسروية عام 915 هـ ـ 1544 ، 1545 م، وحين عادت السلطانة “كوهر ملكشاه” بنت “عائشة” السلطانية حفيدة السلطان “بايزيد” وجده “أحمد دوقة كين باشا” والي حلب، من الديار المقدسة، وتوفيت هنا دفنت بجانب المدرسة السفاحية، ومازال قبرها موجوداً، ثم أنشأ الوالي المذكور في المحلة جامعة بجوار دال العدل وسمي بالعادلية عام 963 هـ ـ 1555 ، 1556م. وهو من أجمل جوامع حلب ً
وفي المحلة فضلاً عن ذلك جامع “تغزي بردي” الذي أنشى عام 769 هـ ـ 1393 ، 1394م وقد بناه “ابن طومان” المعروف بالموازيني، أما السبلان والقساطل والمدارارت فقد كانت كثيرة، اندثر أكثرها، وكذلك المدارس كالمدرسة الحدادية والمساجد كمسجد درب الأسفريس، ويطلق عليه المسجد العمري.
ويذكر بعض المؤرخين أن “ولي الله العارف إبراهيم بن أدهم” وضريحه في جبلة المعروف بضريح السلطان إبراهيم، قد نزله ويطلق عليه أحياناً اسم “مشد علي”، وأن الزوايا التي بنيت في المحلة قد دثرت أيضاً، وكان أشهرها زاوية “شيخ تراب” التي بنيت عام 1195 هـ ـ 1780،1781 م. أما الخانات والأسواق التي تحلق بالمحلة فكثيرة مثل “سوق القطن” و”سوق الحمام” و”خان الفرايين” و”خان العلبية”.
المراجع والهوامش:
(1). متحف حلب الفوتغرافي Aleppo Photographic Museum
