وُلد في مدينة السلمية من محافظة حماة عام 1934، لعائلة شديدة الفقر؛ إذ كان أبوه “أحمد عيسى” فلاحًا بسيطًا، وكانت والدته ” ناهدة ” تنتمي لنفس العائلة.
درس في كتّاب السلمية، وانتسب إلى المدرسة الزراعية فيها، متمًّا دراسته الإعدادية فيها، حينها تعرّف على “سليمان عواد” الذي عرفه على الشعر الحديث ويعتبره الماغوط معلمه الأول.
ثم انتقل إلى دمشق ليدرس في الثانوية الزراعية، وبعد عودته إلى السلمية، انتسب إلى الحزب السوري القومي الاجتماعي، دون أن يطالع مبادئه، ولم يدم انتماؤه الحزبي طويلًا، فترك الحزب في الستينيات، بعد أن سُجن ولوحق بسبب انتمائه.
هرب إلى بيروت في أثناء الوحدة بين سورية ومصر؛ إذ كان مطلوبًا، ودخل لبنان بطريقة غير شرعية، سيرًا على الأقدام، وهناك انضمّ إلى جماعة مجلة “شعر“؛ حيث تعرف على الشاعر يوسف الخال الذي احتضنه، ودعاه ليعمل معه في المجلة ذاتها، ونشأت بينه وبين الشاعر بدر شاكر السياب صداقة حميمة، وتعرّف على الشاعرة سنية الصالح.
عاد إلى دمشق بعد أن صدرت مجموعته الأولى “حزن في ضوء القمر” عام 1959، وبعد عام واحد صدرت مجموعته الثانية “غرفة بملايين الجدران“، وتوطدت العلاقة بين الماغوط وسنية صالح بعد قدومها إلى دمشق؛ لإكمال دراستها الجامعية.
في عام 1961، أُدخل الماغوط إلى السجن للمرة الثانية، وأمضى في السجن ثلاثة أشهر، ووقفت سنية صالح وصديقه زكريا تامر إلى جانبه، خلال فترة السجن، وتزوج الماغوط من سنية صالح في أعقاب خروجه من السجن، وأنجب منها ابنتيه: شام وسلافة.
في السبعينيات عمِل الماغوط في دمشق رئيسًا لتحرير مجلة “الشرطة”؛ حيث نشر كثيرًا من المقالات الناقدة في صفحة خاصة من المجلة.
كان من المؤسسين لجريدة “تشرين” السورية.
خلال الثمانينيات سافر “الماغوط” إلى الإمارات وعمل في جريدة (الخليج)، وأسس مع “يوسف عيدابي” القسم الثقافي في الجريدة، وعمل معه في القسم لاحقاً الكاتب السوري “نواف يونس”.
من أعماله: الأرجوحة و شرق عدن غرب الله ، والفرح ليس مهنتي،سياف الزهور والعصفور الأحدب، وادي المسك و حكايا الليل و غربه و شقائق النعمان وضيعة تشرين وكاسك ياوطن ، و فيلمي التقرير و الحدود ، وغيرها الكثير من المؤلفات التي أغنت الفكر العربي.
نال الماغوط جوائز عديدة في حياته تقديرا على انجازاته منها: جائزة “احتضار” وجائزة” سعيد عقل” و جائزة “سلطان بن علي العويس” الثقافية للشعر.
كما صدر مرسوم بمنحه وسام الاستحقاق من الدرجة الممتازة عام 2005م .
توفي في دمشق يوم الثلاثاء في الثالث من نيسان عام 2006 عن عمر يناهز 72 عامًا، بعد صراع امتد أكثر من عشر سنوات مع المرض.
ونقلت خبر الوفاة وكالة الانباء السورية التي ذكرت انه بوفاة الماغوط “فقدت الاوساط الثقافية والادبية على الساحتين السورية والعربية علما من اعلام الشعر والادب”
اقرأ:
محمد الماغوط شاعر اللغة البرية والاحتجاج على العالم
“محمد الماغوط” .. البدوي الأحمر الذي فجر السجن موهبته!
انظر:
محمد الماغوط في مقهى البرازيل عام 2000م
الأديبان محمد الماغوط وزكريا تامر في مقهى البرازيل عام 2000