أفرد بدر الدين الشلاح في كتابة (المسيرة التجارية) حيزاً لنشر بعض الذكريات التي جمعته مع الرئيس شكري القوتلي، ومنها قصة أشجار شكري القوتلي التي نعيد نشرها نقلاً عن الكتاب بدون أي تصرف فيها:
(كان الرئيس شكري القوتلي يملك غيضة حور رومي في قطعة أرض اسمها التفاح، ففتح في منزله نجادة الرئيس مزاداً لبيع أشجارها النامية حضره أصحاب حواصل الخشب، واستمر المزاد حتى وصل إلى أربعمائة وخمسين ليرة ذهبية عثمانية، ولكن الرئيس القوتلي لم يقبل البيع بهذه القيمة وذهب المشترون فسألني: بكم طنبر تقدر الغيضة، (زنة الطنبر 1 طن)، فأجبته بتقديري 450 طنبراً، قال بل أكثر، وغداً نذهب معاً يرافقنا خبير اسمه أبو شاكر لنعيد تقديرها.
علم والدي المرحوم سليم الشلاح بالأمر فاتصل بالرئيس القوتلي واتفق معه على أن يشترك بالتخمين في اليوم التالي، وهكذا أعدنا التخمين معاً، ولم يقدر محصول الغيضة بأكثر من 450 طنبر، وقال له والدى هذه الكمية قيمتها أربعمائة ليرة ذهبية ووافق القوتلي: كرامة إلى أبو راتب فلتكن بأربعمائة بدلاً من أربعمائة وخمسين ليرة ذهبية، وهذا كان من محبته للوالد المرحوم سليم الشلاح وتقديره له).