You dont have javascript enabled! Please enable it!
من الصحافة

كيف قتل مدير ناحية مريبط في الرقة البريطاني “شارل سميت”؟

أدهم الجندي - مجلة العمران 1971

“حضر شارل سميت الى ناحية مريبط واستاجر من فقراء الفلاحين بعض الاراضي واغراهم ببدل الايجار وقام بتعاطي الفلاحة والزراعة ولم يكتف بذلك فقد دفعه الجشع والطمع الى اغتصاب اراضي الغير بما فيها محاصيلها وضج الفلاحون بشكواهم ولكن لا مغيث ولا مجيب.
كان شارل سميث يتجول في سيارته يجوب المنطقة وكان مشبوها في كل حركاته وسكناته وكانت الشخصيات البريطانية لا تنفك عن زيارته وكان مزمعا على احدث مؤسسة زراعية كبرى ولكن الحقيقة هي احداث مستعمرة بريطانية في قلب هذه المنطقة وكان لا ينفك يعمل على الايقاع والدس بين الفلاحين …

وكلما مر الزمن اشتدت وطأة تعدياته على الفلاحين فكانوا اذا تقدموا بشكواهم الى ضابط الاستخبارات في منطقته اجابهم بلزوم مراجعة المحاكم والشكوى على هذا الانكليزي لا تسمع الا في المحكمة الاجنبية بحلب وهم لفقرهم لا يستطيعون السفر الى حلب لمراجعة هذه المحكمة ويحتاج الامر الى نفقات السفر ورسوم الدعاوى وتوكيل المحامين فكانت محاصيلهم الزراعية يأخذها الانكليزي شارل سميت قوة واقتدارا تعززه قوة من الحرس السيار التي كانت موضوعة بامرته وقد ثبتت علاقات التواطىء بينه وبين الضباط الفرنسيين ضد الفلاحين واستمر الحال على هذا الشكل المؤلم مدة طويلة الى ان اتاح الله لهم المرحوم انيس سلطان وكان مدير ا لناحية مريبط فقتله وخلصهم من آثامه.

وفي ظهر اليوم السادس عشر من شهر كانون الثاني سنة 1929 انتهى اجل شارل سميث فقد عاد من حلب وعبر الفرات الى قرية مريبط وهي مركز الناحية فخاطب مدير الناحية متحديا وشاتما ولحكومته ..

وتقدم الانكليزي من مدير الناحية ليصفعه بعد ان اجابه على شتائمه بالمثل وتماسكا بالايدي فاشهر شارل سميت مسدسه فاطبق مدير الناحية على يده وطوق عنقه بذراعه واستطاع بقوة ساعديه فك المسدس من يده فاخذه واطلق الرصاص عليه فارداه قتيلا.
وقد كفت يد مدير الناحية عن العمل بسبب توقيفه لدى المحكمة الجنائية الاجنبية بحلب وقد تدخلت حكومة جلالة الملك بشأن شارل سميث الذي يحمل الجنسية البريطانية للحكم باعدام قاتله وكان موقف السيد نافع القدسي محافظ دير الزور آنئذ نبيلا وشريفا فقد قدم التقارير الادارية الرسمية وكلها كانت تؤيد دفاع مدير الناحية عن نفسه وكانت النتيجة ان اصدرت محكمة الجنايات الاجنبية بحلب بتاريخ 15تشرين الاول سنة 1929 قرارها بسجنه مدة خمس عشرة سنة.

قضى مدير الناحية منها زهاء عشر سنوات في السجن ولما استلمت الحكومة السورية مقاليد الحكم بعد المعاهدة الفرنسية السورية_اصدرت العفو عنه وفي سنة 1944 اعيدت اليه حقوقه واعتباره واعيد الخدمة.

وقد ولد أحمد أنيس بن محمد توفيق سلطان في حماة سنة 1892 وعاش 68 سنة، وكان ذا عائلة كبيرة  عضها الجوع بنابه في عهد سجنه”.

المصدر
أدهم الجندي، الرقة، مجلة العمران 1971



 أحداث التاريخ السوري بحسب السنوات


سورية 1900 سورية 1901 سورية 1902 سورية 1903 سورية 1904
سورية 1905 سورية 1906 سورية 1907 سورية 1908 سورية 1909
سورية 1910 سورية 1911 سورية 1912 سورية 1913 سورية 1914
سورية 1915 سورية 1916 سورية 1917 سورية 1918 سورية 1919
سورية 1920 سورية 1921 سورية 1922 سورية 1923 سورية 1924
سورية 1925 سورية 1926 سورية 1927 سورية 1928 سورية 1929
سورية 1930 سورية 1931 سورية 1932 سورية 1933 سورية 1934
سورية 1935 سورية 1936 سورية 1937 سورية 1938 سورية 1939
سورية 1940 سورية 1941 سورية 1942 سورية 1943 سورية 1944
سورية 1945 سورية 1946 سورية 1947 سورية 1948 سورية 1949
سورية 1950 سورية 1951 سورية 1952 سورية 1953 سورية 1954
سورية 1955 سورية 1956 سورية 1957 سورية 1958 سورية 1959
سورية 1960 سورية 1961 سورية 1962 سورية 1963 سورية 1964
سورية 1965 سورية 1966 سورية 1967 سورية 1968 سورية 1969
سورية 1970 سورية 1971 سورية 1972 سورية 1973 سورية 1974
سورية 1975 سورية 1976 سورية 1977 سورية 1978 سورية 1979
سورية 1980 سورية 1981 سورية 1982 سورية 1983 سورية 1984
سورية 1985 سورية 1986 سورية 1987 سورية 1988 سورية 1989
سورية 1990 سورية 1991 سورية 1992 سورية 1993 سورية 1994
سورية 1995 سورية 1996 سورية 1997 سورية 1998 سورية 1999
سورية2000

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى