محمد عمران

ولد محمد عمران قرية المخرم الفوقاني في ريف محافظة حمص عام 1922م.

ينحدر من عشيرة الخياطين العلوية.

لديه ستة أولاد أكبرهم ناجح.

انضم إلى حزب البعث، وكان أحد عناصر التنظيم العسكري في الحزب.

ترأس ما يسمى اللجنة العسكرية الأولى وعند نقل أعضائها الى مناصب دبلوماسية، ترأس اللجنة العسكرية الثانية التي كان في عضويتها حافظ الأسد، صلاح جديد، عبد الكريم الجندي، منير الجيرودي، عبد الغني عياش، أحمد المير، وعثمان كنعان.

بعد انهيار الوحدة بين سورية ومصر عام 1961م، اعتقل على أثر حادثة 28 آذار 1962م، وكان برتبة مقدم، ولم يفرج عنه الا في شباط عام 1963م.

العودة إلى الجيش

بعد إنقلاب الثامن من آذار عام 1963 عاد إلى الجيش، وسمي نائباً لرئيس مجلس الوزراء في وزارة أمين الحافظ الأولى التي تشكلت في الثاني عشر من تشرين الثاني عام 1963 واستمرت حتى الرابع عشر من أيار عام 1964م.

كما سمي بعدها وزيراً للدفاع في حكومة صلاح البيطار الخامسة التي تشكلت في الأول من كانون الثاني عام 1966 واستمرت حتى الثالث والعشرين من شباط عام 1966م.

وسمي عضواً في المجلس الوطني للثورة بموجب المرسوم التشريعي رقم 22 الذي أصدره أمين الحافظ رئيس مجلس الرئاسة في الثاني عشر من شباط 1966م.استمر المجلس لمدة 9 أيام فقط، واجتمع هذا المجلس مرة يتيمة فقط لانتخاب هيئة ثم جرى إنقلاب 23 شباط عام 1966م، وهذا المجلس لم يصدر اي بيانات او قرارات..

بعد  إنقلاب 23 شباط 1966م اعتقل محمد عمران وأودع في سجن سجن المزة مع مجموعة من قيادات الدولة والحزب على رأسهم الرئيس أمين الحافظ.

الخروج من السجن وسورية:

بُعيد حرب حزيران أطلق سراحه في التاسع من حزيران عام 1967 م، وفضل محمد عمران الذهاب إلى بيروت ومنها إلى جبل محسن في طرابلس حيث التواجد الأكبر للطائفة العلوية التي ينتمي إليها، وهي قريبة أيضا إلى مدينة حمص. كما كانت لديه مزرعة للأغنام في بلدة الشيخ عباس في عكار، وكانت تقيم فيها زوجته مع أولاده.

العودة إلى سورية:

بعد ذهابه إلى لبنان تواصل مع صلاح الدين البيطار  الذي كان يقيم في فرنسا والتي فيها ينشط في معارضة النظام بدمشق.

يذكر الصحفي باتريك سيل في كتابه سورية والصراع على الشرق الأوسط أن محمد عمران أرسل قبل عودته إلى دمشق رسالة أعلن فيها عن نيته العودة إلى سورية.

وأورد باترك سيل ما يلي:

(في حركة دونكيشوتية مغامرة كتب عمران رسالة إلى الأسد يعلمه فيها بعزمه على العودة للوطن، أي أنه عملياً كان يتحدى الأسد أن يقبض عليه.

ويبدو أنه قد حسب أن أصدقاءه في الجيش إذ كانوا قد احتملوا نفيه فإنهم لن يتحملوا حبسه. كانت هذه غلطة فيها سوء تقدير. فلم يكن الضباط العلويون في المناصب الحساسة متحمسين للمغامرة بمكاسبهم في “لعبة موسيقية” أخرى لتغيير الكراسي في قمة السلطة.

وسرعان ما انتهت مطامح عمران بصورة مفاجئة. ففي الرابع من آذار سنة 1971، وقبل أسبوع من عودته المخططة، اغتيل في بيته بطرابلس، وقيل أن ثلاثة أشخاص فلسطينيين هاجموه، أحدهم امرأة. ويحيط الغموض بعملية قتله، وتزعم بعض المصادر أن القاتلين قد أرسلهم نزيه زرير، من مخابرات حمص، والذي أصبح فيما بعد مديراً للمخابرات العامة، تحت الإمرة المباشرة لناجي جميل، رئيس مكتب الأمن القومي التابع للحزب. ولقد نفى زرير هذه التهمة علناً. ولكن كان من المعروف أن جميل وعمران كانا خصمين لدودين، وكان جميل، الذي له جذور في القوة الجوية، صديقاً شخصياً للأسد. وكان هناك اعتقاد شائع بأن جميل قد خطط لعملية القتل، ربما بتشجيع من رفعت، لتعزيز مصالح الأسد، ولكن بدون استشارته. وتعتقد مصادر أخرى بأن القصد لم يكن قتل عمران، بل اختطافه فقط، غير أن النار قد أطلقت عليه أثناء مشاجرة.

وفي نهاية الأمر فإن عائلة عمران لم توجه اللوم إلى الأسد على مصرع عمران. وقد قام ابنه ناجح بزيارة الأسد بعد ستة أشهر، وبكى بين يديه. وقد لا تتضح ظروف اغتيال عمران بالضبط بشكل يرضي الناس أو يقنعهم. ولكن معظم ضباط فئة عمران التفوا حول الأسد بعد ذلك، وكوفئوا بطرق مناسبة.

ومن بين الرفاق الخمسة الذين تكتلوا في القاهرة قبل ذلك باثني عشر عاماً لم يبق واقفاً سوى الأسد وحده).

رواية أخرى للاغتيال:

أورد الكاتب رواية أخرى عن الاغتيال نشرت في موقع تلفزيون سورية، جاء فيها أن (مصدراً مطّلعاً على القصة يروي تفاصيلها التي تُنشر هنا لأول مرّة.

بدأ الأمر حين استدعى الأسد الرائد نزيه زرير، رئيس فرع المخابرات العامة بحمص، بسبب موقعها الجغرافي القريب من لبنان، وكلفه بإعداد خطة لاغتيال عمران، ووضع جميع الإمكانيات تحت تصرفه، وأمره بالتعاون مع منظمة الصاعقة والاستفادة من وجودها القوي هناك.

وبدوره طلب زرير أحد ضباطه الموثوقين من أصل لبناني، وهو النقيب مصطفى أيوب، وكلفه بالمهمة. وضع أيوب الخطة التي تدارسها مع رئيسه ثم تم تنفيذها. وتألفت من ثلاث مجموعات:

وحدة التنفيذ: وتألفت من أيوب كقائد ميداني ظل في السيارة، ورقيب متطوع في الشرطة العسكرية منقول إلى المخابرات هو الذي أطلق النار، وقناص في حال فشل الاغتيال المباشر. دخل الثلاثة إلى لبنان قبل العملية مباشرة، فرادى بسيارات مختلفة ومن منافذ حدودية متعددة وبهويات لبنانية مزورة، وعادوا فوراً فرادى وبسيارات مختلفة أيضاً من منافذ غير نظامية ولم يسجلوا خروجاً.

وحدة المراقبة: قادها بسام جهماني رئيس القسم الخارجي في فرع حمص. وهو مدني ظل في موقعه أكثر من ثلاثين عاماً. ومعه في هذه الوحدة شخص أو اثنان. عبرت الحدود بنفس الطريقة، بهويات لبنانية مزورة، وعادت فور تموضع وحدة التنفيذ، وأيضاً لم تخرج ورقياً من لبنان.

وحدة الدعم اللوجستي: كانت من «الصاعقة». وتولت دراسة المنطقة وتأمينها ومعرفة المداخل والمخارج والحي والبناء والسكان ومراقبة أوقات الهدف وتأكيد وجوده في البيت وتأمين الطعم (المرأة) ثم إخلاء الأرض.

بعد العملية استقبل الأسد مصطفى أيوب وعيّنه رئيساً لفرع حمص للمخابرات العامة. أما زرير فقد تأخرت مكافأته حتى ترفعه إلى عقيد فعيّن مديراً للإدارة.

لم يكن اعتقال مجموعة الدعم ضمن الخطة لكنهم أوقفوا لأن أحدهم أخذ يثرثر، وبسبب سقوط هوية نفاع في المنزل مما قد يشكّل طرف خيط لأي تحقيق جاد. ظل مصيرها مجهولاً فيما لم يبق من الرجال، الذين لم يُعرف عددهم على وجه الدقة، ويتراوح بين اثنين وخمسة، سوى واحد يقيم اليوم لاجئاً في إحدى الدول الأوروبية ويمتنع عن التصريح.

كلّف حافظ الأسد قائد المنطقة العسكرية الوسطى بتمثيله في جنازة عمران في المخرّم. لكنه مشى بالفعل في جنازة القاتل، زهير محسن، بعد اغتياله في فرنسا، ولم يمكن تشييعه إلى «مقبرة الشهداء» في المخيم إلا سيراً على الأقدام).

مؤلفاته:

1- كتاب ” تجربتي في الثورة” قدم فيه رؤية في الفكر القومي اليساري.

2- “التاريخ الخفي” الذي تناول فيه تجربة حزب البعث في السلطة وعرض فيه الأحداث والأشخاص بصورة تفصيلية.

اغتياله:

اغتيل في طرابلس – لبنان في الرابع من آذار قبل أسبوع من عودته التي كانت مقررة إلى سورية في الرابع من آذار عام 1972م.

انظر:

مرسوم تحديد عدد أعضاء المجلس الوطني للثورة في سورية 1966