وثائق سوريا
بيان القيادة القطرية المؤقتة لحزب البعث حول حركة 23 شباط 1966
إلى الرفاق في وطننا العربي الكبير:
يا رفاقنا في الوطن العربي الكبير، إن حركة تجديد الثورة التي قامت في 23 شباط لم تكن حركة قطرية تستهدف تصحيح الانحراف على مستوى قطري فحسب، بل انطلقت لتقضي على الانحراف الذي مارسته العفلقية والبيطارية باسم الحزب القومي.
يا رفاقنا في الوطن الكبير، إن القيادة القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي في سوريا لم تنطلق أمس إلا لتصحح باسم الحزب القومي ما أفسده الأنانيون المتسلطون. لقد ثرتم أيها الرفاق وأعلنتم عن رفضكم ليمينية البيطار وتسلط عفلق، ولكنهم كانوا يستهينون برأي الحزب وقواعده ومنظماته؛ كانوا يضربون بهذه الآراء عرض الحائط، مستهينين بديمقراطية الحزب وشعاراته. وحين تحركت القيادة القطرية أمس لتزيح هذا الكابوس عن صدر الحزب، لم تفعل ذلك إلا لأن هؤلاء المتسلطين لم يكتموا أنفاس الحزب على صعيد قطري فحسب، بل على الصعيد القومي.
إيها الرفاق، لئن كان هؤلاء المتسلطون قد استهانوا بآرائكم ومذكراتكم التي أدنتم فيها مجيء البيطار وزمرته إلى الحكم، فقد قامت القيادة القطرية لتضع بأسمائكم هذه الآراء والمقررت موضع التنفيذ، إذ أن القيادة القطرية تعلم علم اليقين أن التخريب الذي مارسه عفلق داخل الحزب، والآثار السيئة التي ولدها مجيء صلاح البيطار وتهديده للمكاسب الاشتراكية التي حققها الحزب، والتي وضعته في مكانه الطليعي بين الحركات الاشتراكية العربية والعالمية، هذه الآثار وهذا التخريب لم ينعكس داخل القطر السوري فحسب، بل انعكس على كل منظمات الحزب القومية.
ومن هنا فإن التصحيح الذي أقدمت عليه القيادة القطرية أمس كان تصحيحاً على المستوى القومي، وباسم الحزب القومي.
إيها الرفاق، إن حزبنا لم يكن في يوم من الأيام حزباً قطرياً، بل كان منذ النشأة حزباً قومي التنظيم والمحتوى. ويوم خاض حزبنا جميع معاركه الدامية في أرجاء الوطن الكبير، لم يخضها قطر دون آخر، بل خاضتها طلائع الحزب وجماهيره في كل مكان. والنكسات التي تعرض لها الحزب في بعض الأقطار، لم تصبه في تلك الأقطار وحدها، بل أصابته على المستوى القومي. والانتصارات التي حققها نضال الحزب وجماهيره الكادحة في كل قطر من أرض العرب كانت انتصاراً لنضال الحزب القومي في كل مكان.
ومن هنا فإن انتفاضة أمس ليست من أجل حزبنا وجماهيره في سوريا وحدها، بل هي لحزبنا الكبير في الوطن الكبير، وللشعب العربي كله.
إيها الرفاق، لقد بذلنا المستحيل من أجل إقناع عفلق وزمرته بالنزول عند إرادة الحزب وقواعده، والالتزام ضمن ديمقراطية الحزب بمقررات المنظمات القومية والقطرية، ولكن كل رجائنا كان يقابل بمزيد من الإصرار والتصميم على الاستهانة برأي الحزب وقواعده. طالبتم أيها الرفاق وطالبنا بإبعاد اليمينيين والمتآمرين عن الحزب، ولكنهم تحدوكم وتحدونا وجاؤوا بهم للحكم. طلبنا عقد مؤتمر قطري فرفضوا. طلبنا عقد مؤتمر قومي لتكونوا أنتم الحكم الفصل، ولتحولوا بين اليمينية والحكم باسم الحزب، ولتحولوا بالتالي دون هدم المكاسب الاشتراكية التي تحققت بعد نضال دام خاضته جماهيرنا وطلائع حزبنا عبر سنين النضال المرير، ولكنهم رفضوا سماع صوتكم أو أخذ رأيكم، مستهينين بكل تقاليد الحزب ومبادئه وشعاراته. ولم يكن هناك بد أيها الرفاق من غسل أيديهم قبل أن يتمادوا في تخريب الحزب والثورة.
أيها الرفاق في الوطن الكبير، لتعش ثورة آذار ثورة حزب البعث العربي الاشتراكي والشعب العربي من المحيط إلى الخليج.
المصدر: مجلة المناضل.