وثائق سوريا
رسالة سلطان باشا الأطرش إلى الرئيس شكري القوتلي 1956
رسالة سلطان باشا الأطرش إلى الرئيس شكري القوتلي
(حضرة صاحب الفخامة رئيس الجمهورية السورية الأفخم:
إنني إذ استمع إلى هذا النداء أرى من حق الوطن علي أن أبعث في جو من أخلاق أجدادنا العرب، الذين منهم خالد، وقد قال: لا أقاتل في سبيل عمر بل أقاتل في سبيل الإسلام. والذين لقنوا العالم دروس التضحية في سبيل رسالة الحق والعدل، أرى من حق الوطن علي أن أتقدم من بلادي ممثلة بحضرة صاحب الفخامة الرئيس الأعلى، ومن حوله حضرات السادة النواب وقيادة الجيش المفدى بتأييد كلي مطلق لهذه الدعوة المباركة والرسالة الحقة، معلناً: أنني وأنا الجندي الذي تدركني الشيخوخة، وقد بلوت الحروب والكروب، وخبرت شؤون الدماء والضحايا، أعلن أنني لا أشتهي عذاب بني الإنسان ولا ارتضي لأبناء وطني، ولا لغيرهم، التقتيل والتشريد والخوف والجوع والرعب، إذ ما كنا لنحارب إلا في سبيل استقلال بلادنا، ولا نسفك دماء السوريين العرب إلا على مذبح حريتهم وسيادتهم.
ولكن الاستعمار المقنع بالصهيونية والجشع والعدوان الغربي الذي أجلى الشعب العربي الآمن عن وطنه وديار آبائه وأجداده ليحل مكانه المولود الشريد الذي أقامته دول الغرب قاعدة لنشر قوى الطغيان في سبيل إذلال العرب ووقف تقدمهم والحيلولة دون منعتهم ورفعتهم وازدهار بلادهم، وللاستمرار في استثمار خيراتها وبترولها، ولسوق شعوبها إلى ساحات القتال.
إذ أتحدث عن خطر السياسة الغربية وبغيها، لا يسعني وفاءً عربياً لحقائق التاريخ والقيم الإنسانية، أن أنسى الدول الكريمة الحريصة على حقيقة العدالة الاجتماعية ومعانيها، والتي تذود عن حقوق العرب، فتذود عن دماء الإنسانية كي لا تهدر ظلماً وعدواناً, فأذكر بالشكر كل دولة تشد أزر العرب، سواء من الشرق أو الغرب، في نضالهم وكفاحهم ضد الصهيونية والاستعمار. وأرجو ختاماً أن تقبل أمنية طالما تمنيتها على رؤساء الحكومات العربية في مؤتمرهم الأخير بالقاهرة، فيتنادى العرب جميعاً لتأييد قضية فلسطين، ورفع الراية الكبرى وشعارها: الله أكبر، حي على الجهاد!..( وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون..).
القريا ـ جبل الدروز، في 16-2-1956
التوقيع
سلطان الأطرش
انظر: