من أوائل المؤسسين للحركة المسرحية في مدينة حلب
من مواليد حلب 1926، “حي الفرافرة”
كان له الدور في خلق الروح المسرحية لدى جمهور حلب الذي يتمتع بحس فني مرهف، ومواهب رائعة مدهشة، وساهم في رفد حلب بالكثير من الأصوات الموسيقية وتخريج عدد من المسرحيين.
تحدث الأستاذ “عبد القادر علي بدور”، رئيس الجمعية العربية المتحدة للآداب والفنون في حلب، عن حياة الموسيقي والفنان “أحمد نهاد الفرا” والذي حدثنا عنه قائلاً:
– تلقى تعليمه في مدينته الأم ثم سافر إلى “القاهرة” بقصد الدراسة في “الأزهر الشريف”- كلية أصول الدين.
– في العام 1943 انتقل إلى الصف الثاني من جامعة الأزهر بدرجة تفوق، إلا أن عشقه للفن قد تغلب عليه فقد ترك “الأزهر” هارباً من أسواره إلى شارع “محمد علي باشا” حيث يوجد مسرح “بديعة مصابني” التي ساعدته بدخول “المعهد العالي للتمثيل” وتخرج من المعهد عام 1947 بامتياز مع أول دفعة ضمت كلاً من الفنانين: “فريد شوقي” و”شكري سرحان” و”عمر الحريري” و”سميحة أيوب” و”فاتن حمامة” و”هدى سلطان” و”حمدي غيث” و”يحيى شاهين” وغيرهم”.
– في العام 1948 اشترك في تمثيل فيلم “ليلى العامرية” إلى جانب “محمود المليجي” و”يحيى شاهين” و”كوكا”، زوجة المخرج نيازي مصطفى الذي اخرج الفيلم”.
وفي العام نفسه التحق بالمعهد العالي للموسيقا المسرحية العالمية، وتخرج عام 1951 بدرجة جيد جداً منشدأ أوبرالياً، وكان من دفعته كل من الفنانين: “كمال الطويل، حسن درويش، أميرة كامل، وعبد الحليم شبانه أو عبد الحليم حافظ” الذي كان من أعز أصدقائه. كما أنه مثّل وأخرج على دار الأوبرا بالقاهرة عدداً من المسرحيات العالمية منها: السَيد، هاملت، ألف ليلة وليلة، و”مجنون ليلى” التي نال بها شهادة التخرج من المعهد. ومن الأساتذة الكبار الذين تلقى علوم الفن المسرحي على أيديهم: “زكي طليمات، يوسف بك وهبي، جورج أبيض، فتوح نشاطي، وحسين رياض”. وفي مجال الموسيقا الدكتور “محمود الحفني” و”عبد الحليم نويرة” و”محمد عبد الوهاب”.
– عندما عاد إلى “حلب” اختص في التمثيل والموسيقا والغناء الأوبرالي ودّرس في معهد إعداد المعلمين وفي المعاهد التابعة لوزارة الثقافة أصول الموسيقا والفن المسرحي. وأسس في العام 1959 مع مجموعة من مثقفي وأدباء وفناني “حلب” “الجمعية العربية المتحدة للإعلام والفنون.
– تخرج على أيدي الفنان “الفرا” كبار الفنانين أمثال “محمد صباح عبيد” و”رضوان عقيلي” و”عبد الرحمن حمود” وآخرين. وأسس في العام 1985 “فرقة الطليعة ” للموسيقا والغناء ضمت خريجي المعهد العربي للموسيقا أمثال “عبد القادر بدور” و”جمال بدور” و”باسم ملاح” و”أحمد فراس ملاح” و”سامر عيسى” و”حسان الحسيني” و”نديم ناطور” و”أحمد خياطة” و”عمار دهني”.
– كان يبلغ عدد أعضاء هذه الفرقة ثلاثين عازفاً ومنشداً من الشباب والشابات، وكان لها العديد من الأمسيات والمشاركات الهامة بإشراف وتدريب الفنان “الفرا” منها المشاركة في “مهرجان تكريم المبدعين” والمشاركة بجائزة “الباسل للإنتاج الفكري”. كما أن للفنان “الفرا” تميز كبير في إعادة عزف مقطوعات لأجمل الأغاني الموسيقية والموشحات التي كان يقوم على إعادة تنويطها بما يتناسب مع الفرقة والمغنين.
وعما يميز الفنان “الفرا” يقول “هلال دملخي”، فنان مسرحي وتلفزيوني:
– تخرج من المسرح عام 1949 وتخرج من المعهد العالي للموسيقا والغناء عام 1951 وعندما دخل الامتحان للغناء اختارته لجنة التحكيم للغناء بسبب قوة صوته، في حين أن “عبد الحليم حافظ” اختارته اللجنة للتمثيل وتخرج بعدها “حليم” كعازف على آلة “الأوبوا أو الآلة النفخية” وتخرج “الفرا” كمغني. وما كان يميزه هو أنه كان الرجل المناسب في المكان المناسب، فالروح الفنية والاجتماعية التي كان يتمتع بها لعبت دور كبير في تأثيره وتأثره بمحيطه، حيث كان يقيم دورات موسيقية لتعليم أصول الموسيقا على أن يعود ريع تلك الدورات إلى الجمعية التي كانت تعنى بالآداب والفنوان.
– أشرف على العديد من الأعمال الناجحة منها “الناصر صلاح الدين” و”السلطان الحائر” و”اللص” و”دقة الساعة” و”مفتاح النجاح” و”مولد بطل” و”محكمة المظالم” و”الرجل الذي فكر لنفسه” و” أبو محجن الثقفي” و”الشيطان في خطر” و”المروءة المقنعة”. وقد عرضت هذه المسرحيات على مسرح “الجمعية الخيرية الأرمنية” و مسرح” سوق الإنتاج” و”مسرح دار المعلمين” وتميز أسلوبه في الأداء المسرحي بالمغالاة في تفخيم الحوار المسرحي الموغل في الكلاسيكية والصوت الأوبرالي الهارموني».
– لقد كان يبدع ألحان تناسب الكلمات التي تعطى ،ولذلك من النادر أن نسمع او نشاهد أغنية تتغنى بالإنسان والشجر والطبيعة كما كان يفعل ” الفرا” فهو صاحب ألحان أغنية العام الجديد”، التي كانت مقررة في المنهاج المدرسي للمرحلة الإعدادية في كتاب “النشيد والموسيقا” في منتصف الستينيات، وتقول كلماتها: مطلع العام الجديد أمل يحي القلوب/ولئن غيب ما يطويه علام الغيوب /فلأكن مستبشرا واثقا من فضله /فالبرايا والورى نفحة من عدله/منيتي طول الزمن نفع نفسي والقريب /وازدهار للوطن وحياة للغريب /كلنا في الأرض جار فلنصن عهد السلام .
– كتب في مجال المسرح كتاب “فن الإلقاء” ومسرحية”آلام وأحزان” ومسرحية” الأمومة”. وكتب في مجال الموسيقا كتاب “فن الموسيقا” و”النشيد والموسيقا” و”قواعد الموسيقا” و”التربية الموسيقية”.
– عمل خبيراً للموسيقا في الإذاعة والتلفزة الجزائرية بين عامي 1973 – 1978.
– منح “درع الثقافة” في العام 1986 لما قدمه في مجال المسرح والموسيقا.
توفي سنة 1994 ودفن في مقبرة جبل العظام “البختي” له خمسة أولاد “صفوان” و”غزوان” و”علاء” و”إيمان” و” سوزان”، وأغلبهم يعملون بالموسيقا(1).
(1) باسل عمر حريري، الموسوعة التاريخية لأعلام حلب