عام
مرج السلطان
قرية مرج السلطان الشركسية واحدة من قرى الغوطة الشرقية / والمرج لوقوعها على خط مرج السلطان الجغرافي الفاصل بين بساتين الغوطة وغياض حورها ، ومراعي المرج وحقولها الهزيلة في الشرق.
وهي تقع في وسط غوطة دمشق، وعلى مسافة 18 كم شرق دمشق.
تبعد القرية عن مجرى بردى إلى (1500م) نحو الجنوب وترتفع (621 م) عن سطح البحر، وشكل أراضيها مخمس.
أطول أضلاعه الشمالية الشرقية، وأقصرها الشمالية الغربية، ومساحتها (4200 دونم).
وقرية مرج السلطان كان عبارة عن مرج بمساحات واسعة قبل تدفق الشركس على سورية عام سنة 1878 السنة التي تدفقت فيها عشرات آلاف المهجَّرين الشركس على سورية الطبيعية، قادمين من كل من البلقان (بحراً وبراً)، ومن شبه جزيرة الأناضول (براً). وسبق ذلك تهجير أعداد منهم لا تتجاوز بضعة آلاف وصلت إلى شبه جزيرة الأناضول وسورية (بلاد الشام شريف). ولم يتوقف وصول أفواجهم، بل استمر حتى مطلع القرن العشرين، ولكن بأعداد كانت تتراجع تدريجياً. وكانت آخر موجة شركسية دخلت سورية هي مجموعة الهاربين من الجحيم الشيوعي والإرهاب الروسي والإبادة الستالينية الممارسة بحق الشركس وغيرهم من قوميات الإتحاد السوفييتي البائد، خاصة إبان الحرب العالمية الثانية. وكان عددهم لا يزيد على 251 شركسياً نجوا من الموت المحقق الذي حصد أكثر من 7000 شهيد من من بني جلدتهم من الهاربين من الاتحاد السوفييتي السابق، الذين سلمتهم القوات الانكليزية في وادي (دراو Drau) في النمسا وأوروبا للقوات الروسية التي أعدمتهم جميعاً ومثلت بجثامينهم. وكان وصول هؤلاء إلى سورية سنة 1948، حيث استشهد بعضهم دفاعاً عن الأرض العربية – الفلسطينية أثناء حرب الإنقــــــاذ 1947/1948، و في الحرب العربية-الإسرائيلية الأولى (1948).
وحول تموضع او انتشار الشركس في سورية بين 1878 و1967 يوضح الدكتور عادل عبد السلام:
(تقسم الأماكن التي استوطنها الشركس في بداية توطنهم في سورية إلى ما يلي:
1- قرى سكانها كلهم شركس.
2- أحياء في مدن وقرى سورية، يشكل الشركس فيها أقلية.
3- أسر شركسية قليلة مبعثرة في المدن والقصبات، استقرت فيها بحكم الوظيفة أو طلب العلم أو العمل في مؤسسات حكومية ورسمية وغيرها.
تضم المجموعة الأولى النسبة الكبرى من الشركس، وتتألف من قرى: منبج، وخناصر، وريحانية، ويني شهر، وبدركة، ورأس العين، والسفح، والمجيبرة، والطويلة في محافظات الشمال ( لواء اسكندرونة، ومحافظتي حلب والحسكة). ثم قرى : عسيلة، وأبوهمامة، ومريج الدر، وتل سنان، ودير فول، وجصين، وتل عدا، وتلعمري، وعين زات (عين النسر)، وتليل، وفي جوسية الخراب في وسط سورية ( محافظتي حماة وحمص). ثم قرى مرج السلطان، وبلي، وبويضان وبراق وأم العمد في محافظتي ريف دمشق ودرعا. يلي ذلك أكبر تجمع للشركس في سورية، في منطقة الجولان (محافظة القنيطرة)، حيث استوطن الشركس موقع مدينة القنيطرة وأعمروها، وقرى : المنصورة، وعين زيوان، والمومسية، والجويزة، والخشنية، والفحام، والفرج،والفزارة، والمدارية، والصرمان ( السلمنية)، ورويحينة، وبير العجم، والبريقة. وكذلك في تل سوكاس، وعرب الملك شركس، المقابلة لعرب الملك بدو على الساحل السوري وبذا وصل عدد التجمعات الشركسية إلى40 قرية ومدينة واحدة. وجميع سكانها من الشركس (الأديـــــغة) الصرف، عدا راس العين والسفح ومزارعها (شيشان)، ودير فول وجصين ( مزيج من قوميات داغستانية). كما أن سكان الفحام والفرج والفزارة خليط من الأديغة والأستين، وسكان بويضان وبراق مزيج من الأديغة والقرشاي-البلقار والعرب.
و بإضافة المزارع التي تمتلكها بعض الأسر الشركسية في الجولان ( عزالدين، والفاخورة، والدردارة)، وفي منطقة رأس العين ( مزارع تل الرمان، والأبرط، وتل جاموس، مساجد،العريشة، أبو حجر، الداوية )، يرتفع الرقم إلى 50 موقعاً).
يبلغ عدد شراكسة سورية وحدها اليوم قرابة 140.000- 150.000نسمة (لسنة 2017) بعد هجرة نحو 10.000- 15.000شركسيا من سورية منذ 2011.
اقرأ:
د. عادل عبدالسلام (لاش) : التطور الديموغرافي لشراكسة سورية
د. عادل عبد السلام (لاش) : تهجير الشركس إلى سورية وتوطينهم في شريط الليمس الشركسي
د. عادل عبد السلام (لاش): غياض الحَور في مرج السلطان