وثائق سوريا
بيان إعلان الجمهورية العربية المتحدة 1958
بيان إعلان الجمهورية العربية المتحدة
1 شباط (فبراير) 1958
في جلسة تاريخية عقدت في القبة في القاهرة في 12 من رجب سنة 1377 هـ الموافق أول فبراير سنة 1958، اجتمع فخامة الرئيس شكري القوتلي رئيس الجمهورية السورية وسيادة الرئيس جمال عبد الناصر رئيس جمهورية مصر بممثلي جمهوريتي سوريا ومصر السادة: صبري العسلي، عبد اللطيف البغدادي، خالد العظم، زكريا محي الدين، حامد الخوجة، أنور السادات، فاخر الكيالي، مأمون الكزبري، حسين الشافعي، أسعد هارون، الفريق عبد الحكيم عامر، صلاح الدين البيطار، كمال الدين حسين، خليل الكلاس، نور الدين طراف، صالح عقيل، فتحي رضوان، اللواء عفيف البزري، كمال رمزي استينو، علي صبري، عبد الرحمن العظم، محمود رياض.
وكانت غاية هذا الاجتماع أن يتداولوا في الإجراءات النهائية لتحقيق إرادة الشعب العربي، ولتنفيذ ما نص عليه دستورا الجمهوريتين من أن شعب كل منهما جزء من الأمة العربية. لذلك تذاكروا ما قرره مجلس الأمة المصري ومجلس النواب السوري من الموافقة الإجماعية على قيام الوحدة بين البلدين، كخطوة أولى نحو تحقيق الوحدة العربية الشاملة. كما تذاكروا ما توالى في السنين الأخيرة من الدلائل القاطعة على أن القومية العربية كانت روحاً لتاريخ طويل ساد العرب في مختلف أقطارهم، ولحاضر مشترك بينهم، ومستقبل مأمول من كل فرد من أفرادهم.
وانتهوا إلى أن هذه الوحدة هي ثمرة القومية العربية وهي طريق العرب إلى الحرية والسيادة، وسبيل من سبل الإنسانية للتعاون والسلام. ولذلك فإن من واجبهم أن يخرجوا بهذه الوحدة من نطاق الأماني إلى حيز التنفيذ، بعزم ثابت وإصرار قومي. ثم خلص المجتمعون من هذا كله إلى أن عناصر الوحدة بين الجمهوريتين المصرية والسورية وأسباب نجاحها، قد توافرت بعد أن جمع بينهما في الحقبة الأخيرة كفاح مشترك زاد معنى القومية وضوحاً، وأمد أنها حركة بناء وتحرير وعقيدة وتعاون وسلام.
لذلك يعلن المجتمعون اتفاقهم التام وإيمانهم الكامل وثفتهم العميقة في وجوب توحيد سوريا ومصر في دولة واحدة اسمها الجمهورية العربية المتحدة.
كما يعلنون اتفاقهم الإجماعي على أن يكون نظام الحكم في الجمهورية العربية المتحدة ديمقراطياً رئاسياً، يتولى فيه السلطة التنفيذية رئيس الدولة، يعاونه وزراء يعينهم ويكونون مسؤولين أمامه. كما يتولى السلطة التشريعية مجلس تشريعي واحد. ويكون لهذه الجمهورية علَم واحد، يُظل شعباً واحداً وجيشاً واحداً، في وحدة يتساوى فيها أبناؤها في الحقوق والواجبات، ويدعون جميعاً لحمايتها بالمهج والأرواح، ويتسابقون لتثبيت عزتها وتأكيد منعتها. وسيتقدم كل من فخامة الرئيسين شكري القوتلي وجمال عبد الناصر ببيان إلى الشعب يلقى أمام مجلس النواب السوري ومجلس الأمة المصري، في يوم الأربعاء 16 من رجب سنة 1377 الموافق 5 من فبراير سنة 1958، يبسطان فيه ما انتهى إليه هذا الاجتماع من قرارات، ويشرحان أسس الوحدة التي تقوم عليها دولة العرب الفتية.
كما سيدعى الشعب في مصر وسوريا إلى استفتاء خلال ثلاثين يوماً على أسس الوحدة وشخص رئيس الجمهورية.
والمجتمعون إذ يعلنون قراراتهم هذه، يحسون بأعمق السعادة وأجل ألوان الفخر، إذ شاركوا في الخطوة الإيجابية في طريق وحدة العرب حقبة بعد حقبة وجيلاً بعد جيل. والمجتمعون إذ يقررون وحدة البلدين، يعلنون أن وحدتهم تتوخى جمع شمل العرب، ويؤكدون أن باب الوحدة مفتوح لكل بلد عربي يريد أن يشترك معها في وحدة أو اتحاد يدفع عن العرب الأذى والسوء، ويعزز سيادة العروبة ويحفظ كيانها. والله نسأل أن يكلأ هذه الخطوة وما يتلوها من خطوات بعين رعايته الساهرة، وبفضل عنايته الثابرة، وأن يكتب للعرب في ظل هذه الوحدة العزة والسلام.
القاهرة في 12 من رجب سنة 1377 هـ
الموافق أول فبراير سنة 1958 م .