ولد الشاعر أنور العطـّار عام 1913م في مدينة بعلبك من أبوين دمشقيين عام 1913م.
تلقى دراسته الابتدائية وأكملها في مدرسة البحصة في دمشـق.
انتقل إلى “مكتب عنبر” لإكمال دراسته الثانوية.
انتسب بعد ذلك إلى دار المعلمين حيث نال شهادة أهلية التعليم الثانوي.
أتمّ دراسته في دمشق وتخرج من كلية الآداب من قسم اللغة العربية في الجامعة السورية، وكانت شهادته هذه خامس شهادة تعطى من كلية الآداب بدمشق عام 1935م.
بدأ التدريس في دمشق وريفها، وعين مديرًا لمدرسة “منين” الابتدائية، كما زاول التدريس في مدارس حلب ودمشق.
انتدب لتدريس اللغة العربية في العراق لمدة خمس سنوات.
عاد الى دمشق وزاول التدريس والإدارة، ثمّ عمل مفتشًا أولاً لمادة اللغة العربية في سورية.
سافر إلى المملكة العربية السعودية حيث درّس الأدب العربي في كلية اللغة العربية في جامعة الرياض، ما بين الأعوام 1965،1964، 1966م.
أحبّ الشاعر جمال الطبيعة وغنـّاها أعذب الشعر، واهتم في الفكرة والكلمة معًا، وهو بحتري الأسلوب، وقد أحبَّ اثنين من الأدباء المعاصرين له :”معروف الأرناؤوط ” و” أحمد حسن الزيّات” وأحب وحفظ الكثير من شعر أمير الشعراء “أحمد شوقي”، وتعقب نشر أشعاره واسـتطاع إحصاءها ومعرفة ما لم يطبع منها آنذاك، وهيئ مخطوطًا لها للطباعة سماه” الشوقيات .
تأثر بالأدب الفرنسي وأحب لامارتين وألفرد دو موســِّه ، وترجم نظمًا كثيرًا من أشعارهما.
مجّد البطولة العربية وأنشد لها قصائد رائعة بالحماسة منها: فلسطين، ثورة مصر، ثورة الجزائر، النازح العربي وغيرها كثير.
أصدر في عام 1948م ديوانه الشعري الأول، الذي أسماه “ظلال الأيَّام” وقد ضمّنه قصائد رائعة في الوصف والتأمل والمناجاة والبطولات.
وللشاعر “أنور العطـّار” الكثير من الدواوين الشعرية والدراسات الأدبية المخطوطة، منها: “البواكير” و”وادي الأحلام” و”الشاعر” و”الليل المسحور” و”ربيع بلا أحبة” و”منعطف النهر” و “مع قصائد الخالدين” و”ألف بيت وبيت” وديوان “ألف بيت و بيت” لم يكمله، وديوان “علمتني الحياة”، وهو من أواخر ما نظم الشاعر من الدواوين الشعرية، وهو عبارة عن خلاصة تجربته في رحلة حياته، حيث ضمنه رؤيته وفهمه وفلسفته للكثير من الجوانب العقائدية والوطنية والأخلاقية والجمالية التي صاغها جميعها بحلة بهية من شاعريته المرهفة وإبداعه اللغوي العالي، وقد كتبها على شـكل رباعيات كرباعيات “عمر الخيـّام” المشهورة من الإرث الأدبي الفارسي.
ومن نثر أنور العطـّار: كتاب “الوصف والتذويق عند البحتري” و “أسـرة الغزل في العصـر الأموي” وله دراسة كاملة لنثر أمير الشعراء أحمد شوقي ولكتابه “أسواق الذهب”، وكتاب “الشوقيات .
ومن بواكير مسرحياته الشعرية المخطوطة: مسـرحية آخر ملوك العرب في الأندلس “أبو عبد الله الصغير” سنة 1930م، ومسرحية “مصـرع أبي فراس الحمداني” سـنة 1961م
وله أيضًا دراسة عن الشاعر الباكستاني “محمد إقبال”، ودراسة عن شاعر الهند العظيم “طاغور”.
ترجمت بعض قصائد الشاعر العطـَّار إلى الإنكليزية في كتاب (الشعر العربي الحديث – أزهار الشعر ) للمستشرق الإنكليزي وأستاذ الأدب العربي في جامعة كامبريدج “آرثر. ج. آربري.
وترجمت أشعاره أيضًا إلى الفرنسية في كتاب (مختارات من الأدب العربي المعاصر) لأستاذ العربية في جامعة السوربون في فرنسا المستشرق “إدوارد تاراباي “و”لوك نورين” .
وله من الكتب المدرسية: كتاب “الزاد” في الأدب العربي، وقد صحح و نقح لغويًّا قصصًا مترجمة للعربية من المقررات المدرسية منها قصة “جودي والطفل”.
وبالاشتراك مع الأستاذ “نسيب سعيد” ألفا كتاب “الخلاصة في الأدب والنصـوص”، وهو تغطية أدبية ملخصة من العصر الجاهلي إلى العصر الحديث مناسبة للتلامذة وهم على مقاعد الدرس.
وقد ضُمن اسم “أنور العطار” في الموسوعة التوثيقية للشخصيات العربية في مكتبة الملك عبد العزيز العامة بالرياض في المملكة العربية السعودية، تكريمًا لتلك الشخصيات التي عملت وشاركت في بدايات النهضة الثقافية والحضارية في المملكة.
ترك الشاعر أنور بعد وفاته في مكتبته الخاصة في داره في دمشق، المئات والمئات مما جمع وما أُهدي إليه من أعلام الفكر والأدب المعاصرين له في حياته من كتب ومخطوطات ودواوين من عيون الأدب العربي والأدب العالمي.
كتب وحاضر وترجم عن الشاعر أنور العطَّار الكثير من الأدباء و الشعراء والباحثين والإعلاميين، وكانت سيرة وأدب أنور العطـَّار موضوعًا لأطروحات لنيل شهادة الدكتوراه في الأدب العربي في عديد من الدول العربية، كما كانت دومًا أشعاره في المقررات المدرسية في سورية، وبعضًا من الدول العربية الأخرى(1).
وفاته:
توفي عن تسـع وخمسـين عامًا، في صباح يوم الأحد 23 تموز 1972م في مستشفى المواساة، ودفن في مقبرة الدحداح بدمشق.
(1) هاني أنور العطار، أنور العطَّار .. شاعر الجَمَال والطبيعة، مجلة فكر الثقافية عام 2015م .
م. حسام دمشقي، التاريخ السوري المعاصر