م. حسام دمشقي – التاريخ السوري المعاصر
من أعلام دمشق .. الشيخ بكري العطار
الشيخ بكري بن حامد بن أحمد بن عبيد أبو بكر العطار الدمشقي، علامة الشام في عصره برع بالعلوم الدينية واللغوية،وتولى التدريس في جامع السليمانية. ولد عام (1251هـ) (1834م ).
وآل العطار أسرة علمية عريقة بدمشق، وكان والد المترجم من العلماء العاملين، فنشأ الشيخ بكري نشأة علمية ساعدت على إبراز مواهبه الكامنة في وقت مبكر، تلقى الأربعين العجلونية والأربعين النووية على والده، وعلى الشيخ المحدث عبد الرحمن الكزبري، وأجازاه إجازة عامة ولم يتجاوز الثانية عشرة، ثم لازم ابن أخيه الشيخ سليم في الحديث وغيره من الفنون، وروى مسلسلات ابن عقيلة عن شيخ الشافعية عمر الغزي، كما أجازه الشيخ داود البغدادي.
تمكَّن في الحديث النبوي وعلومه حتى أصبح من كبار رجالات المحدثين في عصره ومصره، إذ حفظ المئات من الأحاديث الشريفة وآثار الصحابة والتابعين وتابعيهم، وأتقن أصول الحديث والفرق بين الأحاديث الصحيحة وغيرها، وحضر المسانيد على شيوخه رواية ودراية، وأجازوه، كما حدَّث بها رواته كذلك، وأجازهم، وقد تولى تدريس البخاري في تكية السلطان سليمان العثماني في أيام الخميس من شهري رجب وشعبان وكانت طريقته في الدَّرس أنَّه يسرد الحديث بسنده من صحيح البخاري، ثم يُبيِّن وجه مطابقة الترجمة للحديث، ناقلاً أقوال الشراح ومناقشاً لها، ثم يتكلَّم على ألفاظ الحديث من الناحية اللغوية والبلاغية، وما يستمد من الحديث من أحكام فقهية، أو مسائل أصولية أو عقدية، ثم يختمه بما يناسب المقام من وعظ وترغيب وترهيب، وقد تصدى لنفع العام والخاص وكان اشتغاله بالتدريس غالب أوقاته، حتى أصبح شيخ الشام بلا منازع، فقل أن تجد طالب علم أو عالماً في دمشق وجهاتها إلا وهو من تلاميذه، أو تلاميذهم، ونبه صيته حتى أصبح رحلة الفضلاء من أصقاع العالم الإسلامي، وقد شغله ذلك عن التأليف، ومن أشهر تلاميذه: الشيخ محمد الباني الذي لازمه حتى وفاته، والشيخ جميل الشطي، والشيخ تقي الدين الحصني، والشيخ جمال الدين القاسمي، وغيرهم من أعلام الدمشقيين، توفي في دمشق سنة (1320هـ)(1902).
وتم تسمية زقاق بكري العطار باسمه وهو الزقاق المتفرع عن زقاق النوفرة إلى حي العمارة الجوانية