ولد عام 1897م في منطقة جب أسد الله، بالقرب من حي العقبة بحلب
والده إبراهيم كان تاجراً للحرير الأغباني والشال والزنار الهندي يقوم بشراء خيوط الحرير وإرسالها إلى عمال الأنوال اليدوية لينسجوها نسيجاً حريرياً ثم يرسلها إلى العاملات لتطريزها يدوياً، ثم تصدّر إلى بلاد الحجاز لبيعها خلال موسم الحج بسعر خمس ليرات ذهب لكل شال .
استقل بعمله عن عمل والده و فتح محلاً في سوق المدنية في محلة وراء الجامع الكبير لبيع بضاعته و استأجر بيتاً مستقلاً عن بيت والده في حي الفرافرة.
قرر سامي صائم الدهر بعدما وصلت الكهرباء لحلب عام 1928 أن يذهب بنفسه إلى مصنع آلات النسيج العائد للشركة التي شاهد أنوالها، وهو معمل دييدريش بورجوان في مدينة ليون الفرنسية ، و يطلع على الآلات الحديثة.
سافر لفرنسا مع قريب له يتقن الفرنسية لأنه لم يكن يعرف تلك اللغة ، واطلع على آلات النسيج في هذا المصنع و طريقة عملها و أتقن العمل عليها .
تعاقد على شراء أنوال ميكانيكية كهربائية لنسج الحرير بدلاً من الأنوال اليدوية القديمة .
عاد سامي بعد هذه الزيارة إلى حلب ليؤسس بعد فترةٍ وجيزةٍ نواة أول معمل للنسيج في منطقة الجميلية على ارض اشتراها ( جانب صالة معاوية الحالية بمساحة حوالي 2000 متر مربع ) بنى عليها طابق أرضي وضع فيه الآلات ثم بنى فوقه لاحقاً طابقين لسكنه
تألف معمله الأول من ثمانية عشر نولاً حديثة تعمل محركاتها على الكهرباء ، قام صائم الدهر بتأهيل النساجين التقليديين للعمل عليها، وكانت تلك أول دورة تدريبية على التقانات الحديثة في صناعة النسيج في تاريخ الصناعة السورية.
غدا صائم الدهر الوكيل الحصري للماركة الفرنسية النسيجية لآلات سانت- كولومب في العام 1930 ، وأكبر مستورد حصري للخيوط الصناعية.
تخصص معمل الحاج سامي بصناعة نسيج الساتان وكريب جورجيت و هي من الحرير الصناعي كما صنع المنسوجات القطنية و الصوفية أحيانا .و ألحق بالمعمل مبنى خاص لكي القماش باستعمال الفحم وبآلات معدنية يدوية.
انتخب الحاج سامي عضوا في مجلس إدارة غرفة تجارة حلب في 13 ايار 1931 بصفته تاجراً للنسيج في محله وراء الجامع الكبير، و بقي عضواً في مجلس الادارة حتى عام 1935 .
أسس غرفة صناعة حلب عام 1935 و أنتُخب رئيسا لمجلس ادارتها و بقي في منصبه هذا يعاد انتخابه المرة تلو المرة حتى عام 1964.
بعد دخول القوات البريطانية وقوات سورية الحرة سورية عام 1941م، تبرع سامي صائم الدهر خمسون ألف ليرة سورية ، وهو كلفة طائرة انكليزية واحدة من نوع سبيت فاير (باصقة النار) و هي الطائرات التي واجهت الطائرات الالمانية من نوع (شتوكا).
انتُخب نائباً في مجلس النواب السوري وبقي فيه حتى انقلاب حسني الزعيم عام 1949م.
اشترى قطعة أرض في منطقة بلليرمون بمساحة تزيد عن 50 ألف متر مربع وبنى عليها معملاً حديثاً فيه محطة لتحلية المياه ومحطة لتنقية الهواء ، و استورد مغازل للقطن بلغ عددها ستة آلاف مغزل، ووضع فيه أنوال النسيج بلغ عددها 143 نول ، وآلات للصباغة وكي القماش وصقله .
استورد الخيوط الصناعية كالحرير الصناعي والبوليستر إضافة للخيوط الطبيعة المحلية والأوربية .
كان متواضعا في معمله يهمه الانفاق على صالات العمل و ألاته لا على مكاتب الادارة أو على مكتبه الشخصي .
كما عُرف عنه تقييده لجداول شهرية بأسماء العائلات المستورة التي ينفق عليها سراً .
كانت الأرباح السنوية للمعمل تصل إلى أربعمئة ألف ليرة سورية في ذلك الزمن وعندما كانت وفود من المغتربين السوريين تزور سورية، كانوا يصطحبونهم إلى معامل الحاج سامي صائم الدهر ليروا بأم أعينهم التطور الصناعي الذي وصلت إليه البلاد .
في بداية الخمسينات حقق المعمل الجديد في البلليرمون أرباحا جيدة فقرر الحاج سامي بناء قصر مهيب .
استغرق بناء القصر سبع سنوات وكان مؤلفا من طابقين تحيط به حدائق واسعة ( يقع قرب القنصلية الروسية حاليا ) .
زار جمال عبد الناصر حلب للمرة الأولى في السادس عشر من آذار 1958م، و نزل لمدة يوم واحد ضيفاُ على الحاج عبد القادر شــبارق أمام الحديقة العامة .
في 23 تموز عام 1961 صدر القانون رقم (118 ) بالـتأميم الجزئي لثلاث و عشرين شركة و مؤسسة في سورية، وشمل قانون التأميم نصف ملكية شركة الحاج سامي صايم الدهر بينما كان الحاج سامي مع ابنته في مدينة ميلانو لشراء ورق خاص للطباعة على الأقمشة بعدما تم شراء مطبعة خاصة للطباعة من الورق على القماش.
شمل التأميم سيارة الحاج سامي الخاصة، كما صدر قرار ثان بمنع الحاج سامي من مغادرة البلاد في حال عودته إلى سورية.
استلمت إدارة معمل الحاج سامي صائم الدهر في منطقة البلليرمون مجموعة من الشبان كانوا يعملون سابقاً معلمين في المدارس أو ضباطاً في الجيش .
عاد من النمسا إلى بيروت، وهناك حضر إليه أصحاب معامل النسيج اللبنانيين ووضعوا أمامه مفاتيح معاملهم وقالوا له: أنت شيخ صناعة النسيج ومعاملنا تحت تصرفك. فشكر لهم مجاملتهم هذه
قرر تأسيس معمل جديد في لبنان، بدأ المعمل بالإنتاج وحقق بضاعة منافسة تضاهي البضاعة الأجنبية، ما أن بدأ المعمل بالعمل وتحقيق الأرباح حتى بدأت بوادر الحرب الأهلية اللبنانية عام 1976م ، فعاد الحاج سامي مع ابنته إلى حلب.
توفي في حلب عام 1980م، عن عمر ناهز الأربع و ثمانين عاماً .
اقر: