شهادات ومذكرات
خالد العظم: كان لعناد القوتلي الفضل الأكبر في التصدي لعدوان أيار 1945م
ذكر خالد العظم في الجزء الأول من مذكراته : (أن براعة القوتلي تتحلى، حسب ما يراه العظم ، بصورة لا تدع مجالاً للمنافسة في أمرين:
الأول: تنكنه من نيل استقلال سورية دون عقد معاهدة مع الإنكليز، بالرغم من أن دعمهم إياه لم يكن بريئاً.
الثاني: تصلبه في رفض التفاهم والتعاقد مع الفرنسيين بالرغم من نصح الإنكليز وضغطهم الشديد لحمله على ذلك.
ويضيف خالد العظم: إني أجزم بأن لا أحد من رجالنا السياسيين كان قادراً على الوقوف هذا الموقف العنيد الصلب في ظروف قاسية كالتي مرت على القوتلي، وأبرزها يوم العدوان الفرنسي في أواخر أيار 1945، حين قذفوا مدينة دمشق بقذائف وطياراتهم واحتلوا مراكز الحكومة وأوشك الأمر أن يستتب لهم.
ويتابع: كان لعناد القوتلي- وهو طريح الفراش وحيداً في داره، عديم الاتصال بوزرائه ورفاقه- ورفضه الاعتراف بالأمر الواقع، الفضل الأكبر في إجتياز البلاد هذه العاصفة الغاشمة. ولئن وجدت علينا أن نذكر فضل تشرشل، رئيس وزراء بريطانيا في الإنذار الذي وجههه للجنرال ديغول بلزوم سحب جيوشه من سورية، فلابد من القوا بأن حزم تشرشل ما كان ليؤثر لو أن القوتلي تساهل وقبل التفاهم مع السلطة العسكرية الفرنسية في دمشق. فموقفه الجزئ العنيد جرأ تشرشل على اتخاذ التدابير الحازم تجاه ديغول.