الأحزاب السورية
المنتدى الأدبي
المنتدى الأدبي
بغد إغلاق الاتحاديين لجمعية الإخاء العربي – العثماني، تحول النشاط القومي العربي في الآستانة إلى مرحلة أكثر تقدماً وبالعلن أيضاً، إذا أسسواً نادياً عربياً لهم في الآستانة سنة 1909، سموه المنتدى الأدبي، وكان مكاناً لتجمع معظم الشباب العربي، وكانوا كثيرين، وخاصة الطلاب.
كان مؤسسوه من أولئك الرجال الذين عملوا في المجالات القومية الأخرى، كـ عبد الكريم الخليل، وسيف الدين الخطيب، ويوسف حيدر.
وكان عبد الكريم الخليل أكثرهم نشاطاً، وعين رئيساً له، فيما كان رفيق رزق سلوم نائباً للرئيس.
أصدر المنتدى مجلة تحمل اسمه، كتب فيها هؤلاء الشباب عن العروبة وتاريخ العرب، وحقوقهم ولغتهم وأمانيهم، ونشرت القصائد التي تشيد بأمجاد العرب، وكان الشباب العرب يرددونها يتغنون بها. وحاول هؤلاء الشباب الانتفاع إلى أقصى حد من الحرية التي أعطاها الدستور لتحقيق أهداف العرب القومية، ضمن الدولة العثمانية.
ودعم بعض النواب العربي هذا المنتدى كـ عبد الحميد الزهراوي من حمص، وشكري العسلي الدمشقي، واضفوا عليه قوة ونشاطاً وحيوية.
وكان نشاط هذا المنتدى ينتقل إلى المدن العربية عن طريق الطلاب العرب العائدين، خلال دراستهم في الآستانة إلى مناطقهم العربية.
وأنشئت لهذا المنتدى فروع في سورية والعراق، وكان على اتصال وثيق برجال الحركة القومية العربية.
وظل مزدهراً يقوم بنشاطه على مستوى عال لبث الفكرة والحركة القومية حتى سنة 1915، حيث أغلقه الاتحاديون، وأعدموا الكثير من رجاله[1].
[1] محمد عزة دروزة، حول الحركة العربية الحديثة، تاريخ ومذكرات وتعليقات، صيدا، 1950، صـ 22.
للإطلاع على تسلسل أحداث التاريخ السوري المعاصر بحسب الأيام
انظر أيضاً – أحداث التاريخ السوري بحسب السنوات