مقالات
سامرة القواص: من رجالات وأعلام بلدي .. صباح قباني
سامرة القواص – التاريخ السوري المعاصر
علم من أعلام بلادي
الدكتور صباح قباني السفير والإداري ومؤسس التلفزيون
اسم يفتخر فيه الوطن ويفخر حامله بوطنه، إنه أحد وجوه دمشق وأعلامها جمع بين الثقافة والكفاءة الخلاقة والفن البديع.
أبصر صباح قباني النور بدمشق عام 1928، وهو ابن الصناعي رجل الوطنية توفيق قباني وحفيد مبدع المسرح الغنائي أحمد أبو خليل القباني، وشقيق الشاعر الكبير نزار قباني.
تلقى علومه الابتدائية والثانوية في الكلية العلمية الوطنية ونال الشهادة الثانوية الأولى، أما البكالوريا الثانية فنالها عام 1946 من مدرسة التجهيز الأولى. نال شهادة الحقوق من دمشق عام 1949 وتابع دراسة الدكتوراه في جامعة السوربون بفرنسا ونال منها شهادة الدكتوراه في الحقوق الدولية عام 1952.
عقب عودته إلى سورية، عين مديراً لبرامج الإذاعة السورية وأسهم بوثبتها التي شهدتها بين عامي 1953-1955. انتقل بعدها إلى وزارة الخارجية حيث عين مديراً لمكتب الوزير حتى عام 1957.
بعد قيام الوحدة بين سورية ومصر انتدب إلى وزارة الثقافة حيث كان أحد مؤسسيها، وقام فيها بتأسيس مديرية الفنون عام 1958. وفي عام 1959 اختير ليؤسس ويدير التلفزيون في سورية حتى عام 1961.
بعد الانفصال طلب عودته إلى وزارة الخارجية حيث عين قنصلاً عاماً في نيويورك بين عامي 1966-1968. ثم عين وزيراً مفوضاً في العاصمة الاندونيسية بين عامي 1968-1971. لدى عودته إلى دمشق عين مديراً لإدارة أميركا بوزارة الخارجية بين عامي 1971-1974.
وفي عام 1974 اختير كأول سفير لسورية في واشنطن وظل في منصبه حتى عام 1980. بعد عودته عين مديراً لإدارة أميركا بوزارة الخارجية وفي العام 1983 استقال من العمل الرسمي ليعمل مستشاراً لعدد من المؤسسات.
عرف عنه من خلال مسيرة عمله أنه كان إدارياً من طراز فريد، وهو إلى ذلك فنان رفيع المستوى يمارس هواية التصوير الفوتوغرافي ويقيم المعارض المختلفة في عدة بلدان أهمها المعرض الذي أقامه في تونس عام 1968 باسم معرض “نشيد الأرض” حيث قال عنه أخوه نزار “صور صباح أهدتنا وطننا الجميل مرة ثانية”. ومن هواياته أيضاً الرسم الكاريكاتوري ، يرسم من يشاء في ساعات فراغه ليشبع من هوايته في هذا الفن الجميل.
يبدو أن قدر التأسيس كان ملازماً للدكتور صباح في كل عمل قام فيه، فبعد أن أسهم بتأسيس وزارة الثقافة والتلفريون السوري قام بإعادة تأسيس السفارة السورية في واشنطن وسرعان ماعقد صداقات مع العديد من المسؤولين في إدارات الرؤساء ومع كثير من النواب والشيوخ ورجال الإعلام الأمريكية حيث كان لايتوقف عن إلقاء المحاضرات في المدن الأميركية لشرح مواقف بلاده والمشاركة في الحوارات التلفزيونية.
حين عاد إلى الوطن تابع نشاطاته الثقافية وشارك بالندوات وإلقاء المحاضرات، كما قام بترجمة كتابين هامين لابنته السيدة الدكتورة رنا قباني من الانكليزية إلى العربية وهما “أساطير أوربا عن الشرق” و “رسالة إلى الغرب”.
هذه هي أحد وجوه دمشق وأعلامها، والتي يفخر بها الوطن، توفي في مساء الخميس الأول من كانون الثاني عام 2015 في منزله بحي المالكي بالعاصمة السورية دمشق إثر نوبة قلبية.
المصدر:
أعلام ومبدعون الأستاذ عبد الغني العطري (منقول بتصرف)