باسل عمر حريري: الفنان التشكيلي وهبي الحريري الرفاعي 

 باسل  عمر حريري – التاريخ السوري المعاصر

الفنان التشكيلي العالمي وهبي الحريري الرفاعي 
(1914 – 1994)
Wahbi al-Hariri-Rifai
 
 موهبة فنّية استثنائية واهتمام بالغ بالعالم من حوله .. مؤلف مجموعة “بيوت الله : صروح الإسلام الروحانية” The Spiritual Edifices of Islam يوصف غالباً بأنه “آخر الكلاسيكيين” .
ولد عام 1914 في مدينة حلب .
ابتدأ الرسم منذ طفولته وساهم والده كثيراً في تطوره وتميزه فنياً، وشجعه في عام 1932 على دراسة الفن بشكل أكاديمي في إيطاليا. وفي عام 1937 تخرج من The Accademia Reale Di belle Arti ومن The Instituto Di Dante Alighieri في روما.
  وفي عام 1948 دفعه حافزه الفني للسفر إلى باريس للدراسة في مدرسة الفنون الجميلة Ecole des beaux Arts المشهورة عالمياً وفي اللوفر، وتخرج منها بمرتبة الشرف ونال الميدالية البرونزية للتميز في الفنون الجميلة.
وبعد العمل لعدة سنوات في سورية، انتقل في عام 1964 إلى المملكة العربية السعودية حيث تأثر بدرجة عظيمة بتراث الجزيرة العربية. في عام 1981، وبعد فترة مكثفة من الرسم على أرض الواقع في جميع أرجاء المملكة طبعت نسخة من رسوماته المتميزة بحجم كامل بعنوان “العمارة التقليدية في المملكة العربية السعودية” في فلورنسة بإيطاليا وذلك بمساعدة ابنه السيد مخلص الحريري.
إن طباعة هذه المجموعة الفنية الملفتة للنظر كانت حدثاً رئيساً في حياته وجلبت الشهرة العالمية لأعماله وتوجت بمعرض فردي لرسوماته الأصلية في متحف Smithsonian الذائع الصيت في العاصمة الأمريكية واشنطن، ونقل المعرض بعدها لعدد من المتاحف الأمريكية.
 وفي عام 1991، وبالإضافة للكثير من التقديرات الدولية الأخرى، فقد منحته الحكومة الفرنسية وتقديراً لإنجازاته وسام الفنون الأكثر أهمية وهو وسام فارس الفنون والآداب Chevalier Des Arts et Des lettres.
خلال السنوات الأربع الأخيرة من حياته فإن حافزه الروحاني وموهبته الفنية مضافاً اليهما دعماً ومشاركة فعالة من زوجته السيدة وداد مرعشي وبتشجيع صادق من العديد من الشخصيات الكبيرة في كافة أنحاء العالم فقد قرر الترحال من اسبانيا حتى الصين لإكمال مجموعته “بيوت الله” وبالرغم من تصميمه فإن الظروف لم تمكنه من الوصول إلى جميع المواقع التي اختارها، ومع ذلك فقد تمكن بزمن قياسي من إنتاج مجموعة مكونة من أربعين لوحة لأهم المساجد التاريخية الرائعة في العالم. ومع أن الرسوم قد أكملت تحت ظروف المرض الصعبة جداً فإن المجموعة تظهر بجلاء التطور النهائي للطراز الكلاسيكي المتكيز لهذا الفنان.
 توفي الفنان العالمي وهبي الحريري في 16 آب 1994. وحتى النهاية، ظل محتفظاً بنظرة متفائلة حول وضعه وبقي مدفوعاً بإيمانه وملهماً بالتعطش للمعرفة والبحث عن الجمال.
 
المصدر .. الفنان والناقد التشكيلي محمود مكي

أرشيف باسل  عمر حريري – الموسوعة التاريخية لأعلام حلب