أعلام وشخصيات
حسن حبنكة
ولد الشيخ عام 1326 هـ الموافق لعام 1908م، في حي الميدان الدمشقي، ومن هنا جاءت شهرته الميداني المرافقة لاسمه.
تفقّه الشيخ حبنكة أولاً على مذهب أبو حنيفة ثم على مذهب الشافعي. وكان الشيخ خطيباً مفوهاً، ذو لسان فصيح، يأسر لب المستمعين بعذب قوله، وقوة بيانه، ورفعة أدبه، وعمق تفكيره، وسهولة تعبيره. فكان يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، ولا يخاف في الله لومة لائم.
شارك الشيخ محارباً في الثورة السورية على الانتداب الفرنسي عام 1925م، وكان الشيخ يطلب العلم، وهو في مقتبل العمر في السابعة عشر من عمره، وانضوى تحت لواء الشيخ محمد الأشمر.
ولما أرادت فرنسا فرض قانون الطوائف، محاولة بذلك تغيير العديد من قوانين الأحوال الشخصية المستمدة من الشريعة الإسلامية، قام الشيخ خطيباً ينبه العقول، ويفضح الألاعيب ويُلهب المشاعر، وكان لموقفه هذا أثره البالغ في إبطال العمل بذلك القانون المنحرف.
وعندما ضعفت شوكة الثورة انتقل إلى الأردن لسنتين من الزمان، ثم عاد إلى بلده بعد أن هدأت الأوضاع، فساعد في النهضة العلمية في دمشق. فعندما قام العالم الداعية الشيخ علي الدقر في النهضة العلمية الدعوية في دمشق، ساعده الشيخ الميداني وقدم لها كل إمكاناته وكان مديرًا لإحدى المدارس التي أنشأها بالتعاون مع (الجمعية الغراء) جمعية الشيخ علي الدقر، وهي مدرسة (وقاية الأبناء) وشهدت المدرسة في عهد إدارته نجاحاً باهراً، وتخرج منها طلاب علم غدوا فيما بعد من أكابر علماء الشام.
ثم أسس جمعية التوجيه الإسلامي مع ثلة من المشايخ. وكان هدف هذه الجمعيات تخريج الدعاة والوعاظ ونشر العلوم الإسلامية، وقد تخرج منها أكابر علماء الشام
شارك أيضًا في تأسيس رابطة العلماء في سورية وكان الأمين العام لها، وأسس عدة جمعيات أخرى، وقد انتخب عضوًا للمجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي في مكة المكرمة عن سورية خلفًا للشيخ مكي الكتاني .
وراح يوجه إلى قيام وإنشاء الجمعيات الخيرية، التي تتولى جمع التبرعات من زكوات وصدقات، لتوزع على المستحقين بكل أمانة ودقة، وكانت فاتحة هذه الجمعيات (جمعية أسرة العمل الخيري). لم يتفرغ الشيخ للتأليف بسبب مشاغله في العلم والتعليم.
توفي في ذي القعدة 1398 هـ الموافق تشرين الأول 1978م(1).
(1) حسام الدمشقي، موقع التاريخ السوري المعاصر