سلايدشهادات ومذكرات
من مذكرات صبحي العمري: إعلان الحكم العربي في الساحل السوري 1918م
من مذكرات صبحي العمري: إعلان الحكم العربي في الساحل السوري 1918م
عندما أعلن الأمير سعيد الجزائري الحكم العربي في سورية، أبرق إلى جميع رؤساء بلديات المدن الداخلية والساحلية يطلب إليهم، رفع العلم العربي وإعلان الحكم الوطني، وممن أبرق إليهم رئيس بلدية بيروت عمر الداعوق الذي ذهب مع ثلاثة من أعيان بيروت يوم 30 أيلول 1918 إلى والي الولاية إسماعيل حقي بك، وابلغه فحوى البرقية، وبعد أخذ ورد وافق الوالي على تسليمه شؤون الإدارة.
وفي اليوم التالي في الأول من تشرين الأول 1918 أصدر أمراً إلى جميع مأموري الحكومة في الولاية بتسليم جميع شؤون الإدارة في ولاية بيروت إلى رئيس بلديتها وبإنهاء وظائفهم مع الحكومة العثمانية.
وعلى ذلك أصدر رئيس البلدية الذي أصبح مسؤولاً عن إدارية دفة الحكم في ولاية بيروت بياناً أعلن فيه تسلمه زمام السلطة، وبدأت الإدارة العربية منذ ذلك اليوم ممارسة عملها، وتم الإتصال بحكومة دمشق، ورفع العلم العربي على سارية دار الحكومة في احتفال شعبي كبير.
كانت صلاحيات الحكم العسكري في ولاية بيروت تشمل جميع الساحل السوري حتى لواء الاسكندرون، وكان اللواء شكري الأيوبي الذي عين لها مسجوناً من قبل الأتراك فأخرجه المتظاهرون من السجن التركي قبل دخول الجيش العربي إلى دمشق بيوم واحد.
وقد رافقت شكري الأيوبي إلى بيروت إحدى السرايا النظامية من القوة العربية التي دخلت دمشق، ووصل إلى بيروت بتاريخ السادس من تشرين الأول، وحال تسليم السلطة، أعلن انضمام لبنان إلى الحكومة العربية، وعين حبيب باشا السعد حاكماً مدنياً بعد أن أقسم يمين الولاء للشريف حسين.
وبلغ هذا الإجراء الذي جرى في بيروت إلى باقي مدن الساحل فآلف الأهالي في كل من صيدا وطرابلس وأنطاكية واللاذقية وصور وبقية المدن الساحلية إدارات مدنية ورفعت العلم العربي على ساريات دوائرها.
ما كاد الفرنسيون يعلمون بهذه الإجراءات وإرسال الجنود العرب إلى بيروت حتى هبوا يحتجون على فيصل ويلحون على الإنكليز بتطبيق اتفاقياتهم، ونتج عن ذلك إنزال العلم العربي في بيروت، وباقي مدن الساحل السوري، وتحويل إدارتها إلى حاكم فرنسي (جورج بيكو)، تحت إمرة القائد العام الإنكليزي الجنرال اللنبي[1].
[1] العمري (صبحي)، ميسلون نهاية عهد، دار رياض الرئيس، لندن، الطبعة الأولى1991، صـ 21