سلايدصورة وتعليق
حلب إحدى محطات قطار الشرق السريع سيمبلون 1927م
حلب إحدى محطات قطار الشرق السريع سيمبلون 1927م
قطار الشرق السريع هو أول قطار أوربي عبر القارة، يجتازها من الغرب إلى الشرق وصولأ إلى مدينة إسطنبول ، بدء مجرد خدمة سكك حديدية دولية عادية، ولكنه ومع مرور الزمن أصبح القطار يُرادِف الإثارة والسفر الفاخر ويقطع مسافة تزيد على 2740 كم.
مع نشوب الحرب العالمية الأولى توقفت خدمات القطار، ثم استؤنفت عام 1919، وصار
يعرف باسم قطار سيمبلون ـ الشرق السريع Simplon Orient-Express
لأنه يجتاز جبال الألب عبر نفق ممر سيمبلون الشهير بين سويسرا وإيطاليا ويعد من أطول الأنفاق في العالم (نحو 20كم). وقد اختيرت كاليه على المانش محطة لانطلاقه، ومنها إلى باريس، ثم لوزان (سويسرا)، ويجتاز ممر سيمبلون ليصل إلى ميلانو فالبندقية ومنها إلى زغرب فبلغراد، (يوغوسلافيا) ثم صوفيا (بلغاريا). وقد توقفت خدمات هذا القطار مرة أخرى مع نشوب الحرب العالمية الثانية واستؤنفت مجدداً عام 1947 م
كان صاحب مشروع قطار الشرق السريع رجل أعمال بلجيكي يدعى جورج ناجلميكرز وريث أسرة مصرفية فاحشة الثراء، تمكن من إقناع مدراء عدد من الخطوط الحديدية الأوربية لتسيير قطار ركاب خاص مع عربات نوم تتولى إدارته شركته التي أسسها باسم الشركة الدولية لقطارات النوم والقطارات السريعة الأوربية عام 1883. وفي رحلته الأولى سافر الركاب بالقطار من باريس إلى ميناء ڤارنا في بلغاريا، بعد عبور الدانوب على قوارب. ثم انتقلوا من فارنا إلى اصطنبول على متن باخرة (سفينة بخارية)، أبحرت بهم عبر البحر الأسود واستغرقت الرحلة 81.5 ساعة. وفي عام 1889 صارت الرحلة بكاملها بالقطار ومدتها 67.5 ساعة. وقد تولت شركة ناجلميكرز تجهيز القطار بعربات نوم ومطاعم وصالونات وصالات للتدخين وغرف استقبال للنساء، مفروشة بالسجاد الشرقي وستائر المخمل وأرضيات من خشب الماهوني الثمين، ومقاعد وثيرة منجدة بالجلد الإسباني الناعم، إضافة إلى مطبخ رائع حوى كل ما يلزم لخدمة الركاب المترفين. ولم يكن لهذا القطار مثيل في العالم في فخامته ووسائل الراحة فيه. .
ظل قطار الشرق السريع لسنوات يجتذب النخبة من علية المجتمع الأوربي، وفيهم الأسر المالكة والدبلوماسيون وأصحاب المال. كما أنعشت فخامته وسحر الشرق قرائح الكتاب والشعراء والفنانين والسينمائيين، ومن بينهم گراهام گرين وآگاثا كريستي اللذان أسهما برواياتهما في ذيوع شهرة القطار عالمياً.
لم يستعد قطار الشرق السريع مكانته المرموقة بعد الحرب العالمية الثانية، وتوقف نهائياً عن العمل عام 1977 بعد عقود من الزمن
أما ربط القطار بالشرق الأوسط فكان مشرع تحمس له قيصر ألمانيا فيلهيلم الثاني والسلطان عبد الحميد الثاني وتم الاتفاق خلال زيارة الأمبراطور لمدينة اسطنبول في 18 تشرين الأول عام 1889 وبدء العمل بمد سكة حديد بداية من 1903 تربط اسطنبول ببغداد وتسهل التنقل داخل الامبراطورية العثمانية لكن عملية البناء استغرقت 37 عاما تغيرت خلالها الخارطة الجغرافية والسياسية (انهيار السلطنة واحتلال أوربا لمنطقة الشرق الأوسط) بالإضافة الى التمويل وجغرافية جبال طوروس الصعبة
وونذكر هنا أن رواية أجاثا كريستي “جريمة في قطار الشرق السريع” التي استلهمت فكرتها أثناء رحلتها في القطار نفسه عام 1928حيث سافرت الى الشرق الأوسط على متن قطار الشرق السريع من مدينة كالية في فرنسا قاطعه القارة الأوربية نحو الشرق وصولاً إلى محطة اسطنبول ومن اسطنبول استقلت قطار طوروس إلى الحدود السورية واستقرت في حلب في فندق بارون لتبدأ كتابة الرواية وخيوط الجريمة التي بدأت من رصيف محطة حلب (يرجى مراجعة الموضوع في ملف فندق بارون ضمن الصفحة لمعرفة تفاصيل اكثر) ثم سافرت إلى العراق بالشاحنة حيث تعرفت هناك على زوجها الثاني عالم الآثار والمنقب المشهور مالوان
ويقال أن الرواية نفسها بالإضافة الى رواية غراهام غرين أعطت شهرة للقطار عند الأوربيين الصورة لإعلان يحمل توقيع الفنان الفرنسي جوزيف دولا نيزيير Joseph de la Nézière 1873-1944 : طول الإعلان 108 سنتمتر، العرض 74 سم. ودون عليه لقطار الشرق السريع – سيمبلون وقد حمل صورة لمدخل قلعة حلب ودون على البرشور اسم محطات القطار ( بريطانيا العظمى – فرنسا-سوسيرا-إيطاليا – صربيا – كرواتيا- سلوفينا – بلغاريا – رومانيا – اليونان – تركيا – سوريا )
شكلت حلب مفترق طرق للمسافرين نحو الشرق وصولا الى الموصل وبغداد والبصرة أو نحو الجنوب الى دمشق بيروت القدس وحيفا. والقاهرة.
من أرشيف متحف حلب الفوتغرافي