محمد نجيب باقي زادة (1878-1963)م
ولد في مدينة حلب عام 1878
مناضل قومي وناشط اجتماعي ومؤسس للعديد من المدارس والجمعيّات الخيريّة.
يعد من الأوائل في هذا المجال. ويبدو لنا من مطالعة سيرة حياته أنّ ذروة نشاطه كانت في العشريّتين الأولى والثانية من القرن العشرين، كما أوضح هو نفسه في مذكراته. ومن الطريف القول أنّه ما دخل مجالاً إلاّ ونجح فيه!
أسس محمّد نجيب باقي زادة أوّل مدرسة عربيّة في حلب عام 1903م تحت مسمّى “شمس المعارف”.
كان أوّل مدير عربي لمدرسة في ظلّ الحكم العثماني. والهدف من هذه المدرسة كبداية هو تدريس علوم القرآن والتجويد وللغة العربيّة. ونظراً لنقص الكوادر والمناهج اللازمة لإتمام عمليّة التعريب، فقد عمل نجيب باقي زادة على جهتين :
✦ الأولى : استيراد ما يحتاجه من مقررات وكتب من القاهرة.
✦ الثانية: الاستعانة بالخبرات الوطنيّة كمحمّد راغب الطبّاخ والشيخ صادق الرفاعي ومصطفى نعمت العباسي.
أسس أول محل لاستيراد الأدوات الزراعيّة والكهربائيّة في حلب عام 1912م، وقد تحول مع مرور الأيّام إلى مؤسسة لا زالت تعمل إلى الآن في سوريا ولبنان والأردن. وقد احتفل باليوبيل الذهبي لهذا المحل عام 1962م. وعليه يكون محمّد نحيب باقي زادة رائداً في مجال تطوير الصناعة في سوريا في النصف الأوّل من القرن العشرين.
أسّس أوّل جمعيّة خيريّة في حلب عام 1916م، كما ترأس اتحاد الجمعيّات الخيريّة في سورية. وقد استطاع تأمين ما تحتاجه هذه الجمعيّة لتضحي مؤسّسة ذات أعمال توسّعيّة منها ملجأ اليتيمات التي تشرف عليها جمعيّة الفتاة اليتيمة في حلب.
أسّس الملجأ الإسلامي في حلب عام 1919م ليكون حاضنةً لأبناء شهداء الحرب العالميّة الأولى كبداية، إلاّ أنّه تحوّل إلى دار ضخمة لها أعمالها ألحق بها عدداً من المدارس. فالمدرسة الصناعيّة تخرّج صانعي الأحذية والأخشاب والجلود والأثاث المنزلي. أمّا المدرسة الزراعيّة فقد وضع فيها كل إمكانياته، حيث زودها بالآلات الزراعيّة، والشتلات، والأشجار المثمرة المختلفة، إضافةً إلى آبار الري، لتخرّج الكوادر الزراعيّة اللازمة للمشاتل الزراعيّة ومرافق الدولة الزراعيّة، إلاّ أنّها ألحقت فيما بعد بوزارة الاقتصاد، أهملت مع مرور الأيّام. وللمدرسة الزراعيّة قصّة، فقد كانت في البداية مؤسّسةً زراعيّة احتلّتها القوات الفرنسيّة بعد فصل لواء الإسكندون وإلحاقه بتركيّا، ومن ثمّ طلبت السلطات الفرنسيّة استثمارها فكان أن تقدّم محمد نجيب باقي زادة بطلبه فقبل.
– وكان فتح كلية الهندسة بحلب في شهر تشرين الإول عام 1946 وكان من اساتذتها خير الدين حقي ومحمد العالم ومحمد يحيى الهاشمي ووجيه السمان .
وعند قيام الوحدة مع مصر قام نحيب باقي وقابل جمال عبد الناصر عندما زار حلب ورجاه معاونته في توسيع الميتم الملاصق لمدرسة حطين ليتسع لليتامى فأمر عبد الناصر جمال فيصل بدفع مبع 75000 ليرة سورة تم بها بناء مهجع إتسع لمئتي يتيم فارتفع عددهم إلى أربعمئة .
كان محمّد نجيب باقي زادة صاحب فكرة تأسيس جامعة حلب بهدف فصل كليّات التجارة والحقوق والهندسة عن جامعة دمشق، ولو أنّ حلمه تحقق بعد وفاته عام 1958م. ولهذا أيضاً قصّة إذ تمّ التقدّم بعريضة تتضمّن الطلب السابق إلى وزير التربية والتعليم المركزي في عهد الوحدة كمال الدين حسن فأبدى اهتمامه بها، ليعاد عرضها على كل من المشير عبد الحكيم عامر والرئيس جمال عبد الناصر. وهنا تحقق الحلم بإصدار جمال عبد الناصر للقرار الجمهوري القاضي بتأسيس كليّات للتجارة والحقوق وتوسيع كليّة الهندسة وتأسيس معهد الصناعة العالي تحت مسمّى جامعة حلب عام 1960م.
من السيرة المشرقة والمشرفة للفقيد الراحل محمد نجيب باقي زاده عمله في المجال النضالي اذ كان من مؤسسي حزب الاستقلال السوري ومن المناضلين لجمع المقاتلين والاسلحة والاموال لثورة الشمال بقيادة الزعيم ابراهيم بك هنانو .
ترك محمّد نجيب باقي زادة وراءه مذكّراتٍ قيّمة اشتملت على معلومات قيّمة عن العهد الفيصلي وبداية الاحتلال الفرنسي لسورية..
توفي نجيب باقي بتاريخ 7\10\1963 وتم تشييعه إلى ضريحه في مثوى آل باقي في محلة الشيخ سعيد(1).
(1) باسل عمر حريري – الموسوعة التاريخية لأعلام حلب
يرجى تصحيح المقال فيما يخص جامعة حلب. فبما أنه نوفي في 1963 أي بعد الانفصال، فإنه بذلك يكون على قيد الحياة عند تاسيس جامعة حلب بأمر من عبد الناصر حينها.